لماذا قصفت الطائرات الأمريكية القافلة الموالية للجيش السوري؟ (تحليل)

الخميس، 18 مايو 2017 09:59 م
لماذا قصفت الطائرات الأمريكية القافلة الموالية للجيش السوري؟ (تحليل)
قصف - ارشيفيه
كتب- محمود علي

قبل أيام من زيارة تاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنطقة الشرق الأوسط، حيث يزور السعودية والأراضي المحتلة والضفة الغربية، وجه التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضربة جوية لفصائل موالية للجيش السوري، الأمر الذي يطرح تساؤلًا مهمًا حول الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذه الخطوة في هذا التوقيت؟.

وبينما أكد مسؤول أمريكي أن دوافع الولايات المتحدة الأمريكية من هذه الضربة، هو تحرك قافلة موالية للنظام السوري صوب قوات تدعمها واشنطن في سوريا، قرب الأردن، إلا أن توقيت الضربة تدفع البعض باتجاه تحليلات أخرى بعيدًا عن الرواية الرسمية.

وفي خضم الاستعداد السعودي لزيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض، تأتي الضربة الأمريكية لتبعث رسالة مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية مازال موقفها متقاربا مع السعودية في الملف السوري، لاسيما وأن الأخيرة تطالب دائما بموقف حازم تجاه نظام بشار الأسد وقوات الجيش السوري وحزب الله وقوات الحرس الثوري في سوريا، حيث أكدت المعلومات الأولية أن  الضربة الجوية استهدفت قافلة مواليه للحكومة السورية، وقد تكون قوات تابعة لإيران.

وكانت السعودية من أولى الدول المرحبة بإطلاق الجيش الأمريكي ضربة صاروخية على قاعدة الشعيرات العسكرية للجيش السوري في أوائل الشهر الماضي، كما أكدت الرياض في تصريحات سابقة لوزير الخارجية عادل الجبير أنها متفائلة جدًا من وصول ترامب إلى الحكم لاحتواء إيران في قضايا المنطقة، وإن «مصالحها  تلتقي مع أمريكا في سوريا وإيران والعراق واليمن و ليبيا».

وبالنظر إلى تصريحات الرياض التي تطالب بتقييد إيران، وتوقيت الضربة الأمريكية لقوات موالية للأسد ولطهران، يبدو أن سبب الضربة هو إرضاء الحليف السعودي قبل زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، وتأكيد على أن الإدارة الجمهورية ما زالت ترى وجوب رحيل بشار الأسد عن الحكم، وضرورة كبح جماح طهران في المنطقة، وهو الأمر الذي طالبت به الإدارة السعودية مرارًا وتكرارًا.

وتحمل الضربة من حيث توقيتها دافعًا أخر، حيث تأتي في وقت يشهد فيه الكونجرس حملة واسعة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطالب بالتحقيق معه في الاتهامات المزعومة بوجود علاقة مشبوه بين حملته الانتخابية وروسيا، الأمر الذي يهدد بعزل ترامب من البيت الأبيض، حيث تبعد الضربة الأمريكية على قوات موالية للحكومة السورية حليفة الروس في ذلك التوقيت أي اتهامات بتنسيق روسي أمريكي في ملفات المنطقة، كما أنها تحشد الحزبين الجمهوري والديمقراطي وراء الرئيس.

ونجح الرئيس الأمريكي في الشهر الماضي من اصطفاف الجميع وراءه من مؤيديه ومعارضيه بالكونجرس بعد ضربته لقاعدة الشعيرات في سوريا، وفي أعقاب ذلك بساعات فوض مجلس النواب الأمريكي إدارة ترامب إرسال صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف من طراز «مانباد» للمعارضة السورية، الأمر الذي مثل تحولاً ذات دلالات كبيرة في توقيته وأهدافه.

وفيما يخص الأهداف العسكرية، فإن تزامن الضربة مع تقدم الجيش السوري على عدة محاور مقتربًا من السيطرة على كامل الحدود السورية الأردنية تشير بوضوح إلى أنها استهدفت تعطيل القوات السورية عن الوصول إلى هدفها، حيث صرح ضباط في قوات السورية الحكومية لصحيفة «إزفستيا» الروسية، الأربعاء، أن النظام يسعى للسيطرة على الطريق وصولا إلى الحدود مع العراق، في إشارة إلى أن الضربة عطلت هذه المهمة، حيث ينتهي الطريق في القسم السوري عند منطقة التنف، وهي التي اتخذها التحالف الدولي معسكرا لتدريب الجيش الحر، ومنطلقا للعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش.

وقال مسؤول أمريكي في توضيح له في أعقاب الضربة إن «قافلة تابعة للجيش السوري كانت على الطريق لم تستجب للتحذيرات من عدم الاقتراب من قوات التحالف الأمريكي»، مضيفًا «في النهاية وجهت ضربة إلى طليعته».

اقرأ أيضا:

هل تشارك مصر في التحالف العربي الأمريكي الجديد؟

ماذا يحمل الرئيس الأمريكي في حقيبته للشرق الأوسط؟

 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة