نهاية جبروت

الإثنين، 24 أبريل 2017 05:00 م
نهاية جبروت

أفلت من محاولة اغتيال مبارك فى بورسعيد وخرج من فضيحة وقتل الكاتب الصحفى رضا هلال
 
الجبروت فى اللغة هو قدرة الطاغية، وفى مصر هو القدرة على الاستمرار فى منصب وزير الداخلية لأكثر من 13 سنة، فأطول وزير داخلية فى مصر لم يتجاوز السنوات الخمس.
 
لكن هناك تعريفا آخر للجبروت، هو القدرة على حصار من هم أقوى منك، وتلجيم من هم أفضل منك، وسحق من هم أكرم منك، وتعذيب من هم أشرف منك.
لكن جبروت حبيب العادلى تجاوز كل هذا، للدرجة التى تجعل رئيس الجمهورية الأسبق المخلوع حسنى مبارك لا ينطق اسمه إلا موصوفا بلقب «بيه»، رغم أن مبارك نفسه شهد فى عهد طاغيته أكثر من محاولة اغتيال، كادت تطيح بحياته التى يعتبرها قدس الأقداس، والنفس المصونة.
 
ليس مهما ارتفاع أعداد قتلى الطرق الذين سقطوا بسبب تراخى رجال المرور الذين يأتمرون بأمره، ولا عصابات قطع الطرق وتهريب السلاح والمخدرات الذين أصبحوا أباطرة فى عهده، لكن المهم أن يقتنع مبارك بأن العادلى كفيل بتأمينه من الموت.
 
لكن سخرية الأقدار، أن العادلى هو من جلب المهانة لمبارك، وأسكنه قصر الذل، عندما دفع البلاد والعباد للخروج فى ثورة ضد ظلمهما وطغيانهما، وفسادهما السياسى والمالى.
 
جبروت العادلى جعله يتصور أنه فوق كل المؤسسات فى الدولة، ومنح نفسه حق التجسس والتنصت على قادتها ومسئوليها، والتدخل فى كل شئونها، يرقى من يشاء، ويطيح بمن يشاء، ويخرج من السلطة من يشاء.
 
فى ثمانينيات القرن الماضى، كان هناك وزير للداخلية اسمه أحمد رشدى، رأته بعض المؤسسات فى الدولة أنه خطر عليها، فنسجت مؤامرة تمرد الأمن المركزى ضده، وتمت الإطاحة به. انقلب الحال، وبات المتآمر على مؤسسات الدولة كلها هو وزير الداخلية، هذا التآمر جعله فى مرتبة «الشيطان» له أتباع وله من يسهرون الليل كى تتحول أحلامه إلا أوامر، ما جعله يفلت من عواقب كل الكوارث التى كانت علامة بارزة فى عهده. 
 أفلت من محاولة اغتيال مبارك فى بورسعيد، خرج من فضيحة خطف وقتل الكاتب الصحفى رضا هلال، كالشعرة من العجين، لم يرمش له جفن بعد كارثة تزوير الانتخابات البرلمانية، تباهى بالتنصت على المعارضين والسياسيين، أسس لدولة المباحث التى تضخمت وباتت أقوى من دولة مبارك، ممهدا الطريق لتوريث الحكم لجمال مبارك.
 
لكن هذا الجبروت سقط فى قاعة العدل، وظهر العادلى على حقيقته، بحكم محكمة جنايات، استولى وآخرون على المال الحرام، أموال الشعب دون وجه حق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق