يا حبيبتى يا ساكورا

الخميس، 27 أبريل 2017 07:21 م
يا حبيبتى يا ساكورا
مايكروفون - ارشيفية
فاطمة أحمد عبداللطيف

لعله الشوق للوطن والحنين للنيل والبيت والأهل والأحباب هو ما جعلنى أدندن بأغنية وطنية من أغانينا الوطنية الكثيرة بسم الله ما شاء الله، وفجأة خطر ببالى أن أسأل زميلتى اليابانية أن تغنى لى أغنية يابانية وطنية.
 
أما ما أدهشنى حقا فكان ذلك الوقت الطويل الذى استغرقته زيلتى «أكيكو» وهى تفكر، حتى فتحت فمها فى النهاية وبدأت تغنى بصوت رقيق «ساكورا..ساكورا».
 
كنت أستمع إليها وأنتظر أن تنته من الأغنية لأسألها عن هذه الساكورا العسولة التى يغنى لها اليابانيون. أتراها بطلا يابانيا عظيما ؟
 
أم امبراطورا عادلا أحبه شعبه حتى خلدوه؟ أو لعلها مدينة أشتهرت بالفدائية والبطولات. فلما فرغت أكيكو سألتها بلهفة عن «الساكورا» فأجابتنى بأنها الوردة البلدى عندهم، خاب ظنى وخيبت اليابان أملي؛ فالدولة صاحبة الصولات والجولات فى الاختراعات عجزت عن اختراع أغنية وطنية توحد ربنا، فلا أصله ماعداش ع اليابان، ولا ياحبيبتى يا يابان يا يابان ولا اليابان هى أمى ولا ما تقولش إيه إديتنا اليابان ولا أى شيء من هذا القبيل، يالكم من مساكين أيها اليابانيون!
 
هذه هى آخرة الاستغراق فى العمل؛ فمن أين لكم بالوقت كى تغنوا أيها المساكين؟
 
بالمناسبة سألت عمنا جوجل عن ساكورا فأجابنى بأنها أزهار الكرز التى ترمز للطبيعة سريعة الزوال، وفى أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت الساكورا رمزا محفزا لليابانيين، وكان الطيارون اليابانيون يرسمونها على جوانب طائراتهم قبل الشروع فى المهمات الانتحارية، وكانت الحكومة تشجع الناس على الإيمان بأن المحاربين الفدائيين الذين قتلوا فى المعارك دفاعا عن الوطن تتجسد أرواحهم فى أزهار الكرز التى ظلت وستظل رمزا لجمال الطبيعة اليابانية.
 
ومن منطلق حبى لليابانيين وإشفاقى عليهم من البقاء طويلا دون أغان وطنية حماسية يسعدنى أن أقول لكم أن بإمكاننا أن نصدر إليكم الأغانى –إحنا فاضيين ومش ورانا حاجة- أو على الأقل فكروا فى استثمار الساكورا بما يليق، كأن تغنوا مثلا «ساكوراه..ساكوراه»، واحنا معاه لما شاء الله». إنما ما ينفعش تقعدوا كدة من غير أغانى وطنية، دى حتى شعوب العالم كانت تاكل وشكم.
 
مدرسة بكلية الألسن جامعة عين شمس 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة