مرقس الرسول.. مؤسس أول كنيسة مصرية بالإسكندرية

الثلاثاء، 18 أبريل 2017 04:22 م
مرقس الرسول.. مؤسس أول كنيسة مصرية بالإسكندرية
كنيسة - ارشيفية
عنتر عبد اللطيف

القديس مرقس الرسول هو أحد رسل يسوع المسيح السبعين، وبعد أن حل الروح القدس على التلاميذ صار من نصيب القديس أن يبشر فى بلاد مصر وشمال إفريقيا. وأسس الكنيسة القبطية وهى التى تعرف بكنيسة الإسكندرية فهو أول بطريرك لها، وقد سمى جميع البابوات من بعده خلفاء القديس مرقس وكرسى البطريركية يسمى بالكرسى المرقسى نسبة إلى القديس مرقس.
 
جاء القديس مرقس إلى الإسكندرية ولم تكن فيها كنيسة وإنما كانت تزدحم بالعبادات الكثيرة مصرية ويونانية ورومانية وشرقية كما ازدحمت بفلسفات عديدة، وما أن وقع بصر القديس على هذه المدينة العظيمة حتى شعر أنه فى حاجة إلى معونة إلهية ليتغلب بها على قلوب الناس المتحجرة، ولذلك صلى عند مدخل المدينة صلاة طويلة، ثم دخل المدينة وقد قطع رحلته سيرا على قدميه ولطول المسافة تمزق حذاؤه فمال إلى الإسكافى ليصلحه، وبينما يصلح الإسكافى الحذاء نفذ المخراز فى يده وأحدث بها جرحا وتألم أنيانوس الإسكافى وصرخ قائلا «ايوس ثيئوس» ومعناها «يا الله الواحد»، تعجب القديس من كلمات الإسكافى الوثنى، وبكلمات قليلة طمأنه على جرحه ثم تفل على الأرض فصار التفل طينا ووضع الطين على الجرح. ورشمه بعلامة الصليب وهو يقول «باسم السيد المسيح تبرأ فى الحال» وحدثت المعجزة الأولى ووقف نزيف الدم وشفيت يد أنيانوس فى الحال.
 
ذهل أنيانوس من صنيع هذا الرجل معه وبادره القديس يسأل عن سبب صراخه باسم الله الواحد وأخذ القديس يبشره بالسيد المسيح الذى باسمه حدثت المعجزة وشفيت يده، فرح أنيانوس بكلمات القديس ودعاه إلى بيته ولبى القديس دعوته وجمع له الإسكافى أهل بيته بعد أن عرفهم بما صنعه معه القديس، وأخذ مارمرقس يحدثهم عن السيد المسيح فآمن أنيانوس وأهل بيته واعتمدوا جميعا وقد جعل من بيته كنيسة سميت فيما بعد بكنيسة مارجرجس، وكان بيت أنيانوس هو النواة الأولى للكنيسة المسيحية فى مصر ومنهم نمت الكنيسة وامتدت، وقضى القديس مرقس بينهم كل وقته يعلم ويبشر فآمن به كثيرون وذاع وانتشر اسم المسيح فى مدينة الإسكندرية، ورأى مارمرقس أن الإسكندرية بلد عالمى كبير ويسكنها عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين والعلماء الذين يناقشون النظريات والآراء فى مدرستهم الوثنية. فوجد لزاما عليه أن يتحدث إلى هؤلاء من خلال منهج علمى منظم فأنشأ المدرسة الإكليريكية وأقام عليها القديس يسطس مديرا لها. غادر القديس الديار المصرية متجها إلى المدن الخمس الغربية ليفتقد رعيته ثم عاد إليها مرة أخرى، واستشهد القديس مرقس على يد الوثنيين فى يوم الاثنين 30 برمودة الموافق 8 مايو سنة 68 ميلادية فى حكم الإمبراطور الرومانى نيرون.
 
وأراد الوثنيون حرق جسده الطاهر إمعانا فى الإهانة ولكن الله أحدث برقا ورعدا فأمطرت السماء فانطفأت النار قبل أن تمس الجسد المقدس.وأسرع المؤمنون وأخذوا الجسد إلى كنيسة بوكاليا ووضعوه فى تابوت ثم دفنوه بإكرام فى الجانب الشرقى من الكنيسة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة