الشيخ الشعراوي والبابا شنودة جسدا مقولة عاش الهلال مع الصليب

السبت، 15 أبريل 2017 07:14 م
الشيخ الشعراوي والبابا شنودة جسدا مقولة عاش الهلال مع الصليب
الشيخ الشعراوي
مرفت رياض

كان الشيخ الراحل الشعراوي، يعتنق مبدأ الدين لله والوطن لله ،لأنه كان يرى أنه لا معنى لكلمة الوطن للجميع، فما معنى أن يكون هناك وطن بلا دين، وهو ما أكده في إحدى لقاءاته مع البابا شنوده في شهر مارس عام 2014. 
 
ونظم قصائد تعبر عن روح المحبة للأقباط، باعتبارهم جنبًا إلى جنب مع المسلمين في معسكر المؤمنين بالله، وشركاء المسلمين في محاربة الإلحاد والإباحية، ويشير فى أحاديثه وأشعاره باحترام شديد إلى السيد المسيح وللسيدة مريم العذراء، ومن ذلك قصيدة نظمها سنة 1943 قال فيها: «اخواننا الأقباط فيما بيننا ود قديم ثابت لم يفصم عطف الهلال على الصليب فما ذروا أن تجعلوا روح المسيح بمكرم».
 
بالإضافة لإشارته دائمًا للآيات التي تشير إلى مكانة المسيح والسيدة مريم فكان يقول: «يا أخي كيف لا نلتزم بأمر الله ورسوله بأن الأقباط لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، مستشهدًابقوله الله تعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين».
 
وهناك العديد من المواقف التي تؤكد عمق العلاقة بين «الشعرواي» وبين البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السابق، ومنها  الأتصالات الهاتفية والرسائل المشتركة بينهما، والأطروحات الدينية وقصائد الشعر التي بدع كلاهما في نظمها.
 
 
 
وعن  المحبة بين المسيحيين والمسلمين قال «الشعرواي»،  إن الكثير من الايات القرأنية والأحاديث النبوية تؤكد على عمق العلاقة بينهما مستشهدًا بالاية الكريمة التي تقول«لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا.. ولتجدن أقربهم مودة الذين قالوا إنا نصارى ذلك لأن منهم قسيسيين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون)
 
 وأضاف «الشعرواي»:«هناك مبادئ بيننا وبين المسيحيين وبين الأديان الأخرى فنسأل الله أن يجعلنا ننفذ ما جاء في كتابه الكريم»، وردًا على ما اثير عن موقف البابا من  السماح للأقباط لزيارة القدس قال: «سيادة البابا تكلم كلامًا لا يوجد بعده كلام ونحن مصرين على أن تكون القدس في يد المسلمين» ورد قداسة البابا «وأنا مصر على ما قلته وألا ندخل القدس إلا وهي في يد عربية».
 
وبخصوص  اجراء حوارمشترك بينه وبين البابا شنودة، قال «الشعرواي»: «إن كان الحوار ما بيننا فيما أتسع لنا فمرحبًا به، وإن كان الحوار فيما يؤكد فروع نختلف فيها فما أغنانا عنه» ورد قداسة البابا «الحوار الذي يرحب به الكل هو الحوار الذي يأخذ شكل التعاون فـي قضايا مشتركة ويكون الحوار كيف نعمل سويًا في هذه القضايا ويكون الحوار هدفه زيادة الروابط وزيادة المحبة».
 
وقال قداسة البابا شنودة: «أنا أرى أن هذا اللقاء يفرح به كثيرون لأنه لقاء به مودة ومحبة.. وإذا التقى الناس بالأجساد فمن الممكن أن يلتقوا بالأفكار» ورد فضيلة الشيخ الشعراوى قائلا «أنا أقول أن التقوا بالأفكار فلابد أن يلتقوا بالأجساد كما حدث بيننا» و عقب قداسة البابا شنودة بقوله: «هذا حسن ومعناه أننا التقينا قبل أن نلتقي وهذا شىء تشكر عليه».
 
وقبل نهاية اللقاء قام قداسة البابا شنودة، بتقديم هدية إلى الشيخ الشعرواي، وهي موسوعة لسان العرب لابن منظور من عشرين جزءًا ، وقدم الشيخ الشعراوى إلى البابا هدية عبارة عن عباءة سوداء.
 
ويتذكر الجميع كلمة البابا الشهيرة عقب وفاة الشيخ الشعراوي في رثاء الداعية الكبير: «بأن الأمة العربية فقدت صديقًا غاليًا وعالمًا كبيرًا قلما يجود الزمان بمثله» .
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق