بعد اعترافها بحدود 1976.. هل تنهي وثيقة حماس الجديدة الصراع العربي الإسرائيلي؟

الإثنين، 01 مايو 2017 11:09 م
بعد اعترافها بحدود 1976.. هل تنهي وثيقة حماس الجديدة الصراع العربي الإسرائيلي؟
حماس - أرشيفية
كتب- محمد الشرقاوي

كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، خالد مشعل، مساء الإثنين، الستار عن الوثيقة السياسية الخاصة بالحركة، بعد سنوات عدة انهمكت فيها الحركة بإعدادها، وأخضعتها للتدقيق السياسي والقانوني الدولي، وترجمتها لأكثر من لغة، واعترف خلالها لأول مرة بحدود الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس.

وتضمنت وثيقة «المبادئ والسياسات العامة»، 42 بندًا مقسمة على 11 عنوانًا، تتحدث فيها «حماس» عن تعريف نفسها ومشروعها ورؤيتها لمشروع التحرير والنظام السياسي، وتحمل مبادئ أساسية بالقضية بالفلسطينية ووحدة الشعب والأرض والقضية وتعريف النظام السياسي.

وأضاف رئيس المكتب السياسي، خلال المؤتمر الصحفي لإعلان الوثيقة الجديدة للحركة، في العاصمة القطرية «الدوحة»، إن المقاومة المسلحة هو الخيار الصحيح لحماية الثوابت الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه لا مانع لدى الحركة من الاحتكام إلى صناديق الانتخاب الفلسطينية كما حدث في انتخابات 2006، مع منظمة التحرير الفلسطينية «فتح».

وأكد أن المقاومة المسلحة هو الخيار الصحيح لحماية الثوابت الفلسطينية، وأن حركته لن تقبل إلا بدولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، مؤكدًا رفض حركته لأي مشروعات تطرح لإقامة دولة في سيناء.

وأكد «مشعل» فى مؤتمر الإعلان عن وثيقة حماس السياسية من الدوحة، إن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حق مشروع مكفول من القوانين الدولية، موضحا أن حماس ترفض المساس بسلاح المقاومة والدولة الفلسطينية هي ثمرة التحرير.

يقول الباحث مصطفى زهران، المتخصص في شؤون حركات الإسلام السياسي، إن الواقع الذي تحياه الحركة الإسلامية السياسية، يدفعها إلى استنساخ نسخ أخرى جديدة من قياداتها على غرار راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة التونسية، وسعد الدين العثماني، وخالد مشعل، لديها من المناورة السياسية وإنتاج البدائل وإبداء المرونة ما يتيح لها البقاء في ظل سياق عام يسعى للقضاء عليها.

وأضاف «زهران»، لـ«صوت الأمة»، أن الدلالة الأهم في تتبع مسارات التحول الذي تحياه الحركة الإسلامية ما بين المشرق والمغرب والسعي نحو فك ارتباطها بالمركز - والمعني به هنا هو جماعة الإخوان المسلمين- هو وعي الجماعة ذاتها بحجم التحولات التي تشهدها الأطراف، إذ إن ما قدمته حماس لم يكن البداية وإنما بدا من قبل في تونس ومن ثم بالمغرب وشمل أطراف أخرى. خاصة بعد إخفاقات الجماعة في المركز في تدبير شئونها مع تزايد حالة الانقسام في الرؤي والأليات حيال واقعها الداخلي ومنظورها إلى الخارج.

وتابع: «ما يعنى أن الرسالة الأهم التي تطلقها وتبعثها الأطراف التي كانت منتمية يوما للمركز، ووثيقة الصلة بالجماعة تنظيميا وفكريا، ترسل رسالة بأدب ولطف إلى الجماعة الأم وموطن التفريخ القديم الكلاسيكي، أن يسعوا إلى انتفاء شكل التنظيم «الجماعاتي» والمبادرة بالإعلان عن فك التنظيم نهائيا والتحول عنه، والانتقال إلى مرحلة أخرى جديدة يكون لجماعة الإخوان وجها سياسيا مغايرا على شكل تمظهر حزبي ليس إلا، وجمعية دعوية تقليدية تمارس الدعوة إلى الله دون تشكل عنقودي يبدأ من المرشد وتقاليد البيعة وما شابه، وتنتهي إلى العضو العامل أو المحب فلم تعد تلك الصيغ مناسبة ولم يعد هذا التشكل الجمعاتي صالح لهذا الواقع الذي تغير جذريا عن السياق الذي تولدت فيه هذه الجماعة وتفرخت على يد حسن البنا».
 
وأكمل: «ولعل في تحولات الحالة الجهادية ملمحا هاما وإن كنا لا يمكن وضع نقاط تقاطع بين التنويعات الإسلامية السياسية والراديكالية، إلا أن مراقبة حجم التحولات لدى البنى الإسلامية الراديكالية شديد الأهمية والخطورة، فلقد تطورت أيدلوجيتها من فكرة الجماعة والتنظيم وانتقلت به إلى الإطار الدولاتي، بل ونسجت أدبيات كثيرة لتعزيز تلك الفكرة وأن الواقع لم يعد قابلا لمزيد من الجماعات والتنظيمات».
 
واعتبرت جريدة الحياة اللندنية، في تقرير لها، أن الوثيقة المعدلة تتيح لـ «حماس»، إصلاح العلاقات مع الدول الغربية، وتمهد الطريق لاتفاق مصالحة مع منظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها محمود عباس الآن.

وأضاف التقرير على لسان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، أن حماس تحاول أن تتأقلم مع التغيرات الدولية والإقليمية، مضيفًا أن بعض النقاط في الوثيقة غامض وملتبس، ويحتمل أكثر من تفسير، لكن عمومًا اقتربت كثيرًا من برنامج منظمة التحرير في ما يتعلق بالدولة المستقلة على حدود عام 1967، واستخدام أساليب النضال المختلفة.

يرى خبراء الرأي، أن حماس لم تذكر ما ينص على انفصالها عن الإخوان، وهو ما أكد عليه رئيس المكتب السياسي في أن تبعية الحركة للجماعة هي تبعية فكرية وليست تنظيمة. وكان ميثاق تأسيس الحركة نص على أن الحركة جناح من أجنحة الإخوان الإرهابية بفلسطين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق