قائد القوات البحرية: امتلاك الغواصة الجديدة يساهم في رفع تصنيف الجيش المصري

الأربعاء، 19 أبريل 2017 03:05 م
قائد القوات البحرية: امتلاك الغواصة الجديدة يساهم في رفع تصنيف الجيش المصري
القوات البحرية المصرية

أكد اللواء أركان حرب بحري أحمد خالد، قائد القوات البحرية، أن القوات شهدت في الأونة الأخيرة عملية إحلال وتحديث للأسطول البحرى في إطار الخطة الاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة والتى تولى اهتمامًا كبيرًا بتحديث وتطوير كافة أسلحة ومعدات القوات المسلحة لمواكبة التطور العلمي والتقدم التكنولوجى في جميع المجالات.
 
وأضاف خلال مراسم استقبال الغواصة «209/1400» بقيادة القوات البحرية، أن الصفقات التي تم تسليح القوات البحرية بها على مدار العامين الماضيين ساهمت بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل في المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية في أقل وقت ما يساهم في دعم الأمن القومى المصري في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا.
 
وأوضح أن امتلاك قوات بحرية قوية وحديثة يتطلب تكلفة تشغيلية عالية ولكن بالنظر إلى المهام التي تقوم بها، مؤكدا أن القوات البحرية تعتبر تلك التكلفة صغيرة، لأنها تقوم بتأمين مصادر الثروات القومية بأعالى البحار مثل حقول الغاز والبترول، بالإضافة إلى أن القاطرة الاقتصادية وعجلة تنمية الدولة التي تسير بخطى ثابتة لا بدَّ لها من قوة عسكرية قوية تحميها.
 
وأضاف أن مصر من أوائل الدول في الشرق الأوسط التي تمتلك هذا الطراز من الغواصات، والتى تساهم في رفع تصنيف الجيش المصري والقوات البحرية بقدراتها القتالية العالية، مشيرا إلى أن طول مدة بقائها بالبحر والقدرة على تحمل البحر مع تنوع الأسلحة بها تمكنها من أدارة الأعمال القتالية منفردًا أو بالتعاون مع الوحدات والتشكيلات البحرية وكونها سلاح استراتيجى قادر على تنفيذ المهام في سرية تامة ولمسافات بعيدة جدًا عن حدود الدولة المصرية.
 
وأوضح أن القوات البحرية تستخدم الغواصات من منتصف القرن الماضى وهذا ليس تحولا جديدا على القوات البحرية المصرية وإنما هو رفع للقدرات القتالية للقوات البحرية ليتناسب مع المتغيرات الإقليمية المحيطة بنا، مضيفا: «الغواصات الألمانية المنضمة حديثًا بإمكانياتها تمثل إضافة قوية للقوات البحرية بصفة خاصة وللقوات المسلحة بصفة عامة».
 
وأشار قائد القوات البحرية إلى أنه تم الاتفاق على عقود الصيانة والتأمين الفنى من خلال عقود متكاملة بين الجهات المختصة بالقوات البحرية والشركة المصنعة للغواصة تلتزم الشركة المصنعة بالإمداد والتأمين الفنى لتلك الوحدات وتأتى أهمية ذلك لضمان جاهزية الغواصة للقيام بكافة المهام المطلوبة في التوقيت المناسب.
 
وأوضح اللواء أحمد خالد، أنه تم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الغواصة الجديدة في وقت قياسي، ووفقًا لبرنامج متزامن بكل من مصر وألمانيا للإلمام بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا الغواصات، بذل خلالها رجال القوات البحرية الجهد والعرق في التدريب ليكونوا جديرين للثقة التي أولاها الشعب المصري لهم وتنفيذ جميع المهام التي تسندها القيادة العامة للقوات المسلحة لهم بكل كفاءة واقتدار، وتم إعداد أطقم الغواصات الألمانية على مرحلتين:
 
الأولي مرحلة الإعداد والتجهيز بالقوات البحرية من حيث الإعداد اللغوى والبدنى والتأهيل الذهنى لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة / النواحى الأمنية.
 
والثانية تتضمن مرحلة الإعداد والتجهيز بدولة ألمانيا بواسطة الخبراء المختصين بالتدريب ونقل الخبرة إلى الطاقم المصري من خلال دورات تدريبية «نظرية / عملية»، والتدريب في أثناء رباط الغواصة على الرصيف وبالبحر ولفترات طويلة لإتقان السيطرة على الغواصة فوق وتحت السطح.
 
وأشار اللواء «خالد» إلى أن الطاقم المصري أبحر بالغواصة من دولة ألمانيا إلى جمهورية مصر العربية بمفردهم بعد إتقان التدريب بأنواعه المختلفة على الغواصة الألمانية طراز «209/1400» بمسافة إبحار أكثر من 3600 ميل في ظروف جومائية صعبة.
 
وقال إن القيادة السياسية اهتمت بتطوير الصناعات البحرية الثقيلة متمثلة في التطوير الذي تم بالفعل لترسانة الإسكندرية التابعة لجهاز الصناعات البحرية للقوات المسلحة، لكى تواكب في معداتها وأجهزتها أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا العالمية، وافتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد التطوير في مايو 2015.
 
وأشار إلى أن القوات البحرية قامت بالفعل على العمل في بناء السفن بالسواعد المصرية من خلال مسارين أولهما من خلال التصنيع المشترك في الترسانات البحرية المصرية مع الدول الصديقة والشقيقة، وقد تم تصنيع لنشات مرور سريعة من مختلف الطرازات، وجارى تصنيع عدد (3) قرويطة من طراز جويند بالتعاون مع الجانب الفرنسى، وثان المسارات هو التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالسواعد المصرية، وتم تصنيع سفن من طرازات عدة منها «سفن الدحرجة - السفن المساعدة Tug Boats - الكراكات».
 
وأشار إلى أن القوات البحرية تعمل على أن نصل في المستقبل على التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالأيادى والتكنولوجيا المصرية.
 
وقال اللواء خالد إنه في ظل التهديدات للدول المجاورة كان يجب تحديث وتطوير السلاح المصري وأن تلك الغواصات تعتبر من أحدث الغواصات التقليدية على المستوى العالم، مشيرا إلى أن تحديث سلاح الغواصات هو أمر طبيعى يحدث في كل بحريات العالم لمواكبة التطور التكنولوجى طبقًا للمتطلبات العملياتية للدول، مؤكدا أن الغواصات هي قلب القوة البحرية وتعتبر سلاح استراتيجى وقوة ردع حاسمة في أى صراع مسلح فهو السلاح الوحيد القادر على مفاجئة العدو وفي سرية تامة.
 
وقال قائد القوات البحرية، إنه على الرغم من الفترة العصيبة التي مرت بها جمهورية مصر العربية في أثناء ثورة 25 يناير 2011م حتى 30 يونيو 2013م إلا أن العلاقات التاريخية الوطيدة بين جمهورية مصر العربية ودولة ألمانيا أسهمت على إنهاء التعاقد على صفقة الغواصات عام 2011م وإتمام استلام الغواصة الأولى وجارى تجهيز الغواصة الثانية للاستلام والإبحار للعودة إلى أرض الوطن في الربع الأخير من العام الجارى.
 
وأضاف اللواء خالد أن القيادة العامة للقوات المسلحة حريصة على تنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير وتحديث القوات البحرية ودعم قدراتها على مواجهة التحديات والمخاطر الحالية في المنطقة لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة ويقينًا بمدى أهمية الحفاظ على القدرات القتالية للقوات البحرية خاصة بعد تنوع المهام الحالية التي تنفذتها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ جمهورية مصر العربية الرئيسية التخصصية بصفة دائمة وعلى مدار 24 ساعة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أى اختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا بالإضافة إلى تأمين حركة ملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحى لقناة السويس في الاتجاهين الشمالى والجنوبى، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعى، وكذا القيام بأعمال المعاونة والإنقاذ في حالات الكوارث والأزمات.
 
وأشار إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تبخل في السعى الدائم لتطوير وتحديت القوات البحرية حتى تواكب بحريات الدول العظمى من خلال الإعداد والتجهيز لاستقبال الغواصات وبناء أكبر هنجر مجهز برصيف لتراكى الغواصات «209/1400» ومبنى محاكى التدريب على القيادة والتحكم بالغواصة لتدريب الأطقم.
 
وقال قائد القوات البحرية إن الفرد المقاتل المصري منذ إنضمامه للقوات البحرية وأثناء خدمته، إنما هو في منظومة تعليم وتدريب وتطوير مستمرة من خلال التأهيل الأساسى داخل المنشآت التعليمية للقوات البحرية من خلال الدورات التأهيلية المختلفة طوال فترة خدمته بما يحقق المواكبه لأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيافى المجال البحرى.
 
كما أن التدريب المستمر الذي نحرص عليه داخل قواتنا البحرية، يؤدى لوصول الفرد المقاتل إلى درجة الإحترافية في أداء المهام المسندة إليه، ويجب ألا ننسى أن طبيعة المقاتل المصري وصلابة معدنه هي حجر الأساس لشخصيته، لما يتمتع به جنودنا وضباطنا من حب الوطن والعزيمة على التضحية بالغالى والنفيس في سبيل حماية ترابه المقدس.
 
وأشار اللواء خالد إلى أنه جار الآن إعداد وتجهيز طاقم الغواصة الثانية لغويًا وبدنيًا ونظريًا بالقوات البحرية وبالاستفادة من خبرة طاقم أول غواصة مصرية 41 لتحقيق أعلى استفادة في أثناء التدريب على أيدى الطاقم الألمانى إضافة إلى أن الضابط البحرى يتخرج من الكلية البحرية ثم يلتحق بلواء الغواصات ويتم إعداده وتجهيزه وتدريبه للعمل على الغواصات من خلال دورات تدريبية بتفرغ كامل خلال فترة زمنية محددة ليكون جاهزا للعمل بالغواصات.
 
وقال اللواء خالد إن القوات البحرية تقوم بتأمين مصادر الثروات القومية بأعالى البحار مثل حقول الغاز والبترول، بالإضافة إلى قيام القوات البحرية بتأمين الإتجاهات الاستراتيجية المختلفة بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية إلى جانب اكتشاف حقل الغاز «شروق» في البحر المتوسط والذى يمثل مستقبل مصر في التنمية الاقتصادية مما يتطلب وجود قوة عسكرية قوية تحميه، وبامتلاك القوات البحرية وحدات حديثه مثل «الغواصات 209/1400» لها القدرة العالية للبقاء بالبحر لفترات طويلة وتمتاز بالإتزان القتالى العالي وسرية عملها حيث يمكنها تنفيذ مهامها منفردة أو بالتعاون مع تشكيلات البحرية وبذلك أصبحت القوات البحرية قادرة على حماية الاستكشافات الجديدة وتأمين مصادر الطاقة من الغاز الطبيعى والبترول في كل من البحر الأحمر والبحر المتوسط.
 
وأكد اللواء خالد إلى أن الغواصة المصرية طراز «209/1400» بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية ودعم قدراتها القتالية على حماية الأمن القومى المصري، ومواجهة التحديات والتهديدات المختلفة التي تمس أمن وسلامة السواحل والمياه الإقليمية المصرية، حيث تتميز الغواصات طراز «209/1400» بقدرات قتالية عالية تنبع من قدراتها على حمل أنواع مختلفة من التسليح القوى مثل «الصواريخ /الطوربيدات / الألغام» وبالتالى تتنوع مهامها القتالية ومن خصائصها العمل في سرية تامة وعلى مسافات بعيدة ولفترات زمنية طويلة دون الحاجة إلى دعم من الوحدات البحرية الأخرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة