اليمن الحزين

الأربعاء، 10 مايو 2017 03:33 م
اليمن الحزين
صبرى الديب يكتب:

رغم مرور ما يزيد عن العامين على بدء الحرب في اليمن، إلا أن التطورات تشير إلى أنه «لا حل»، وأن الأمور مازالت تسير بالبلاد نحو ذات النفق المظلم الذي دخلته من قبل كل من ليبيا وسوريا والصومال، في طريق الـ«لا عودة» في ظل تصميم كل الأطراف على استمرار القتال، وعزوف من المجتمع الدولي عن التدخل لاحتواء الأمر وجمع الفرقاء على طاولة مفاوضات واحدة، أملا في إنقاذ ما تبقى من بلد كانت يوما تسمى بـ«اليمن السعيد».
 
فرغم مرور ما يزيد عن العامين على بدء قوات التحالف لعملية «الحزم» وإنفاق عشرات المليارات من الدولارات، من أجل القضاء على الحوثيين والقوات النظامية المنشقة والموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح، إلا أن الحقائق على الأرض تؤكد أنه على الرغم من فقدان تلك المليشيات لكثير من قواها، إلا أنه «لا حسم» حتى الآن للصراع.
 
ومازالت قوات التحالف تواصل دكها للمدن اليمنية خاصة «صعده» وما حولها بشكل حولها وعدد من المدن اليمنية إلى خراب.
 
ومازال «عبدالملك الحوثي» الذي تفتت قواه بشكل شبة كامل، الذي ساهم بغبائه في تفجر الموقف وضياع البلاد من خلال قناعات مذهبية و«وهم لن يتحقق» بسيطرة «شيعية» على اليمن، يواصل «معركة حياة» ضد القوات النظامية، وأبناء القبائل، ودفع منذ شهور بآلاف إلى صعده والمناطق الحدودية مع السعودية، ووجه ضربات لمدن مثل نجران وجيزان والقطيف.
 
وظلت المليشيات التابعة للرئيس السابق على عبدالله صالح، التي مازالت تدين له بالولاء، بحكم سياسة الفساد وشراء الذمم التي مارسها خلال وجودة بالسلطة، تحارب إلى جوار الحوثيين طوال الفترة الماضية، أملا في «حلم لن يتحقق» أيضا بعودته لصدارة المشهد، في الوقت الذي يحاول فيه «صالح» أن يصدر للعالم على عكس الحقيقة ـ أنه لا دخل له في الحرب، في حين أنه كان أول من ساهم في تدمير بلادة من أجل العودة إلى السلطة، ومازال على استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل ذلك الهدف، لدرجة انه عندما أدرك أن الأمور تضيع من يده، بعد التدخل الخليجي، حاول بيع الحوثيين الذي يتحالف، وأرسل بابنة «أحمد علي عبدالله صالح» سرا للقاء الأمير «محمد بن سلمان بن عبد العزيز» ليعرض علية الانقلاب بقواته على الحوثيين، في مقابل عودته إلى السلطة، أو ترشيح «أحمد علي عبدالله صالح» لرئاسة البلاد.
 
في الوقت الذي تشير فيه تقارير إنتهاء شهر العسل ما بين الحوثيين وصالح، لدرجة وصلت إلى حد محاولتهم إغتياله.
 
في حين يقف «تنظيم القاعدة» من الصراع في اليمن موقف «الصياد»، الذي ينتظر سقوط الجميع لينقض على المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى، وهو ما حدث بالفعل منذ شهور، حيت سيطرت القاعدة ـ وسط انشغال الجميع بالحرب ـ وبشكل كامل على مدينة «المكلا» ونجحوا في إطلاق سراح اخطر رجال القاعدة في اليمن «خالد البطرفي» وادخلوه إلى القصر الجمهوري في المكلا، وبثوا صورا له من داخل القصر وهو يدوس العلم اليمني بقدميه.
 
للأسف هذا يحدث في اليمن، وسط صمت كامل من المجتمع الدولي، وكوارث إنسانية في كل المدن خاصة «عدن والمعلا والضالع وصعده» وسط دمار، ونقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، وبدء تفشى مرض الكوليرا في البلاد على نطاق واسع، ما اودى بحياة المئات.
 
أؤكد أن الوضع في اليمن مأسوى للغاية، وأن طمع كل القوى في حسم الصراع على الأرض يعد بمثابة «سراب» وأن استمرار المشهد على ذات الوتيره سيقذف بالبلاد إلى ذات نفق الـ«لا عودة» الذي يأتي للأسف على هوى المجتمع الدولي، الذي لم تتدخل طول الفترة الماضية لجمع الفرقاء على طاولة مفاوضات، تعيد الأمل إلى أبناء «اليمن الحزين». 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة