«الموت الآآآآآن»

الثلاثاء، 25 أبريل 2017 10:46 م
«الموت الآآآآآن»
الحسانين محمد يكتب:

 شبح الموت يطاردني في كل خطوة ،وفي كل لحظة ..في كل سيارة "ميكروباص" يتصور سائقها أنه وكيل عزرائيل في الأرض ،وأنه طياريسير علي الأرض بالخطأ بين البلهاء ممن يسيرون بجواره علي الطريق ، وبعد عودة ارهاب رعب الموت فجأة بلا توقع بعودة أصحاب العقول والأحزمة المفخخة وقنابل الخيانة للإنسانية، أصبح الموت واقعا أقرب من حبل الوريد.
 
هل يعقل أن يشعر إنسان بالحياة وهويتوقع الموت تحت قدميه في كل لحظة ؟.. هل يحلم شاب بمستقبل وهويشعر باحتمالات الموت المفجع أقرب من احتمالات الحياة ؟ ..لماذا يقتل مدمنو البانجو أحلامنا ، ويروع تجارالتكفير أمننا ، ويسرق الفاسدون المخترقون لكل الأنظمة عمرنا وعرقنا وقوتنا ويسممون آمالنا في الحياة ؟ 
 
صنف تقريرحديث لمنظمة الصحة العالمية ، مصر ضمن أسوأ 10 دول فى العالم من حيث ارتفاع معدلات حوادث الطرق التى تؤدى إلى الوفاة، وذكر التقرير أن عدد ضحايا حوادث الطرق في مصريتراوح بين 25 و27 ألف قتيل، ومعهم أيضا من  70 إلى 80 ألف مصاب، والخسائر من 30 إلى 35 مليار جنيه فى السنة .
 
أضحكني خبر حديث جاء فيه أن العالم البريطاني " أوبري دي غراي" توصل بعدأبحاث امتدت لسنوات طويلة إلي تقنية تؤخر الشيخوخة وتطيل عمر الإنسان إلي نحو الف عام، ولم يفكرهذا العالم في تزايد "قاصفي الأعمار" التي أفني عمره بحثا ليطيلها !! 
وإذا كان الموت في حادث سيارة أو قطار أو برعاية تفجير ارهابي ، شبح يخيم بشباك الكآبة علي وجوه المصريين ، فإن شبح مواجهة مطالب الحياة الأساسية ، من أجل العيش بكرامة وستر ، يتغول نخرا في أعماروصحة المستورين بدعم ولطف القدر ، مع توحش الأسعار كل يوم بالتهامها فتات ماتبقي في جيوبهم ، وتتضاعف الكآبة عندما يطاردهم العقل بالبحث فيما سيحدث مستقبلا مع كل المؤشرات التي تبشرهم "بالخراب المستعجل "وبمزيد من التقشف والفقر ، في الوقت الذي  يظهر فيه مسئولين رسميين مثل مجدي عبد العزيز رئيس مصلحة الجمارك ليقول إن حصيلة الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات "فقط" ، خلال العام الماضي تخطت 77 مليار جنيه  ، ليضرب الكثير من المكروبين رءووسهم في الحائط  متسائلين ..إذا كانت كل هذه المليارات هي حصيلة الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات فقط.. فما هو حجم حصيلة ضرائب كروت الشحن ورسوم استخراج شهادات الميلاد والوفاة والفيش والتشبيه ورسوم الطرق وضرائب العقارات وغيرها من الرسوم والضرائب التي لا تعد ولا تحصي؟ وأين تذهب كل هذه المليارات .
 
وكانت الإجابة في تصريحات أخري لوزيري النقل والتنمية المحلية تقول " تطوير 15 مزلقاناً للسكة الحديد بتكلفة 2 مليار و640 مليون جنيه" وتصريحات أخري تقول إن  الهيئة العامة للطرق والكبارى تنفذ 14 طريقا جديدا ضمن خطة المشروع القومى للطرق بأطوال تصل إلى 1200 كيلومتر وبتكلفة مبدئية 13 مليار جنيه وتعود الإستفهامات المرعبة عن كم ما يتم اهداره من مليارات في التقديرات الخرافية لتكلفة المشروعات وفي النهاية تظهر العيوب الجسيمة في الطرق والكباري والمزلقانات والجرارات ونكتشف أن حجم " الزيس " وعمولات الفساد والرشوة يفوق الخيال ويستنزف المليارات من أموال المصريين المحصلة من قوت يومهم ..وتفوح رائحة الفساد والرشاوي الجنسية في أبعد الهيئات عن الفساد مثل مجلس الدولة وتكشف الأجهزة الرقابية نسبة 10 % فقط من حجم الفساد في الزراعة والإسكان والنقل ومشروعات الكهرباء ..  فإلي متي تستمر قوي الفساد المتوحشة في التهام أموالنا وأعمارنا وأحلامنا ومستقبل أولادنا  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق