«صوت الأمة» في موقع الهجوم على دير سانت كاترين.. الأهالي غاضبون والأمن يستنفر قواته.. وحراس الدير: تهون أرواحنا

الإثنين، 01 مايو 2017 12:30 م
«صوت الأمة» في موقع الهجوم على دير سانت كاترين.. الأهالي غاضبون والأمن يستنفر قواته.. وحراس الدير: تهون أرواحنا
حراس الدير
محمد الحر

شيخ قبيلة الجبالية: «نموت إذا مرضت السياحة فى سانت كاترين»
 
حالة استنفار أمنى قصوى، تشهدها مدينة سانت كاترين عقب الهجوم المسلح على الدير، الذى أسفر عن مصرع أمين شرطة وإصابة 4 آخرين، فمنذ خروج السيارة عن الطريق الدولى الطور - شرم الشيخ باتجاه طريق فيران وبطول الطريق، خلال رحلة استمرت لمدة ساعتين تقريبا تظهر بصورة واضحة التشديدات الأمنية على نحو 8 كمائن عسكرية وشرطية منتشرة، على الطريق ما بين مدينة الطور وكاترين، بجانب تأمين مداخل الوديان والطرق الفرعية المتصلة بالطريق الرئيسى المؤدى لمدينة كاترين.
فى جولة قصيرة بشوارع سانت كاترين للوقوف على ما خلفه حادث الهجوم الإرهابى على كمين السلسلة القريب من دير سانت كاترين قبل أيام، رصدنا ملامح الغضب والحزن التى خيمت على وجوه المواطنين وأصحاب المحلات، فكلهم يعتمدون فى عملهم على حركة السياحة.
مصدر أمنى أكد أن الهجوم جرى عبر منطقة جبلية مواجهة لكمين تأمين الدير، وجرى تبادل لإطلاق النيران بين قوة التأمين والإرهابى، الذى لاذ بالفرار بعد تنفيذ هجومه على نقطة شرطة تقع قبل الدير بحوالى كيلو متر تقريبا يطلق عليها نقطة فرز دخول الدير، أسفر الحادث عن إصابة 4 أمناء شرطة، ومجند، مشيراً إلى أن سيدة بدوية لاحظت تسلل منفذ الهجوم وكنيته «أبوفارس المغربى» إلى المسجد خلسة فى وقت ما بين فترتى الظهر والعصر، ولأنه غريب عن أهالى المنطقة أخبرت خادم المسجد الذى راقبه عن قرب، وأبلغ رجال الشرطة، وفور وصول قوات الأمن؛ حاول المتهم الهروب مهددًا قوات الأمن بقنبلة كانت بحوزته، إلا أن قوات الأمن أطلقت عليه النار وطرحته قتيلاً على الفور قبل انفجار الحزام الناسف الذى يحيط بوسطه.
وقال اللواء أحمد طايل، إن الهجوم الإرهابى نفّذه شخص وحيد مترجّل، أطلق النار على القوة الأمنية، ثم ألقى السلاح، وهو بندقية آلية متعددة الطلقات، وترك عباءة بنية اللون، كان يرتديها لإخفاء البندقية، وغادر الموقع ليختبئ بين المواطنين.
وأضاف أنه تم تحريز الطلقات الفارغة والسلاح المضبوط فى موقع الحادث، وتمكن قصاص الأثر البدوى المرافق لقيادات الأمن فى حملة البحث عن الإرهابى، من العثور على آثار الجزء الأمامى لحذائه، مما يشير إلى أنه محترف، نظراً لنجاحه فى محو جزء كبير من الأثر، ومن ثم تم العثور عليه خلال نزوله ليشرب من أحد المساجد بمنطقة «الإسباعية»، وحال رؤيته للقوات حاول تفجير حزام ناسف حول خصره إلا أن القوات عاجلته بإطلاق النار».
وفى جولتنا داخل دير سانت كاترين قال الراهب جريجوريوس، المتحدث باسم الدير: «عندما سمعت أصوات الطلقات النارية اعتقدت فى البداية أنها رعد، وعندما تأكدنا أنه إطلاق نيران، توجّهت مع المطارنة للاطمئنان على سلامة الجميع».
وقال رمضان أحمد الجبالى من عناصر الأمن البدوية داخل الدير: «سمعنا أصوات تبادل لإطلاق النار، ونحن داخل الدير وقمنا على الفور بالانتشار داخل الدير لتأمينه من الداخل وانتشر عدد آخر على بوابة الدير، وأعلى الدير لاستطلاع ما يدور بالخارج والاطمئنان على الحالة الأمنية، وبعد دقائق علمنا أن هناك إطلاق نار على نقطة الشرطة التى تبعد عن الدير قرابة واحد كم»، مشيرا إلى أنهم كحراس للدير لن يتوانوا لحظة فى تقديم أرواحهم دفاعاً عن المكان المقدس الذى يحرسونه. 
فى مدينة سانت كاترين من السهل جدا كشف أى مواطن غريب عن المدينة، تتم معرفته كما يقول الشيخ محمد أبوسالم، الذى أضاف: «نعرف الغريب من هيئته ولبسه ومشيته ولهجته»، وأضاف: «حتى الدواب والخراف والماعز والإبل والسيارات الغريبة نعرفها من أول نظرة، كما يتعرف قصاصو الأثر على أثر الغريب بمجرد رؤيتهم أثر خطوته على الأرض، وهذا ما ساعد فى كشف الإرهابى الذى أطلق النار على أفراد الشرطة بكمين دير سانت كاترين.
«الجبالية» حراس دير وجبال سانت كاترين ومفاتيح أسرارها
تتولى قبيلة «الجبالية» حراسة وحماية دير سانت كاترين وخدمة رهبانه منذ 1400 عام هى عمر الدير، وقد فوضتهم قبائل جنوب سيناء لهذه المهمة، التى تتم بالاتفاق بين مشايخ وعواقل القبيلة الشهيرة بجنوب سيناء.
يقول الشيخ موسى أبوالهيم الجبالى، من رموز وعواقل قبيلة الجبالية وصاحب مخيم سياحى بسانت كاترين: «نحن جميعا نمرض إذا مرضت السياحة فى سانت كاترين لأنها تمثل لنا عصب الحياة ومصدر الدخل الرئيسى، وتقف حياتنا تماما إذا ما أصاب حركة السياحة أى عارض لا قدر الله»، مشيراً إلى أن أبناء قبيلة الجبالية يحرسون دير سانت كاترين منذ عام 1919، ولم تنازعهم أى قبيلة فى حراسة الدير من الداخل وقضاء كل خدماته من خلال قرابة 50 شاباً من أبناء القبيلة يعملون فى حراسة وخدمة دير سانت كاترين من الداخل وهم يجيدون عدة لغات منها اليونانية والإنجليزية بطلاقة إلى جانب لغتهم الأم العربية.
ويؤكد الشيخ أبوالهيم أنه ما زال هناك ترابط قبلى بين أبناء قبيلة الجبالية بسانت كاترين: «الترابط القبلى موجود لأننا نعمل جميعا مع بعضنا كما تعلمنا من آبائنا ومن أجدادنا، ويتم توزيع مصالح السياحة على الجميع بالعدل وعلى التوالى ليصل الرزق للجميع». 
يضيف: «ولو يوجد بيننا واحد مريض يتم تجميع الأموال من أبناء القبيلة لمساعدته حتى يشفيه الله ويخرج من كبوته ويعود للعمل وجلب الرزق».
وقال أبوسعيد الجبالى: «الدير روحنا وقلبنا، لأنه مصدر رزقنا بعد الله سبحانه وتعالى، ومصدر عملنا الوحيد، وأجدادنا هم من بنوا الدير وحافظوا عليه حتى استلمه آباؤنا ونحن من بعدهم، نسهر على أمنه وحمايته وخدمة العاملين به كمكان مقدس له مكانة دينية ترفيهية».
وأكد أبوسعيد أن حادث كمين السلسلة على بوابة الدير، هو حادث فردى ويحدث لأول مرة.

4
 
5
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق