فتوة من الصين

الإثنين، 17 أبريل 2017 02:07 م
فتوة من الصين
فتاة - أرشيفية
نجاح أحمد عبداللطيف

حاولت أن أشرح لصديقتى الصينية أن التحرش يجرى فى معظم الرجال المصريين مجرى الدم فى العروق فلم تكترث.
 
خشيت عليها من ملابسها شديدة القصر فلم تبال.
 
كانت جميلة، بل لعلها أجمل صينية رأيتها، بادية الرقة والضعف، تغرى بأنها ستكون صيدا سهلا لن يقوى على الدفاع عن نفسه ولا حتى على الصراخ طلبا للنجدة.
 
مسألة الرقة هذه مسألة فيها شك؛ فهذا العصفور الرقيق حين يربت على ذراعى بحنان أصرخ ألما لأكتشف أن ذراعى قد احمر- ثم لا يلبث أن يزرق– من أثر جرعة حنان زائدة من جانبها.
وحين ارتدت ثوبها القصير فى ذلك اليوم وألححت عليها أن تبدله بآخر أطول ولم تستمع لى كعادتها، كان موعدها مع التحرش.
 
ركبت تاكسى كما اعتادت أن تفعل وجلست فى المقعد الأمامى بجوار السائق الذى لم يمض وقت طويل حتى اشتغلت عنده غدة التحرش، وراح الرجل يسقط الأشياء عامدا وينزل بكل براءة يلتقطها، ألقى بقلم ثم منديل ثم القلم مرة أخرى وهكذا، وظل على هذه الحال طالع نازل دون كلل أو ملل.
 
التفتت إليه العصفورة المهاجرة بكل براءة ومدت يدها، انهالت عليه بكفها -التى إذا سقطت على جمل لبرك -وفين يوجعك. حكت لى بعدها كيف كان الرجل يصرخ ألما ويتوسل إليها أن تتركه قائلا: «هلاص. هلاص»
 
كانت تحكى وأنا أتحسس ذراعى من «ربتة» حنان سابقة، تخيلت السائق الذى ربما يكون الآن راقدا فى فراش فى مستشفى ما لا يقوى على الحركة وشعرت بشيء من الإشفاق نحوه.
أحسبه بعدها-إن قدر له النجاة- سيسوق على الصراط المستقيم وقد تاب وأناب وعرف أن الله حق. 
 
بعدها كانت ترتدى فستانها القصير فلا أنطق، تنظر لى بدهشة وهى تقول: يعنى مش بتقولى حاجة؟
 
أنا: هلاص.. هلاص، اتكلى على الله شوفى انت رايحة فين.
 
مدرسة بكلية الألسن جامعة عين شمس 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق