«سيدات الشوارع» حياة في حضن الألم.. «أم كريم»: اللي يحبني يتمنالي الموت (فيديو)

الأحد، 07 مايو 2017 06:48 م
«سيدات الشوارع» حياة في حضن الألم.. «أم كريم»: اللي يحبني يتمنالي الموت (فيديو)
سيدات الشوارع
هناء قنديل- تصوير: عزوز الديب

بملامح شاحبة، ونظرات زائغة، وقلب أنهكه التعب، تستقبل سيدات الشوارع حياتهن اليومية في حضن الألم على أرصفة الطرق، متدثرات بصفحة السماء، ومنتظرات لحظة يطل عليهن فيها الموت؛ فيحتوي أرواحهن، ويرفعها إلى الرفيق الأعلى، تشكو له ظلم العباد.

الاستماع لمآسي سيدات الشوارع اللاتي صارت أزمتهن ظاهرة تضرب وجه الدولة المصرية، وتسقط عن المجتمع قناع الإنسانية المزيف؛ لذا فإننا سنوالي عرضها دون مواربة أو تغيير، عبر فيديوهات يومية، تسجل شهادة هذه الفئة التي ضاع حقها بيننا، عن نظرتهم للمجتمع، وآمالهم إن كان لها وجود، لعلها تكون صرخة في آذان من يسمع أو يعقل في هذا البلد، الذي غطت ضوضاء أزماته على أنين ضعفائه. 

«أم كريم»: فقدت نجلي لعدم قدرتي على علاجه.. واللي يحبني يتمنالي الموت

وتقول «أم كريم»، مدافعة عن نفسها:«أوعوا تتصوروا أني متسولة، أنا بارفض أن أي حد يديني فلوس من غير ما ياخد مناديل، واللي بيديني فلوس زيادة عن ثمن المنديل، باردهاله، وأقوله أنت أولى بيها، أنا مش عازة غير اللي يسد جوعي، وبكرامتي، مش علشان قاعدة في الشارع يبقى أقبل أي حاجة، وبعدين أنا قاعدة في الشارع علشان مش عايزة أعيش في بيت بنت من بناتي، وأبقى تحت رحمة أزواجهم، لأن معاملتهم وحشة».

وواصلت أم كريم حكايتها:«ابني الذي أذكره لكم، تعرض للظلم، قبل حتى أن يرى نور الدنيا، لن والده كان شديد القسوة معي أثناء حملي فيه، وكان يتركني بلا طعام أيامًا كاملة، حتى كان كريم يتلوى في بطني، لكنه كان رحيمًا بي أكثر من والده، فكنت عندما أحدثه وهو في بطني، وأطلب منه الانتظار لحين أن أجد ما يسد جوعي، يستكين، ويهدأ، وكأنه يريد أن يعينني على الحياة».

وتابعت:«قبل ولادتي بوقت قليل، تشاجر معي والده، وضربني ضربًا مبرحًا، لم يهدأ بعد كريم داخل بطني حتى ولادته، ولم أكن أعلم سببًا لذلك، وعاش معي كريم يعاني الجوع، والفقر، لكني استطعت أن ألحقه بالتعليم، إلى أن وصل للثانوية العامة».

واستطردت:«عاش كريم ضعيفًا بدنيًا، يتعرض كثيرًا للإغماء، وفقدان الوعي، دون أن أعرف سببا لذلك، إلا أن فوجئت بوفاته، بعد وصوله إلى الثانوية العامة، وأبلغني طبيب وقع الكشف الطبي عليه، قبل وفاته بساعات قليلة، أن ضربة أخذها في رأسه أثناء حملي فيه، كانت السبب في كل ما عاشه من معاناة حتى وفاته».

وأضافت:«منذ وفاة كريم، ومعرفتي بأن قسوة والده، هي سر معاناة ابني حتى وفاته وهو في مقدمة عمره، وأنا أشعر برغبة في أن أسير بالشوارع دون هدف، حتى استقر بي المقام، في هذا المكان، هربًا من هذه الذكريات، ومن زوجي بناتي، اللذين لا يختلفان عن زوجي شيئًا».

عايزة أموت

ويقطع حديثنا مع أم كريم، سيدة أقبلت تريد أن تمنحها بعض النقود، بحجة شراء منديل، إلا أن أم كريم رفضت الحصول على أكثر من ثمنه فقط، الذي لا يتخطى جنيها واحدا، ووسط دهشتنا من هذا الموقف، قالت السيدة لأم كريم:« كل سنة وانتي طيبة»، لنفاجأ جميعًا برد بالغ الغرابة من أم كريم على تلك السيدة، قائلة لها: «انشالله انتي»، ضحكت السيدة، وتركتنا وذهبت، بينما استوقنا رد أم كريم على السيدة، وسألناها: «ليه رديتي على الست دي كده»؟!.

فقالت:«مابحبش حد يقول لي كل سنة وانتي طيبة، اللي بحبني يتمنى ليا الموت، علشان أنا كرهت الحياة، وعايزة أروح لابني، عشان أبقى جنبه».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق