في لبنان.. متحف الصابون يؤرخ لصناعة ترجع إلى ثلاثة قرون

الجمعة، 19 مايو 2017 05:26 م
في لبنان.. متحف الصابون يؤرخ لصناعة ترجع إلى ثلاثة قرون
متحف الصابون فى لبنان
وكالات

كثيرا ما يتم تشبيه صيدا القديمة في جنوب لبنان بأنها "المتحف المفتوح" إذ يندر أن تحفر فيها حفرية ولو صغيرة دون أن تعثر على آثار معدنية أو حجرية تعود لآلاف السنين حتى قيل فيها إن "البحر المتوسط يحدها من الغرب بينما تحدها من القعر حضارات العالم". ‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬في قلب صيدا القديمة حارة بأسقف معقودة على الطرف منها يقع متحف الصابون. الحارة عُرفت باسم العائلة الصيداوية المسيحية العريقة (مالكة بنك عودة). تضم بيتا عائليا وعقدا من الأحجار الرملية فضلا عن معمل لإنتاج الصابون البلدي التقليدي بالطريقة الحرفية اليدوية التي تعود للقرن السابع عشر.
 
يناهز عمر معمل الصابون ثلاثة قرون ويعود الفضل في تأسيسه إلى عائلة حمود وهي من أصول مغاربية قبل أن تشتريه عائلة عودة في عام 1880 والتي حافظت عليه كمعمل صابون حمل اسمها وتوارثه الأبناء والأحفاد حتى عام 1975 تاريخ اندلاع الحرب الأهلية في لبنان حيث توقف عن العمل وهجره أصحابه قسرا بسبب الحرب فيما وللسبب ذاته سكنته عائلات نازحة من مناطق القتال.
 
بعد انتهاء الحرب استرجع آل عودة المعمل عام 1996 وحولوه منذ ذلك الحين إلى متحف فخم يعبق برائحة الصابون المعروض للبيع بعد أن رمموه مراعين الحفاظ على تراثية المكان ومعدات الشغل التقليدية من مواقد وقدور فخارية وأقنية الترقيد وأدوات تقطيع الصابون وآلة تسوية الشوائب فضلا عن عينات من المواد الأولية التي كانت تدخل في صناعة الصابون وهي زيت الزيتون ونبات صحراوي يحمل اسم "عشنان القلي" وصمغ "الاصطرك" العَطِر وحبات الغار والقطرونة والكلس.
 
ومن المعروضات أيضا أحذية العمال التي كانت تثبت فوق خشبة مسطحة تمكنهم من الدَوس على فرشات الصابون دون إتلافه. وكذلك حفظوا المطبعات اليدوية التي تدمغ الصابونة باسم "عودة" ومنها القديم الذي كان يحمل الاسم محرفا "عودي".
 
في المتحف تلفت نظر الزائر أبراج دائرية جوفاء مبنية من قطع الصابون بحيث يخترقها الهواء. يوضح المرشد السياحي زكريا شاكر لأحد الأفواج الزائرة "الأبراج ليست ديكورا بل هي جزء من مرحلة تنشيف الصابون إذ يتوجب ان يبقى الصابون على هذا الشكل 45 يوما".
 
المتحف المؤلف من طابقين مبني من الحجر الرملي وتعلو أسقفه القناطر التقليدية. وإلى جانب الصابون يحتوي ركنا خاصا بمتعلقات الحمام التركي والمغربي.
يشرح المرشد "كان حمام السوق طقسا للفرح والمرح وليس لمجرد الاستحمام فالنساء كن يمضين يوما كاملا في الحمام يغنين ويرقصن ويضربن على الطبلة".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة