فيها حاجة حلوة

الجمعة، 12 مايو 2017 07:45 م
فيها حاجة حلوة

الأسبوع الماضي كان لي الحظ في حضور ثلاث مناسبات مختلفة في القاهرة والإسكندرية كلها كانت تدعو للتفاؤل بأن هناك شيئ حقيقي يجري على الأرض لصالح المستقبل. هناك أناس يعملون في صمت وصبر من أجل أن تنهض مصر.

المناسبة الأولى كانت دعوة كريمة من الدكتورة هالة حلمي السعيد وزير التخطيط والإصلاح الإداري – وهي بالمناسبة ابنة المهندس حلمي السعيد وزير السد العالي والكهرباء في زمن الرئيس جمال عبد الناصر-  لشرح الملفات التي تتولاها الوزراة في الوقت الحالى في حضور نخبة إعلامية وسياسية مثل الدكتور مصطفى الفقى والدكتور عبد المنعم سعيد والكاتب الصحفي عباس الطرابيلي وحازم شريف وعزت إبراهيم. وفي وجود قيادات الوزارة المسئوليين عن ملفات التخطيط والإصلاح الإداري.

الدكتورة هالة شرحت كيف يتم الآن وضع أول قاعدة بيانات حقيقية وشاملة لمصر سيتم الانتهاء منها قريبا حتى تكون داعمة ومساعدة لخطط التنمية في مصر وبأرقام وبيانات ومعلومات دقيقة بدلا من حالة العشوائية والارتباك التي ساد في السنوات الماضية.. وشرح فريق العمل بالوزارة المجهود الضخم للربط الإلكتروني والبدء في تحويل الخدمات الحكومية إلى خدمات إلكترونية لتوفير الوقت والجهد والمال كخطوة مهمة لمواجهة الفساد.

ما رأيته جعلني أتفاءل بالمستقبل لأن الأمم لا تنهض بالفهلوة والعشوائية وإنما بالعلم والتخطيط السليم والإدارة الرشيدة خاصة أن هناك اهتمام كبير من الرئيس السيسى بضرورة وجود بيانات ومعلومات سليمة وحديثة لمصر حتى نستطيع إحداث تنمية واقعية ولذلك قرر إنشاء مجلس أعلى للبيانات.

المناسبة الثانية كانت في ذات الاتجاه مع اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات لشرح ما وصل إليه التعداد السكاني ثم التعداد الاقتصادي للأفراد والمنشآت والمؤسسات في مصر وهو عمل ضخم يشارك فيه 40 ألف من شباب مصر.. ومن المقرر أن ينتهى في يونيو أو يوليو المقبل والإعلان عن نتائجه في سبتمبر  لتوفير إحصائيات سليمة في إطار قاعدة البيانات المصرية. رأينا داخل الجهاز  جيش الشباب الذي يعمل كخلية نحل داخل غرفة العمليات لجمع البيانات الدقيقة من كل مكان في مصر  في مشهد يفرح بصراحة لشباب يعمل بجد في منظومة عمل جادة في هذا المشروع القومي.

أما المناسبة الثالثة كانت بالأمس في مكتبة الأسكندرية لحضور اليوم القومي للتشوهات الخلقية للأطفال التي نظمتها مؤسسة نيل الأمل بحضور وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين ونخبة من أشهر وأمهر أطباء الأسكندرية وعدد من رجال الأعمال. واستمعت إلى تجارب إنسانية لأطباء مصر الحاضرين وتفانيهم لخدم المرضى المصريين وبالمجان في حالات كثيرة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنظومة الصحية في مصر.  قصص إنسانية لا يعرف عنها الإعلام وكشف عن بعضها وزير الصحة وحكى عن مستشفى أطفال مصر للتأمين الصحي الذي يعمل بها جراح القلب الكبير الدكتور أيمن شعيب ويقوم بإجراء عمليات القلب المفتوح للأطفال مقابل 500 جنيه فقط للعملية الواحدة وهي ذات العملية التي يجريها مستشفى استثماري مجاور بمقابل 50 ألف جنيه!

نماذج طبية مشرفة لا يعرفها الكثير من المصريين تؤدي رسالتها الإنسانية بعيدا عن أضواء الشهرة، تطمئن الناس على حالة الطب في مصر، والتي ما زالت بخير.. وأقسم وزير الصحة أمام الحضور على ذلك.

الحقيقة أن المناسبات الثلاثة كانت حالة إيجابية رائعة تبشر بالخير  وتوحي بأن هناك أشياء جميلة من الضروري تسليط الضوء عليها عشان نعرف أن مصر.. فيها حاجة وحاجات حلوة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة