عاش إسرائيليًا ومات مصريًا
بطولات أكتوبر.. قائد بالمخابرات يعلن وفاة ابنه صوريًا ويرسله لينضم للجيش الإسرائيلى
الثلاثاء، 25 أبريل 2017 10:00 م
يحتفي المصريون اليوم بذكرى عيد تحرير سيناء، من خلال استعراض بطولات جنود جيشنا العظيم في حرب أكتوبر المجيدة ، ومن المعروف لدى الجميع أن البطولات والتضحيات لم تقتصر فقط على جنود مصر الأبرار من العسكريين في الحرب التي دارت بين الجيش المصري وجيش العدو الاسرائيلي ، فكانت هناك تضحيات أخرى قدمها أفراد من الشعب أبطال المقاومة الشعبية والمخابرات والبدو .
إحدى هذه البطولات هي قصة الشاب المصري عمرو السيد فؤاد نجل أحد قادة جهاز المخابرات العامة المصرية، الذي قدم حياته فدائًا لوطنه، وقضى ريعان شبابة عميلًا للدولة المصرية داخل صفوف الجيش الإسرائيلي وفقًا لما ذكره المؤرخ الدكتور سمير محمود قديح الباحث في الشئون الامنية والاستراتيجية عبر مجموعة الـ73 مؤرخين نقلًا عن سجلات المخابرات.
في صباح أحد الأيام الشتوية الباردة عام 68، وأثناء جلوس السيد فؤاد مع زملائه بالجهاز لمناقشة أمر زرع جاسوس من الجالية اليهودية ليكون عينًا على مصر، طرق الباب أحد الضباط الشباب بمقترح مكون من 4 صفحات يقتضي ضرورة زرع عميل مصري في قلب الجيش الاسرائيلي بدأ من اصغر رتبة ممكنه وان يكون هذا العميل يهودي صميم يمتلك هوية يهودية وتاريخا يهوديا مسبقا، ولكن هذا المقترح كان محل تعديلًا من قبل السيد فؤاد لصعوبة إيجاد يهوديًا يكون ولائه الكامل لمصر، ليتم البحث عن بديل مصري يحل محل الأخر.
قادة الجهاز ترأوا أن هذا المقترح قد يكون صعبًا ولم يكن لديهم دراية لما يخطر ببال السيد فؤاد، حتى فوجئوا بأنه دخل عليهم بنجله "عمرو" طالب كلية الهندسة ليكون بديلًا لشخص يهودي صغير السن من أصل مغربي توفى إثر إصابته بمرض صدري أثناء إقامته بمصر دون أن يعرف ذويه عنه شيئًا.
عمرو لم يتردد في قبول عرض أبيه حتى بعد علمه بتضحيته بخطيبته وحياته المزدهرة فداءًا لوطنه، وقام والده بتدبير حادث سيارة لإعلان وفاة نجله وأخبر أسرته بذلك الأمر واستقبلوا العزاء في بيتهم.
عمرو السيد فؤاد أو "العميل 1001" كما أطلق عليه جهاز المخابرات، بدأ مشواره بعملية تجميليه بإحدى المستشفيات ليكون وجهه مماثلًا للشاب اليهودي المدعو "صموئيل"، ثم عقبها أسابيع من التديبات النفسية ليكون نسخة طبق الأصل من شخصية اليهودي المزعوم.
"العميل 1001"، ذهب لبيت الأسرة المتوفية لليهودي المزعوم بمنطقة باب الحديد بالأسكندرية، واتقن شخصيته بخبرة كبيرة وأعلن عدائه لمصر مجاهرة، حتى تمكن من السفر إلى إسرائيل وأصبح سكرتيرا للسياسي الشهير الذي تبناه فكريا وقام بدفعه لتعلم اللغة العبريية مع دراسته بالانتساب إلى كلية الأداب، حتى تطوع رغم إرادته في الظاهر في الجيش الإسرائيلي ونتيجة شجاعته وفتوته الشبابية جعلوه في صفوف الجيش في حصون خط بارليف، وهناك استطاع التحرك بحرية فيما بين الخطوط والقلاع الحصينة والدوريات العسكرية ليرسم كل ذلك بدقة متناهية للمخابرات المصرية.
وظل العميل المصري مكافحًا في عمله لدى الجيش الإسرائيلي، حتى حانت ساعة الصفر في حرب أكتوبر وتلقى أوامر بالعودة إلى وطنه عن طريق طائرة هليكوبتر إلا أنه ظل متواجدًا بحصن خط بارليف لإرسال الشفرات الإسرائيلية إلى الجانب المصري، وبالفعل تمكن من ذلك حتى لاقته النيران المصرية من قبل قواتنا ظنًا أنه عدوًا، وانتشلت جثته الطائرة الهليكوبتر لدفنه بمصر.
تلك واحدة من بطولات جهاز المخابريات المصري الذي أعد عدته للنصر في حرب أكتوب العظيم .