«التنظيمات الإرهابية».. سلاح اليمين المتطرف للوصول إلى الحكم في أوروبا

السبت، 22 أبريل 2017 12:31 م
«التنظيمات الإرهابية».. سلاح اليمين المتطرف للوصول إلى الحكم في أوروبا
تفجيرات بيروت - أرشيفية
كتب - محمد الشرقاوي

«كل عمل أمني يأخذ شكل العمليات الإرهابية مرتبط عضويًا بحركة سياسية».. مادة تضمنتها العلوم السياسية في التعامل مع العمليات الإرهابية، وتنطبق تلك القاعدة حرفيًا مع كل عمل إرهابي تزامن مع حراك سياسي تشهده الدول، خاصة الأوربية منها.

قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية شهدت العاصمة «باريس» هجومًا إرهابيًا أمام قصر «الشانزليزية» أسفر عن مقتل شرطي وإصابة آخرين، الأمر تسبب في إلغاء الحملات الانتخابية للمرشحين قبل موعد الانتخابات بيوم، المزعم إجراءها صباح غد الأحد.

الحادث الإرهابي أثار مخاوفًا عدة بشأن مستقبل الانتخابات ومصير الاقتصاد الفرنسي بوجه عام، وأظهرت أخر استطلاعات الرأي قبل وقوع الحادث تقدم إيمانيويل ماكرون المرشح المستقل والبالغ من العمر 39 عامًا، الأصغر في السباق الرئاسي، على نظيرته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، لكن بعد الحادث عادت شعبية «لوبان» لتلوح في الأفق من جديد خاصة مع اعتزامها تقنين معدلات الهجرة وإجراء استفتاء بشأن الخروج نهائيًا من منطقة «اليورو»، وهو ما يراه البعض ملائمًا بعدما أصبحت فرنسا تعاني من هجمات إرهابية على فترات متباعدة، وهو ما تناولته شبكة «المتداول العربي».

   مارين لوبان
 

 

المؤشرات ليست نهائية، ففي عام 2015 وقت وقوع هجمات باريس الأولى والتي تبناها تنظيم داعش، نجح حزب الجبهة الوطنية في الحصول على أكبر عدد مصوتين في الانتخابات المحلية بعد ثلاثة أسابيع من وقوع الحادث، ولكن فشل الحزب في الفوز خلال الجولة الثانية بعد استقرار الأوضاع نسبيًا.

عمليات إرهابية

يبقى الإرهاب عاملًا في التأثير على العملية السياسية في الدول، فهناك حوادث تزامن وقوعها مع عمليات انتخابية، أبرزها:

تفجيرات مدريد 2004

في الحادي عشر من مارس 2004، وقبل ثلاثة أيام من الانتخابات العامة، شهدت العاصمة الإسبانية مدريد أكبر هجوم إرهابي في تاريخ إسبانيا، وكانت سلسلة من التفجيرات استهدفت شبكة قطارات العاصمة الإسبانية أسفرت عن مقتل مائة وواحد وتسعين شخصًا وإصابة ألف وثمانمائة آخرين.

دت التحقيقات القضائية الإسبانية أن منفذي الهجمات هم متعاطفون مع تنظيم القاعدة شكلوا خلية استوحت فكرها منه دون وجود صلة مباشرة للتنظيم بالهجوم.

بعدها في 14 مارس أعلن أبو دجانة الأفغاني، المتحدث باسم تنظيم القاعدة في أوروبا وقتها، مسؤولية التنظيم، وقال القضاء الإسباني إن مجموعة واسعة من المسلمين المغاربة والسوريين والجزائريين واثنين من مرشدي الحرس المدني والشرطة الإسبانية مشتبهًا بهم في القيام بالهجوم.

بالطبع كان لتلك التفجيرات التي تبناها تنظيم القاعدة، تأثيرات على عملية التصويت في الانتخابات العامة وألقت بظلالها نتائج الفرز والعملية السياسة، فقد خسر رئيس الوزراء آن ذاك خوسيه ماريا أزنار الذي كان مؤيدا قوياً للغزو الأميركي للعراق الانتخابات العامة لصالح خوسيه لويس زاباتيرو، الذي سحب لاحقًا القوات.

                                    تفجيرات مدريد
 

تفجيرات شهداء الأرز

في 2005 شهدت لبنان سلسلة تفجيرات وضعتها في مأزق حيث تغير شكل النظام السياسي بأكمله، فقد لقى الرئيس رفيق الحريري، يوم 14 فبراير بانفجار ضخم في منطقة السان جورج في بيروت، وقتل في الانفجار 19 شخصًا آخرين كانوا برفقة الرئيس أو في جوار الحادث، وبصحبته الوزير  باسل فليحان.

 وفي 2013 شهدت لبنان أعمال إرهابية أتت في سياق مشاركة حزب الله في سوريا.

   تفجيرات بيروت
 

ترامب

خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما شهدت الولايات الأمريكية عددًا من العمليات الإرهابية تبناها تنظيمي داعش والقاعدة، استغلتها الحملة الدعائية للرئيس الحالي دونالد ترامب في أن سياسات أوباما وتعاطيه مع تلك التنظيمات هو من جعل أمريكا في تلك الحالة، وأيضًا روجت الحملة إلى أن هيلاري كلينتون المرشحة المنافسة ستعمل وفق تلك السياسات.

تطويع الأصوات

تشابه الأحداث بات يؤكد احتمالية وجود تركيبة أمنية مخابراتية تستغل انتحاريين وتنظيمات إرهابية في تحقيق أهداف أبعد من الإطار الأمني.

تقول صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إن تصميم العناصر الإرهابية على استهداف المرشح للرئاسة فرنسوا فيون خلال الحملة الفرنسية ليس مفاجئًا للمتخصصين في المنظمات الجهادية، حيث إن فيون كان المرشح الذي يحمل الخطاب الأكثر عدائية للمتطرفين، وحتى أكثر من زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.

خلال الحملات الانتخابية، ظهر فيون المرشح ذو الخطاب الأكثر عدائية للمتطرفين، ويدافع بشراسة عن مسيحيي الشرق، وهو في نفس الوقت لا يعارض حزب الله، أو الميليشيات الشيعية التي يواجهها المتطرفون.

                               فرنسوا فيون

تضيف الصحيفة في تقرير لها: التزام داعش الصمت في الأشهر الأخيرة حيال الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يعني أن آلة الدعاية للتنظيم فقدت كثيراً من كوادرها خلال الضربات الموجهة التي ينفذها التحالف الدولي ضدها في سورية والعراق، حتى إن مجلتي «دابق» و«دار السلام» توقفتا عن الصدور، وتم استبدالهما بنسخة فرنسية تدعى مجلة «الرومية» التي لم تأت على ذكر الانتخابات الفرنسية.

عندما يتولى بعض الأشخاص الاتصالات في داعش، يكون الأمر أسهل، حيث إنهم يشنون هجمات على الجبهة الوطنية، في وقت تظهر لوبن بأنها لا تريد التورط عسكريًا في حروب الشرق الأوسط، ما يعلي من فرصها في النجاح الانتخابي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق