إفريقيا تخسر الصفقات بسبب تغلغل المنافسين الفاسدين

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2015 07:54 ص
إفريقيا تخسر الصفقات بسبب تغلغل المنافسين الفاسدين
صوره تعبيرية

كشفت المؤسسة الدولية لتحليل ومراقبة المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الفساد - مراقبة المخاطر - فى تقريرها السنوى ، عن مواقف واتجاهات الشركات العالمية فيما يتعلق بالفساد ، فى إطار نحو 824 مقابلة أجرتها مع عدد من الشركات العالمية حول العالم.

وأظهر تقرير المؤسسة ، أن الفساد ما يزال يشكل التكلفة الرئيسية الباهظة فى المعاملات التجارية الدولية ، حيث أفاد 34% من أفراد العينة المشاركة فى المسح ، أن إفريقيا تخسر العديد من الصفقات بسبب تغلغل المنافسين الفاسدين.

وقرر30% ممن شملهم المسح عدم القيام بالأعمال التجارية فى بلدان محددة بسبب المخاطر المتصورة الناجمة عن تفشى الفساد بها ، وفي ظل استمرار مخاطر الفساد المنفرة للكثير من المستثمرين الشرفاء ، ويأتى ذلك فى الوقت الذى شدد فيه القائمون على التقرير على أن الفساد بات السلاح القاتل للعديد من الصفقات وخاصة فى القارة السمراء ، موضحا أن 41% من أفراد العينة العالمية المشاركة ، أكدوا أن خطر الفساد كان سببا رئيسيا فى انسحابهم من عدد من الصفقات كانوا قد أمضوا فيها وقتا طويلا فى المفاوضات، وأنفقوا الجهد والمال ، فى مقابل ، إقرار 55 % من أفراد العينة الإفريقية بمواجهة نفس الصعوبات .

وأكد التقرير ، أنه على الرغم من هذه الصعوبات ؛ إلا أن الصورة آخذة فى التحسن ، فى ظل سعى الشركات العالمية بصفة عامة والإفريقية بصفة خاصة ؛ لوضع ضوابط وقوانين صارمة تحول دون تلاعب المنافسين الفاسدين وتقليل الخسائر التى قد يتعرضون لها.

ففي عام 2006 ، اعترفت 44% من الشركات الأمريكية أنها خسرت أمام المنافسين الفاسدين ، مقارنة بنحو 24% فقط فى عام 2015 ؛ لتسجل ألمانيا ، والمملكة المتحدة نفس التقديرات ، حيث أعرب 81% من أفرد العينة المشاركة من تلك البلدان ، موافقتهم على القوانين الدولية لمكافحة الفساد والصادرة تحت عنوان " تحسين بيئة الأعمال للجميع ".

و أظهر المسح ، أنه لا تزال هناك اختلافات واسعة فى نضج برامج الشركات ، فى ظل استمرار الاتجاه لتطبيق الضوابط التقليدية والذى تزيد معه الأخطار المحدقة بالمنافسة الشريفة ، ويظل الشعور الزائف بالرضا عن الذات هو المسيطر على العديد من الشركات النزيهة.

كما كشف تقرير - مراقبة المخاطر - أن الشركات أصبحت الآن أكثر استعدادا ورغبة للتحدى ، عندما يتعلق بمواجهة تهم الفساد المنسوبة إليها ، بينما أعربت فيه 39% من الشركات العالمية عن استعدادها تقديم شكوى ضد مقدمى العطاءات حال شعورهم بأنهم خسروا نتيجة التلاعب والفساد ، فى مقابل 70% من الشركات فى جنوب إفريقيا أكدت انتهاجها نفس النهج.

وفي عام 2006 ، أكد 6,5% ممن شملهم المسح قيامهم بمناشدة السلطات لإنفاذ القانون ، مقارنة بنحو 19% ممن شملتهم المسوح العالمية فى عام 2015 ، و24% من المستطلعين ، 60% منهم فى جنوب إفريقيا ، جميعهم شددوا على سعيهم لجمع الأدلة لإتخاذ الإجراءات القانونية حيال الفساد.

ومن ناحية أخرى ، تشعر الشركات المتعاملة فى مشروعات فى أفريقيا او المتنافسة على الفوز بها أن التشريعات الدولية لمكافحة الفساد ساهمت فى تحسين بيئة الأعمال ، فى حين رأت معظم الشركات المشاركة فى المسح أن هذه القوانين جعلت من السهل على الشركات الشريفة العمل فى الأسواق بشكل أيسر ، وخاصة فى الأسواق ذات المخاطر العالية ، فى حين أعرب 55% عن كون هذه القوانين تشكل رادعا للمنافسين الفاسدين ، وهو ما ينطبق بصفة خاصة على الشركات فى الأسواق النامية ، وذلك فى مقابل موافقة 79% من المكسيكيين ، و 67% من الأندونيسيين ، و64% من البرازيلييين ، و53% من النيجيريين على هذا الرأى .

وأعرب نحو 54% من الشركات العاملة فى الولايات المتحدة عن كون القوانين الصارمة تجعل من السهل العمل فى الأسواق عالية المخاطر ، فى مقابل اعتراض 42% . وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية ، يشير تقرير " مراقبة المخاطر"، إلى أن الشركات لا تزال بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد فى مكافحة الفساد ، فتظل مخاطر الطرف الثالث غير معروفة نسبيا ، حيث أكد 58% من أفرد العينة العالمية الخاضعة للاستبيان امتلاكهم لإجراءات لتقييم العناية الواجبة من أطراف ثالثة ، فى حين 43% فقط لديهم حقوق مراجعة طرف ثالث.

وتعليقا على نتائج المسح ، قال مدير أول شرق إفريقيا فى مراقبة المخاطر" دانيال هيل" ، لا تزال الكثير من الشركات تفتقر الفرص الجيدة فى ظل تواجد منافسين فاسدين ، أو يضطرون إلى عدم المخاطرة الاستثمارية أو دخول أسواق جديدة ، فى المقام الأول ؛ خوفا من مواجهة الممارسات الفاسدة ، مشيرا إلى حاجة الشركات إلى إيجاد توازن والإهتمام أكثر من أى وقت مضى، بالدخول في أى مفاوضات أو التخطيط لدخول سوق جديدة

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة