هؤلاء من أغرقوا شيخ الأزهر

الجمعة، 28 أبريل 2017 12:47 ص
هؤلاء من أغرقوا شيخ الأزهر
أحمد الطيب شيخ الأزهر
كتب – فاطمة ياسر

الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رجل الحوار الزاهد الذي قاد مبادرات الصلح الوطني والتوافق بين القوى السياسية، بقيمته وتاريخه وقيادته، وفكره وقدرته على الحوار، بات أسيرا في قراره لمساحة تحرك لفضيلة «المستشار الأصغر» مستشار فضيلة «الإمام الأكبر»، و الذي يقوم بدور الرجل القوي، ليس على مستوى الإنجاز بل على مستوى السيطرة.

نهج مشيخة الأزهر السلبي– ليس في الفكر بل في الإدارة- أوقع الأزهر في شباك معارضيه الذين صنعتهم السياسة السلبية، فتورط في خطايا زج بنفسه خلالها في قضايا سياسية، فحينما يصدر الأزهر المدار عبر ضيف محسوب على إحدى جهات الدولة غير العلمية بيانا يتناول شأن سياسي عراقي ودون استشارة وزارة الخارجية، أو رئاسة الجمهورية في أمر لا يتولاه الأزهر فالأمر لن يمر مرور الكرام، خاصة أن مصر دولة تتعامل مذهبيا بل هي دولة توافق تواجه خللا شوه صورتها خارجيا بانحيازه نحو عنصر ما.

وعلى نفس المستوى من السقوط لكن بشكل أفدح يقع الأزهر فريسة التوظيف السياسي والمذهبي ليطير إلى دولة الشيشان التي تقع في الظل الروسي وتقع في استقطاب مذهبي أكثر من وقوعها في هذا الظل، ليتورط إمام العالم الإسلامي بمشورة إمامه الأصغر في مهاجمة دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية وينزع عنها وشاح الإسلام بالتصريح بأنه السنة أشاعرة فقط مطيحا بالدول السنية وخاصة العربية خارج نطاق الإسلام الصحيح، على لسان رجل حوار يقبل بالشيعة كمسلمين، ويعتبر أن الغرب الذي لا يعرف الإسلام حقيقة لم تصل دعوة الإسلام وهو من أهل الفطرة ولن يحاسبون، ليستشعر مولانا الحرج الذي أوقعه فيه من يستشرون أنفسهم دون داع ليشيروا على الإمام الأكبر بأن يقدم إعتذارا للمملكة العربية السعودية التي أغضبها تصريحات الطيب ليكون الإعتذار بشكل مهين، وذلك بعد أن أدركوا أن السعودية هي التي ترمم الجامع الأزهر وتدعم مصر في شتى المجالات.

الإمام الأصغر الراعي لكل سقوط في مشيخة الأزهر، يجتر خلفه الوكيل الذي يوقع على كل ما يكتبه إمامه الأصغر يؤيده داخليا وخارجيا خاصة في زياراته المتكررة لقاء أجازات شتوية وصيفية بالمصيف الإماراتي ليحاضرا معا قضاة ودعاة إمارتيين في مقابل مجزي، ولا سيما في شهر رمضان لدى إعارة عدد من أصحاب الحظوة لمدة 20 يوم بالإمارات لإلقاء الدروس مقابل 100 ألف دولار ما يجلب أنصار يبحثون عن الثراء في غمضة عين، مكنت الإمام الأصغر من ترتيب البيت الهش إداريا من الداخل تمثل في تعين 18 موظف من أسرته من قريته نوب طريف بالدقهلية في تعينات الأزهر الأخيرة، واستبعاد أقرب الناس إلى الإمام الأكبر من المشيخة ومنهم الدكتور عبد الدايم نصير، وتعين عمداء موالين ونواب ينفذون ما يؤمرون به دون تفكير، وشمل الأمر الإطاحة بالكبار من لجنة تعين وترقي الأساتذة بجامعة الأزهر، على رأسهم الدكتور أحمد عمر هاشم، وبكر زكي عوض وكثير من غير الموالين، وتعين أبناء أصحاب الحظوة بالمركز الإعلامي بالمشيخة وتهميش مراكز ومراصد المشيخة ذات الجهد العملاق.

