فجر الضمير

الأحد، 14 مايو 2017 09:05 ص
فجر الضمير
ميكروباص
وهيبة صالح

فى طريقى لوسط البلد، أوقفت سيارة مينى باص وركبت، وجدت مقعدا وحيدا خاليا أسرعت إليه بشعور المنتصرة، لقد كانت الثالثة ظهرا أى وقت الذروة، جلست بحذر وتحفز بجوار رجل خوفا من التحرش وكان هذا الرجل هو بطل قصتى التى أرويها الآن، هو رجل بسيط يرتدى جلبابا رماديا كأى فلاح بسيط لم يتوقف عن الكلام فى الموبايل، مكالمته الأولى، كانت كلها سباب لا أستطيع ذكرها ولكن تستطيعون تخيلها وكانت صادمة ومقززة لى، قررت أن أنهره لأنه يؤذينى بألفاظه لكنى خفت ردة فعله ومنيت نفسى بالصبر لعله ينهى مكالمته ونظرت حولى واكتشفت أن جميع الركاب كانوا يشاركونى هذا الإحساس، ورن التليفون مرة أخرى فانتبهنا جميعا هذه المرة مع تحفز ولكن كلامه أجبر الجميع على الصمت وكأننا فى حالة خشوع سأذكر كلامه بالضبط وعلينا تخيل كلام الطرف الآخر على التليفون: 
يا بيه دى شهادة يحاسبنى عليها ربنا. 
يابيه حرام عليك دى حرمة (امرأة) برضه، يعنى لو كانت قريبة لك ترضاها؟ 
افرض قلت أنى واخد سيجارتين حشيش، يعنى هم هبل الناس دى عارفة أن الحاجات دى ما تأثرش فينا. 
لا يابيه ما تحاولش، يمكن أكون عملت ذنوب كتير لكن إلا الشهادة الزور، والله لو تقتلونى ما هاغير كلامى. 
عارف إنه ابن ناس كبيرة، والبت الغلبانة دى ذنبها إيه؟
ما هو لو ابن ناس ما كانش عمل المصيبه دى. 
يقطعوا عيشى الأرزاق بأيد ربنا، ما حدش بيبات من غير عشا.
عندى سبع ولاد، 
يوصى على ابنى يعذبوه؟ 
والله لو موتوه عندى ستة غيره. 
يا بيه يمكن ربنا يغفر لى ذنوبى اللى عملتها بالشهادة دى. 
أنا ما باخافش من حد أومال ربنا أعمل فيه إيه؟ 
براحتك يا بيه تتصل بكرة تتصل بعد سنة كلامى مش هيتغير واللى شوفته هاقول عليه. 
سلام يابيه. 
هذا الرجل الذى خفت تحرشه وتأذيت من لسانه سيبقى معلما ومرشدا أخلاقيا لى ولكل من سمعه فى المينى باص.
(فجر الضمير ) لسه منور جوانا.
أثرية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة