دى مش طابونة بس.. يا سيادة الرئيس

الأربعاء، 17 مايو 2017 09:01 م
دى مش طابونة بس.. يا سيادة الرئيس
عادل السنهورى يكتب

 

كان من حق الرئيس السيسى أن ينزعج ويعلو صوته فى حضور الحكومة وكبار المسئوليين أثناء افتتاحه لبعض المشروعات فى الصعيد الأسبوع الحالى.. فالملف ضخم و الفساد فيه على.." عينك يا تاجر" .. والكل يراه و لكن لا أحد لديه الشجاعة الكافية لمواجهته. .سواء الحكومة الحالية أو الحكومات التى تعاقبت على مصر طوال 40 سنة.

انزعج الرئيس وانفعل و غضب بشدة و عبر عن غضبه بالتعبير الشعبى الدارج الذى يعنى الفوضى والعشوائية .. " مصر مش طابونة"

والحقيقة أن حجم الفساد فى قضية أراضى الدولة  واستيلاء لصوص واباطرة الأراضى على ممتلكات الدولة  يتضاءل أمامه وصف الرئيس له بالطابونة ولكنه هو مجمع وشركة كبرى مثل شركة مخابز القاهرة الكبرى التى تضم آلاف " الطابونات"  أو " الطوابين".. فأراضى مصر تحولت الى مرتع خصب للفاسدين للاستيلاء عليها والتربح منها دون وجه حق وفى حماية " الكبار"  فى الحكم وفى غياب دولة القانون وسيادة دولة " الطابونة"..!

الرئيس السيسى معه كل الحق فى الغضب والانفعال.. فالأرقام مفزعة وحجم الأموال الضائعة على الدولة بسبب الاستيلاء على الأراضى مهولة .

فعندما نعرف أن الأراضى المملوكة للدولة والتى تم الاستيلاء عليها ووضع اليد عليها يبلغ حجمها 16 مليون فدان  تقدر قيمتها بما يقرب من تريليون جنيه.. فالوضع يتجاوز الطابونة الى شيئ آخر  يتجاوز الوصف  بالكلام ..!

هذا هو حجم الفساد فى الأراضى.. ولا أنسى الجلسة التى جمعتنى مع عدد قليل من الزملاء الصحفيين بأحد كبار المسئوليين عن ملف الأراضى فى مصر وشكواه من فساد هيئات بعينها فى الدولة فى هذا الملف تحديدا و يومها قال أن هذه " الهيئة والوزارة التى تتبعها فى حاجة الى نسف من الاساس". ففساد الأراضى معروف مصادره والجهات التى تفسح له الطريق.

أحيانا تصحو ضمائر  بعض الذين استولوا على الأرض ويطالبوا بتقنين أوضاعهم ولكن هؤلاء نسبة قليلة لا تتجاوز 20% من جملة الاباطرة، فلجنة استرداد أراضى الدولة برئاسة المهندس ابراهيم محلب تلقت 17 ألف طلب تقنين أراضي، بمساحة حوالي 2 مليون فدان، وأن اللجنة تدرس الطلبات لتصفيتها، و اللجنة تعمل على دراسة هذه الطلبات للتأكد من أن المساحات غير مبالغ فيها.

بالمناسبة لجنة الأراضى بذلت مجهودا كبيرا خلال الفترة الماضية وكلام الرئيس ومطالبته للجيش والشرطة باسترداد أراضى الدولة حتى نهاية الشهر الجارى هو دعم للجنة ودورها وتقويتها للانتهاء من هذا الملف الذى أضاع على الدولة تريليون جنيه.

من حق الرئيس أن يجأر بصوته وأن يأمر  الجميع بالانتفاضة ضد الفساد الأكبر فى مصر .. ولو نجحت الدولة فى استعادة هذه الأراضى فسوف تستعيد هيبتها الحقيقية وتستعيد معها موارد آخرى مازالت ضائعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق