صرخة أنثى

الإثنين، 17 أبريل 2017 02:15 م
صرخة أنثى
أم - أرشيفية
كتبت : بسمة البحرى

أجبرنى عنف صرختها الزاجرة لطفلها على الالتفات نحوها رغما عنى، ثم أشحت بوجهى فورا حتى لا أشعرها بالحرج، كانت التفاتتى سريعة خاطفة وغير كافية لأستبين خلالها أى ملامح لها أو لطفلها، والطبيعى أن يثير تصرفها ازدرائى باعتباره غير لائق فى الطريق العام أو حتى فزعى من عنف الصرخة الموجهة لطفل صغير، لكننى فوجئت بأن صرختها قد لمست أوتار قلبى وأثارت شجنا فى أعماقى واجتاحنى نحوها شعور عارم بالشفقة!
 
هل لأننى رأيت فى تصرفها انعكاسا طبيعيا لضغوط عنيفة ترزح تحتها كل أم مصرية عاملة تسعى للقيام بدور البطولة فى كل أدوار الحياة فى آن واحد دون السماح بأدنى تقصير فى أى منها أو حتى التماس عذر طغيان دور على الآخر.
 
فالمطلوب أن تقوم بأعمال المنزل بكفاءة وسرعة فائقة مع الحفاظ على أنوثتها وأناقتها وجمالها طوال الوقت إرضاءً لزوجها وأما صالحة حنون تحتوى أطفالها وترعى كل شئونهم داخل المنزل وأيضا تنقلاتهم خارجه وامرأة ناجحة وفعالة فى سوق العمل وإن لم تسع من خلال ذلك لإثبات ذاتها، فعملها أصبح ضرورة قصوى لا يمكن التهاون فيه أو الاستغناء عنه لمواجهة نفقات لا حصر لها بل وتزداد بنودها الضرورية مع الوقت دون ادنى اقتراب من جوانب الرفاهية، كل ذلك مع ما تجنيه من مجتمع يستبيح ضدها كل أنواع العنف والاعتداء متخذا حجته الأولى فى ذلك وجودها كأنثى، فهى قطعا تستحق العقاب على ذلك.
 
والسؤال الآن أصرخة واحدة تكفى؟
صيدلانية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق