«عبدالجليل ورشدي وبرهامي».. مشايخ لم يصبهم سيف الازدراء

السبت، 13 مايو 2017 04:29 م
«عبدالجليل ورشدي وبرهامي».. مشايخ لم يصبهم سيف الازدراء
الشيخ سالم عبد الجليل
كتب- رامى سعيد

يبدو أن سيف ازدراء الاديان البتار لا يقطع سوي ألسنة الكتاب والمفكرين والمجددين، ويحيد بعيدًا عن مشايخ الطائفية الذين يروجون لنبذ الآخر وتكفيره، بل الأكثر دهشة وإدهاشًا أن من بين هؤلاء الذين  يعول عليه، كأحد الوسطيين المطوريين  للخطاب الديني، وتنقيحه مما علق به من شوائب وردة جاهلية.

موقف الشيخ سالم عبد الجليل، وإصراره على تكفير المسيحيين، رغم الحملة التي شنها رواد المواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، وأيضاً مالك قناة المحور، ووسائل الإعلام المختلفة، من أبرز الشواهد، التي  سلطت الضوء على طبيعة دور المشايخ، خاصة بعد المواقف المؤازرة التي اتخاذها الشيخ عبد الله رشدي، والذى علق بدوره على الواقعة قائلا  «وما قال الشيخ سالم إلا ما ورد في القرآن».

وتابع في تدوينة على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «أنت تعبد الله الذي هو المسيح وأنا أعبد الله خالق المسيح، أنت تعبد الله الذي مات ثلاثة أيام ثم قام من بين الأموات، وأنا أعبد الله الحي الباقي الذي لا يموت».

وتابع: « أنت تعبد الله المولود من أبيه، وأنا أعبد الله الذي لم يلد ولم يولد، أنت تكفر بعقيدتي وأنا أكفر بعقيدتك، و لن نتلاقى في هذا الباب».

وأردف إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة: « لكننا يمكن أن نتلاقى في وطن يسعنا جميعا، نبنيه معا، ونحرسه سويا، يعامل كل منا شريكه بإنسانية وتحضر كما وسعت المدينة الرسول مع اليهود وهم يكفرون به».

وكان للجبهة الوسطية لمواجهة العنف والتطرف، موقفًا مماثلاً معتبرة  ما يتعرض له الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف تنكيلاً به، وهجمة شرسة عليه على المستويين المدني والرسمي، بعد إحالته للتحقيق من قبل وزارة الأوقاف بسبب تفسيره لآيات من القرآن الكريم.

وأكدت الجبهة الوسطية فى بيان لها، تضامنها الكامل مع الشيخ سالم عبد الجليل، لما يتعرض له من حملة شرسة منها محاكمته بتهمة ازدراء الأديان على خلفية تفسيره لآيات قرآنية فى أحد البرامج الفضائية.

وأشارت الجبهة الوسطية التى ينتمي إليها باحثين وأعضاء مسيحيين، شاركوا فى فعاليات سابقة علنية للجبهة الوسطية، إلى أن دفاعها عن «عبد الجليل»، وتضامنها معه يأتى إنصافا للحق، وتأكيدا منها على مبدأ المواطنة بين المسلمين والمسيحيين، التى لم يقترب الشيخ، من لمسها أو خدشها وأكد فى بيانه بشكل وافٍ أن ما قاله يدخل ضمن آيات القرآن وتفسيرها.

وشددت الجبهة الوسطية، على أن من مبادئ المواطنة أن يكون الجميع حر فى عقيدته، دون التدخل فعليا فى عقيدة الآخر، أو التأثير عليها بالأفعال أو الترهيب، كما أن محاكمة «عبد الجليل» بتهمة ازدراء الأديان، تفتح الباب أمام مشعلي الفتنة الطائفية، لمحاكمة علماء دين مسلمين ومسيحيين، فى تفسيرهم للقرآن والكتاب المقدس، لاسيما وأن الكتاب المقدس يتضمن آيات تحمل نفس المعنى الذى شرحه الشيخ الدكتور فى غير المسيحيين.

وناشدت الجبهة الوسطية، التى أسسها صبرة القاسمى، الكف عن محاولات إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء المجتمع المصرى الذى لا يهتم بمثل هذه القضايا التى يثيرها بعض من ينتمون للنخبة، كما وأنها تؤكد تضامنها القانونى مع الشيخ الدكتور، وتكليف أحد أعضاء لجنتها القانونية لحضور جلسة محاكمته التى تقرر لها 24 يونيو المقبل.

المواقف الذي اتخذها هؤلاء بصرف النظر عن مدى صحتها الدينية من عدمها ليست القضية الآن، بقدر  تأثير ما يقولونه وجدواه، فى ظل ظرف سياسي  يشهد استهداف القبط فقط لأنهم مسيحيون، وتفجر كنائسهم وتهجيرهم من ديارهم، ورغم كل ذلك وفوق كل ذلك يخرج الشيخ سالم عبد الجليل ببساطة شديدة ليقول الأقباط كفرة، ويؤيده الشيخ عبد الله رشدي والجبهة الوسطية.

وليس بخافي عن أحد أيضا موقف الدعوة السلفية وفتاواها الخاصة بالأقباط، فقد أفتى برهامي بحرمة  تهنئة الأقباط بعيدهم، قائلا: «تهنئة المسيحيين بعيدهم مُحَرْم يجب تجنبه، بل قال أشر من شرب الخمر وفعل الفواحش».

كما  أصدر فتاوى أيضا تحرم ترشيح الأقباط في الانتخابات، وزعم أنه لا يجوز في الإسلام انتخاب قبطي، أو أن يتولى مناصب تنفيذية عليا في الدولة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق