أمفي كار .. أشهر سيارة برمائية في العالم

الثلاثاء، 16 مايو 2017 10:00 ص
أمفي كار .. أشهر سيارة برمائية في العالم
أمفى كار
كتب- شريف على

في بدايات النصف الثاني من القرن الماضي، انتشرت الكثير من الأفكار الخيالية التي سعى أصحابها إلى إيجاد طريقة للجمع بين السيارات والقوارب في بعض الأحيان أو بين السيارات والطائرات في أحيان أخرى.

وانتشرت مثل هذه التصميمات الخيالية في مجلات علمية عديدة أبرزها مجلة العلوم الشعبية والميكانيكا الشعبية وهما من المجلات الأمريكية التي لا تزال تصدر حتى يومنا هذا، وفي بدايات الستينيات من القرن الماضي، تحول هذا الخيال إلى واقع من خلال «إمفي كار» أو السيارة البرمائية التي تم إنتاجها في ألمانيا وحققت شهرة كبيرة لا تزال قائمة حتى اليوم.

كانت السيارة البرمائية في واقع الأمر مستوحى من موديل كوبل فاجن الذي أنتجته فولكس فاجن خلال فترة الحرب العالمية الثانية وكان بمثابة موديل جيب الألماني.

يذكر أن الموديل عرف أيضا باسم شيفيم فاجن، ويقال أيضا إن مصمم السيارة البرمائية فكر أيضا في الاستعانة بمحرك موديل فولكس فاجن عندما فكر في تصيمم سيارته ولكن كانت القوانين البحرية في تلك الفترة تحظر استخدام محركات تعمل بتبريد الهواء ولهذا عدل عن تلك الفكرة مضطرا.

وبعد البحث لاختيار أفضل البدائل المتاحة، استقر رأي مصممو الشركة على الاستعانة بمحرك بريطاني سعة 1147 سي سي بصمامات علوية من إنتاج تريامف البريطانية، وكان لهذا المحرك قوة متواضعة لم تتجاوز 43 حصانا ولكنها كانت في واقع الأمر كافية للسيارة البرمائية، وتم تثبيت المحرك في مؤخرة السيارة التي صنع هيكلها من الفولاذ وتحديدا مقصورتها الداخلية تسع لأربعة أفراد، الجميل في هذا الموديل أنه كان بسقف متحرك وهو ما أضفى عليها طابعا مميزا.

تم إنشاء شركة أندستري ويرك كارلسرو في برلين الغربية عام 1961 لإنتاج السيارة البرمائية، وسرعان ما انتقل مقر الشركة إلى مدينة كارلسرو حيث صنعت هناك غالبية نسخ الموديل، وكان من الضروري ترخيص السيارة البرمائية كسيارة وقارب، ولهذا تعين على الشركة تزويد الموديل بأضواء للملاحة بالإضافة إلى متطلبات القيادة العادية على الطرق، وكان للسيارة معدات أخرى تميزها عن غيرها وأهمها الكشافات الوامضة وسترات النجاة ومضخة لسحب المياه في حالة غرق السيارة.

كانت لدى غالبية الألمان شكوكا في قدرات أمفي كار على الخوض في المياه حتى قامت الشركة بتنظيم تجربة لعبور القنال الإنجليزي في عام 1962 .

ولكن تم تقديم السيارة قبل ذلك بكثير حيث ظهرت للمرة الأولى خلال فعاليات معرض جنيف للسيارات في عام  1959 وبدأ إنتاجها في عام 1961 واستمر حتى عام 1968، وخلال تلك الفترة تم إنتاج ما يقرب من 3800 نسخة، وربما المميز في أمر هذا الموديل هو أنه طيلة فترة إنتاجه لم تطرأ عليه تغييرات تذكر من حيث الشكل أو المواصفات.

في واقع الأمر لم تكن السيارة البرمائية مبهرة من حيث الأداء بقدر ما كانت ابتكارا جديدا ولهذا لم تركز الشركة المنتجة لها على الأداء الذي كان مثاليا عندما تنطلق السيارة على الأرض بسرعات تتراوح بين 65 و75 كيلومترا في الساعة.

وكان تحويل السيارة البرمائية إلى قارب أمرا سهلا للغاية، فبعد تأمين إغلاق الأبواب، يختفي ذراع نقل السرعات ليظهر ذراعا آخر للتحكم في القارب، وتندفع السيارة البرمائية مباشرة إلى الماء بمعاونة العجلات حتى تطفو فوق سطح الماء وتبدأ معدات الدفع في تولى مهمة تسيير القارب، ورغم أن تلك السيارة كانت تبدو كما لو أنها ستغرق بسبب الاقتراب كثيرا من سطح الماء إلا أن مقصورتها كانت تعلو سطح الماء بنحو نصف متر تقريبا، ومع عودة السيارة إلى الأرض، كان كثير من الناس يندهشون من كمية المياه الهائلة التي تخرجها المضخة المتوافرة للسيارة عن طريق المؤخرة، والواقع أن تلك السيارة الغريبة كانت تمهيدا فعليا لكثير من الموديلات الشبيهة التي توالى ظهورها خلال العقود التالية ولا تزال تنتج حتى يومنا هذا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة