«جزر الغاب».. الكنز المفقود على ضفاف النيل (صور)

الأربعاء، 10 مايو 2017 03:17 م
«جزر الغاب».. الكنز المفقود على ضفاف النيل (صور)
النيل
كتبت- ريهام عاطف

طرق عديدة توفر للدولة الملايين حال الاستعانة بها خاصة في مجال الزراعة ومنها نبات الغاب، حيث تقف الكثير من الحشائش والنباتات التي تظهر «شيطاني» في مياه الترع عائقا أمام عمليات الري أو الصيد ولكن بالتفكير خارج الصندوق، يمكن أن نوفر الملايين باستخدام تلك النباتات بدلا من إنفاقها على إبادتها.

 
المهندس جمعة طوغان، بالإدارة العامة للتوجيه المائي بوزارة الري، قل إن جزر الغاب والحشائش العائمة الموجودة فى النيل والمجارى المائية العذبة يمكن استخدامها لتنقية المياه من الملوثات، وإنتاج أعلاف رخيصة جدا، وتوفير تكاليف أعمال الحفر والتكرير المنفقة في تطهير المجاري المائية التي تتجاوز الـ300 مليون جنيه لإزالتها هي ومجموعة الحشائش المائية الأخرى.
 
وأكد ضرورة إعادة النظر في سياسة إدارة الموارد المائية وكيفية الاستفادة من سرعة نمو الحشائش في تحسين نوعية مياه الري واستخدامها كمورد اقتصادي يحسن وينمي موارد الفلاح المحدودة، ومنها نبات الغاب كأحد أهم هذه النباتات.

صناعة الورق
 
وأشار «طوغان» إلى أن الري تنفق الملايين لمحاربة هذه الحشائش والاستفادة من نبات الغاب لإنتاج مادة السليلوز الغني بها الغاب كمادة خام لصناعة الورق، وغيره من الصناعات التي تعتمد على السيليلوز كمادة خام، حيث يؤدي استزراع الغاب إلى تنقيتها ومعالجتها والاستفادة منها في الزراعة مرة أخرى لتعظيم المتاح لنا من المياه في ظل تنامي الطلب على الغذاء لزيادة عدد السكان وارتفاع مستوى المعيشة، وحل مشكلة مياه الصرف الصحي التي تمثل مشكلة بيئية كبيرة وإهدار لحجم مياه يمكن استخدامها لإنتاج مواد خام تدر عائدًا مجزيًا اقتصاديًّا.

معالجة بنيات الغاب
 
يستخدم الغاب أيضا في معالجة مياه الصرف الصحي وإزالة الروائح الكريهة منها وتنقيتها في كثير من البلدان الأوروبية مثل بريطانيا والدنمارك ويتلخص دور نبات الغاب في أن جذور وريزومات هذا النبات تقوم بدور العائل للبكتيريا الهوائية والبروتوزوا، حيث يمتص النبات الأكسجين من الهواء الجوي عبر خلايا Aeronchyba، ومِنْ ثَمَّ انتقاله إلى الجذور الريزومات أسفل وحقنه إلى داخل بيئة النمو بمعدل يصل إلى 50 جراما في المتر المربع في اليوم الواحد، وبالتالي رفع نسبة الأكسجين الذائب في البيئة إلى أكثر من 100 ضعف، ومِنْ ثَمَّ يقوم الأكسجين بأكسدة المادة العضوية الموجودة في مياه الصرف الصحي، وبالتالي تقليل الروائح الكريهة بالإضافة إلى ذلك فإن النبات له مقدرة على امتصاص العناصر السامة Toxic heavy metals الموجودة بالمادة العضوية لمياه الصرف الصحي مثل الرصاص، والكادميوم، والزرنيخ، وغيرها.
 
ووجد أن استزراع الغاب في مجرى مياه الصرف الصحي يعمل بكفاءة عالية على إزالة العديد من الملوثات من مياه الصرف الصحي، حيث وصلت نسبة إزالة المتطلب الحياتي للأكسجين والمواد العالقة الصلبة خلال 6 أيام.
 

الغاب مصدر علف مجاني
 
يستخدم الغاب في مراحل نموه الأولى قبل أن يتخشب، كعلف أخضر مستدام طوال العام، ويمكن استخدام الغاب بعد تجفيفه كعلف حيواني، فضلا عن أن استخدام القش المعامل بالأمونيا بدلا من الدريس ممكن أن يوفر أكثر من 500% من التكلفة الغذائية.

المعاملة باليوريا 3%
 
الفكرة في هذه الطريقة أن المجترات «الأبقار، الجاموس، والأغنام، والماعز، والجمال»، يوجد داخل معدتها أحياء دقيقة نافعة «بكتريا، وبروتوزوا» تقوم بتكسير بروتينات الغذاء داخل «الكرش» وتحوله إلى أمونيا وتصنع منها بروتين داخل جسمها يسمى بروتين بكتيري قيمته الحيوية والغذائية عالية ويستفيد منه الحيوان بعد هضمه فى المعدة واليوريا، «46% أزوت» عبارة عن جزئين من الأمونيا مرتبطين معا ومن هنا كانت الفكرة من حيث معاملة المخلفات الزراعية باليوريا كمصدر للأمونيا وذلك بطريقة سهلة ولها مميزات عديدة، فالقيمة الغذائية له بعد المعاملة تساوى القيمة الغذائية لدريس البرسيم ما يوفر أكثر من 500-600% من التكلفة، فمثلا 4 أطنان قش معامل يكلف 400 جنيه وفى المقابل تكلفة الطن من الغذاء الآخر يكلف 1000 جنيه، بالإضافة إلى تحسن الإنتاج الحيواني من اللبن واللحوم.
 

المهندس جمعة طوغان

 
حشائش 3
 
 
حشائش 2
 
 
اقرأ أيضا:

بمباركة وزارة الري.. تبوير الأراضي الزراعية بالمحافظات

عبد المنعم البنا وزير الزراعة.. أول اسم في قائمة المغضوب عليهم

 

تعليقات (1)
لابد من تدخل سريع
بواسطة: جمعة طوغان
بتاريخ: الأربعاء، 10 مايو 2017 03:53 م

التلوث الشديد للمجاري يهدد الاقتصاد الزراعي المصري حيث اصبح يهدد سمعة المنتجات الزراعية وبداء بعضها يرفض في الاسواق العالمية لذا وجب تدخل سريع من الدولة لوضع حلول سريعة قبل فوات الاوان وكل الشكر لاستاذة ريهام علي المقالة الراءعة

اضف تعليق