السيطرة الكبيرة للإمام الأصغر، ومنع كل الناس عن الدخول في كل الأوقاف إلى الإمام الأكبر، والتصرف حسب هوى شخص مواليد نوفمبر 1980، أثار غضب رجل الأمن بمشيخة الأزهر، الذي قدم من الجامعة بصحبة الإمام الأكبر وهو المسيطر، لدرجة أن الجميع يلقبه باللواء رغم كونه أقل من ذلك بـ3 رتب قبل الإحالة إلى المعاش، وذلك لسطوته.

رحى الحرب الباردة تدور في مشيخة الأزهر، من قبل شلة كسر الظهر، وإسقاط المؤسسة العريقة، لتظهر سياسة الضرب تحت الحزام، فتعينات وإعارات الأزهر الأخيرة والتي لم ينل منها سيادة اللواء أي نصيب لإشراف الإمام الأصغر عليها أثارت غضبه ما جعلته يسدد ضربة قوية لأئمته الأصغر والأكبر، باستطلاع رأي جهات أعلى مستوى في صلاحية 500 مبتعث قرر الأزهر إيفادهم للخارج لترفض هذه الجهات معظم هؤلاء المبتعثين، ما أعطى اللواء قوة جعلته يستصدر قرارا بتعين مدرس حديث في منصب مدير أمن المنطقة الأزهرية بالدقهلية دون الرجوع إلى شيخ الأزهر، أو وكيله، أو رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، متجاهلا كون هذا المدرس لا يصنف وظيفيا بأنه عضو في الأمن وأنه أحيل من وظيفة واعظ في الأزهر مطلع التسعينات بقرار من جهة معنية بالدولة لتظاهرة ضد شيخ الأزهر في بداية عمله وتزعمه تيار ضد إمامه، وتعدى الأمر هذا المستوى إلى قرارات أخرى حيث يتمكن رجل أمن المشيخة حدوده في التدخل في عمل جامعة الأزهر التي تتمتع باستقلالية وظيفية، وذلك في التعاملات والتعينات، ليتواصل مع أفراد الأمن عبر جهاز مخصص لذلك من منزلة للتعرف على تفاصيل العمل، وتعين أبنته سها في فرع لمدة 6 أشهر دون التوقيع أو الحضور ونقلها إلى حيث تقطن بالمنوفية، وذلك ضمن معارك السيطرة على الأزهر لصالح المنتفعين.

ساحة المنفعة والعراك لا تخلو من ما يقارب من 70 شخص من أبناء «شطورة سوهاج» مسقط رأس الوكيل، تم تعينهم وتصعيدهم إلى وظائف عليا في الأزهر دون حق ودون داعي، ولا سيما تعين عضو من الأسرة وهو أيضا عضو بالجماعة الإسلامية مديرا لقاعة مؤتمرات الأزهر التي يحضرها الرئيس مرتين سنويا في احتفالات دينية دون الرجوع إلى أي شخص.

ملامح صدام جديدة بدأتها شلة المنفعة في الزج بهيئة كبار علماء الأزهر في مواجهة الشارع على أنها هيئة محصنة ببيانات مستفزة للدفاع عن من عينها، ووضع لها شروط تفرغ مضمونها لصالح رجلات المنفعة، ليتمادى الإمام الأصغر في توريط إمامه ورجاله المحصنين بالهيئة معتزما الزج بالهيئة في ترشيح الدكتور عباس شومان والدكتور عبد الفتاح العواري لمنصبي وكيل الأزهر و رئيس جامعة الأزهر في 2 سبتمبر المقبل لدى انتهاء ولاية شومان الأولى، وفرض الرجلين على الدولة بعد رفض الدولة لهما مرارا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة