«تاء مربوطة» لم تغير حظ خالتهم في الميراث.. القصة الكاملة لواقعة سوهاج

«للذكر مثل حظ الأنثيين».. هل بتزوير البطاقة الشخصية وتغير المظهر الخارجي يمكن تعديل حظ الأنثى في الميراث لتحصل على حظ الذكر؟، سؤال بديهي ربما لم يفكر فيه أصحاب واقعة تزوير بطاقة الرقم القومي لخالتهم وتحويلها من أنثى إلى ذكر في قرية البلابيش التابعة لمركز دار السلام في محافظة سوهاج.

«صوت الأمة» حصلت على وثائق جديدة في هذه الواقعة التي قام بها 3 أشخاص، والوثائق عبارة عن صورة البطاقة المزورة، ويظهر فيها تغيير اسم السيدة عايدة محمد عبد اللطيف، باسم آخر بعد حذف حرف واحد فقط من اسمها، وهو التاء المربوطة، ليصبح الاسم عايد محمد عبد اللطيف.

كما ظهر بالبطاقة الشخصية السارية حتى عام 2024 تغيير النوع من أنثى إلى ذكر، وتغيير الحالة الاجتماعية إلى «أعزب» وتغيير المهنة إلى عامل زراعي.

التغيير لم يشمل البيانات فقط، حيث تم تصوير السيدة عايدة مرتدية زى رجل «جلباب صعيدي»، كما أقدم المزورون على حلق شعر السيدة عايدة بالكامل، لتظهر في صورة البطاقة المزورة وكأنها رجل.

وبعد اكتشاف الواقعة، تم تحويل السيدة عايدة إلى مكتب الصحة في قرية البلابيش المستجدة بدار السلام، لتوقيع الكشف الطبي عليها، لتظهر الوثيقة الثانية التي أثبت واقعة التزوير، فتقرير مفتش الصحة بمكتب قرية البلابيش، أكد أنه بعد توقيع الكشف الطبي بناء على قرار النيابة رقم 1733 لسنة 2017، تبين أن السيدة محل الواقعة أنثى كاملة الأنوثة وأنها ليست ذكراً.

كانت نيابة سوهاج أصدرت قرارًا بحبس المتهمين الثلاثة في واقعة التزوير ببطاقة الرقم القومي الخاصة بخالتهم المسنة، وتغيير نوعها في البطاقة من أنثى لذكر لتصبح «عايد» بدلاً من عايدة أربعة أيام على ذمة التحقيق، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها، وانتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي على السيدة المسنة لبيان ما إذا كانت ذكرا أو أنثى.

ترجع الواقعة إلى تلقي اللواء مصطفى مقبل، مساعد وزير الداخلية لمديرية أمن سوهاج، بلاغًا من العميد أحمد شمندي، مأمور مركز شرطة دار السلام، أفاد فيه بتقدم تاجر بقالة بمذكرة ضمنها قيام 3 أشخاص من أقاربه بالتزوير في بطاقة الرقم القومي الخاصة بعمته، من أجل الاستيلاء على الميراث.

على الفور تم التحرك، وعقب تقنين الإجراءات وتشكيل فريق بحث، بإشراف العميد خالد الشاذلي مدير إدارة المباحث الجنائية، وقيادة العميد أحمد شمندي مأمور مركز شرطة دار السلام، والنقيب كريم عبد الرحمن معاون أول مباحث المركز، تبين أن مقدم البلاغ «الضبع. ح. م. ع»، 46 عامان تاجر بقالة، بقيام كل من «مصطفى. ج»، وشقيقه رمضان، و«عادل. ع»، بالتزوير والتلاعب وتغيير بيانات بطاقة الرقم القومي الخاصة بالمدعوة «عايدة. م. ع»، 85 عاما، ربة منزل، عمة الشاكي وخالة المشكو في حقهم، لتحويلها من أنثى لذكر، على خلاف الحقيقة، وذلك للاستيلاء على الميراث.

وأكدت التحريات صحة الواقعة، وقيام المتهمين بتغيير بطاقة الرقم القومي، بالاشتراك مع موظف بالسجل المدني، إذ تم تغيير خانة الجنس من أنثى لذكر، وكذلك استبدال اسمها من عايدة إلى عايد، وتبين أن المسنة ترث مساحة كبيرة من الأرض الزراعية، ولديها أموال سائلة، ولا يوجد لديها أولاد، وأن المتهمين أرادوا بذلك الحصول على ميراث أكبر من المقرر لهم شرعا بعد وفاتها، عن طريق تلك البيانات المزورة، ويجري رجال المباحث تحرياتهم حول المشاركين في واقعة التزوير من موظفي السجل المدني.

وتم تحرير المحضر رقم 1733 إداري المركز لسنة 2017 بشأن الواقعة، وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس المتهم الأول 4 أيام على ذمة التحقيق، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها، وانتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي على المذكورة لبيان ما إذا كانت ذكرا أو أنثى، وتم تنفيذ قرارات النيابة العامة، وبتوقيع الكشف الطبي على المسنة بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بتقريره بأن المسنة أنثى مكتملة الأنوثة.