جبال سيدي بوزيد.. أرض الإرهاب السوداء في تونس

الأحد، 30 أبريل 2017 06:58 م
جبال سيدي بوزيد.. أرض الإرهاب السوداء في تونس
داعش
كتب - محمود علي

شهدت مدينة سيدي بوزيد التونسية الساحلية اليوم اشتباكات دامية بين قوات الأمن التونسي، ومجموعة إرهابية أسفرت عن مقتل مسلحين أحدهما فجر نفسه داخل أحدى المنازل التي تقع في المدينة، في حين أكدت الصحف التونسية بأن مداهمات الأمن مازالت مستمرة حيث يحاصر الحرس الوطني التونسي عناصر متشددة في منطقة الاشتباكات.

وأكد متحدث باسم الحرس الوطني التونسي العميد خليفة الشيباني مقتل مسلحين اثنين وجرح آخريْن تم اعتقالهما خلال اشتباكات في مدينة سيدي بوزيد، وقال الشيباني إنه لم يصب أي من عناصر الحرس الوطني الذين اشتبكوا بدءا من ظهر اليوم الأحد مع المسلحين في حي أولاد شلبي.

وبحسب مصادر تونسية فإن رئيس الحكومة يوسف الشاهد تابع تطورات العملية الأمنية من أحد مقرات الحرس الوطني في ولاية (محافظة) نابل (جنوب تونس العاصمة).

 

الإرهاب في سيدي بوزيد

ووقع أخر حادث أمني من هذا القبيل في مارس الماضي حين قتل مسلحان ورجل قرب مدينة قبلي.

وتواجه مدينة سيدي بو زيد خلال السنوات الأخيرة وخاصة بعد الثورة التونسية اضطرابات أمنية شديدة، حيث ينشط فيها مجموعات إرهابية ترتبط بالفكر التكفيري لتنظيمات القاعدة وداعش وظهر ذلك بازدياد الهجمات الإرهابية التي ضربت المدينة في الفترة الأخيرة.

وبدأت السلطات الأمنية في العامين الماضين حملة أمنية واسعة في مدينة بوزيد تستهدف تفكيك الخلايا الإرهابية، حيث تمكنت قوات الحرس التونسي مؤخرًا من تفكيك خلية إرهابية تنشط بين تونس وسيدي بوزيد ومجاز الباب ولاية باجة، واعترف الموقوفون بالتحري معهم بأنهم يتواصلون فيما بينهم وكذلك مع عناصر إرهابية بالجزائر وليبيا عبر شبكة التواصل الاجتماعي، كما يعملون على استقطاب عناصر جديدة لتبني الفكر التكفيري والالتحاق بالجماعات الإرهابية ببؤر التوتر وتمجيد تنظيم « داعش » الإرهابي والإشادة بعمليّاته الإرهابية.

ووقعت في مدينة بوزيد الكثير من الإحداث الإرهابية التي يشتبه إضلاع تنظيم داعش فيها، لاسيما تشبه نفس الفذائع التي يرتكبها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، ومنها تنفيذ الإعدامات بحق المواطنين العزل، حيث أعلنت وزارة الداخلية التونسية في نوفمبر من العام الماضي أن مسلحين أعدموا طفلا لم يتجاوز الـ16 عاما بجبل في ولاية سيدي بوزيد.

التنظيمات الإرهابية في تونس

وظهرت في السنوات الأخيرة بتونس كتيبة تدعى «عقبة بن نافع» وهي الذراع العسكرية لتنظيم أنصار الشريعة المحظور والمصنف إرهابيا منذ أغسطس 2013 لتورطه في اغتيالات سياسية، في مناطق جبلية بالقصرين والكاف وسيدي بوزيد، كانت الكتيبة التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامية وراء عمليات تفخيخ لطرق وسط الجبال والغابات وكمائن مباغتة لدوريات عسكرية أدت إلى سقوط العشرات من القتلى العسكريين والأمنيين منذ تصاعد عمليات مكافحة الإرهاب بعد 2011.

ومثلت الجبال في واليات القصرين وسيدي بوزيد وقفصه أماكن لتحصن الجماعات التكفيرية التي نفذت عددًا من العمليات الإرهابية، استهدفت من خلالها وحدات أمنية تمثلت أغلبها في زرع الألغام بأعماق الجبال، ولم تستهدف العمليات الإرهابية الأمن فقط بل استهدفت المدنيين.

أما الكتيبة الأخرى التي تنشط في تونس فهي «أجناد الخلافة» التابعة لتنظيم داعش، وتتواجد في جبلي السلوم ومغيلة في ولايتي القصرين وسيدي بوزيد، وتعتبر هذه العناصر منشقة عن كتيبة عقبة بن نافع وهم من حاملي الجنسيتين التونسية والجزائرية، وتم القضاء على أميرها الإرهابي «طلال السعيدي» في  شهر نوفمبر الماضي الأمر الذي كان مثابة الضربة القاضية على هذا التنظيم في تونس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق