الأكراد والأرمن.. أزمات مستمرة بين «ترامب» و«أردوغان»

الأربعاء، 26 أبريل 2017 07:36 م
الأكراد والأرمن.. أزمات مستمرة بين «ترامب» و«أردوغان»
ترامب
كتب: محمود علي

أزمة بين واشنطن وأنقرة أثيرت مؤخرًا، على خلفية الغارات الجوية التي شنتها تركيا على عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية في العراق وسوريا، الأمر الذي أسفر عن مقتل 18 شخصا.

وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: «لقد أعربنا عن هذه المخاوف لدى الحكومة التركية مباشرة»، مضيفًا: «لم يقر التحالف هذه الغارات التي أسفرت عن فقدان مؤسف لأرواح قوات شريكة (لنا)».

وأعلن الجيش التركي أنه قتل نحو 70 مقاتلا كرديا في هذه الغارات، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن «العمليات العسكرية في شمالي العراق وسوريا ستتواصل حتى القضاء على الإرهابيين هناك».

وأضاف أردوغان: «لقد شاركنا هذه العملية مع أصدقائنا الأمريكيين، ومع أصدقائنا الروس، وبالمثل نحن نشارك المعلومات مع الإدارة في الجزء الشمالي من العراق (كردستان العراق). ونحن ملتزمون بمواصلة هذا القتال حتى سقوط آخر إرهابي».

وعلى الرغم من تأكيد أردوغان أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت على علم بالضربات، فأن التصريحات الأمريكية التي عبرت عن قلقها توضح أن الإدارة التركية أرادت إحراج واشنطن أمام حليفها الكردي، لكن الصحف الأمريكية كشفت كواليس ما دار بين أمريكا وتركيا قبل هذه الضربة حيث أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن تركيا تجاهلت طلباً أمريكياً بعدم المضي قدماً في قصف مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في كل من العراق وسوريا.

وتابعت الصحيفة التي نقلت عن مسؤولين أمريكيين إن أنقرة أبلغت الجانب الأمريكي نيّتها تنفيذ ضربات جوية على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في المجال الجوي المزدحم بسوريا والعراق، وأن الجانب الأمريكي طالب أنقرة بعدم الإقدام على مثل هذه العملية، إلا أن أنقرة تجاهلت الطلب، وقصفت المواقع التابعة للحزب، مؤكده إن قصف الطائرات التركية للمقاتلين الأكراد في العراق وسوريا «من شأنه أن يؤدي إلى تعقيد جديد للحملة العسكرية الأمريكية على داعش، خاصة أن العمال الكردستاني كان له دور بارز في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش».

ويبدو أن هذا التصادم بين القيادة الأمريكية ونظيرتها التركية هو الأول منذ قدوم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى الحكم، لاسيما وان الأخير اعتمد على سياسة هادئة وغير تصعيديه نحو تركيا، في إطار تحركاته الداعية إلى ترتيب حلفاء الخارجين ومحاولة التهدئة بينهم، وعلى الرغم من تغاضى الرئيس الأمريكي عن مطالبات أنقرة المستمرة بتسليم فتح الله جولن لكن يبدو أن تحركات تركيا في الفترة الأخيرة ادت إلى غضب واشنطن.

فبالإضافة إلى إدانة الضربات التركية على الأكراد، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لينتقد الجرائم التركية على الأرمن قبل 100 عام، حيث أصدر ترامب بيانًا أول أمس قال فيه: «نتذكر اليوم، ونكرم ذكرى هؤلاء الذين عانوا من تلك المجازر التي ارتكبت في القرن العشرين»، مضيفًا: «بدءًا من العام 1915، تم ترحيل مليون ونصف المليون أرمني وقتلهم، واقتيدوا إلى الموت خلال السنوات الأخيرة من حكم السلطنة العثمانية».

وأضاف: «أشارك المجتمع الأرمني في أمريكا وحول العالم في الحداد على مقتل الأبرياء والعذاب الذي تحمله كثيرون، علينا تذكر الفظائع لمنع حدوثها مجددًا»، متابعًا: «نرحب بجهود الأتراك والأرمن في الاعتراف بالتاريخ المؤلم، والذي يشكل خطوة حاسمة نحو بناء أُسس مستقبلٍ أكثر عدالة وتسامحًا».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق