تراجع محافظ بورسعيد عن قراره بمنع موائد الرحمن بعد غضب رجال الأعمال والفقراء.. الغضبان يطالب رجال الأعمال بتوصيل موائد الرحمن إلى المحتاجين «دليفرى»

الإثنين، 22 مايو 2017 12:10 م
تراجع محافظ بورسعيد عن قراره بمنع موائد الرحمن بعد غضب رجال الأعمال والفقراء.. الغضبان يطالب رجال الأعمال بتوصيل موائد الرحمن إلى المحتاجين «دليفرى»
اللواء عادل الغضبان
طلال رسلان

أثار القرار الذى اتخذه محافظ بورسعيد عادل الغضبان، فى اجتماع المجلس التنفيذى بمنع إقامة موائد الرحمن بالمحافظة هذا العام، غضب رجال الأعمال الذين يحرصون على إقامة هذه الموائد سنويا بغية الخير فى الشهر الكريم، وأمام إصرار رجال الأعمال، وتأييد أعضاء مجلس النواب لهم، تراجع المحافظ عن قراره، وحذفت صفحة المحافظة الرسمية القرار ونشرت بيانا نفت فيه إصدار المحافظ قرار المنع.
 
 
كان «الغضبان» برر قراره الذى نُشر على موقع المحافظة أن بعضا من منظمى الموائد يستخدمون السلع المدعمة فى الوجبات بالمخالفة للقانون، موضحا أن رجال الأعمال يمكنهم إطعام الصائمين بتوصيل الأطعمة والوجبات إلى المحتاجين فى منازلهم بما يحفظ كرامتهم دون الانتظار فى طوابير أمام موائد الرحمن.
 
فيما أعلن عدد من منظمى الموائد عزمهم إقامة موائد الرحمن حتى لو أدى الأمر إلى العقاب والسجن، وحمّلوا المحافظ مسئولية تسرب السلع المدعمة، ودوره فى منع السرقة بدلا من إلغاء عادة خير عكفوا عليها كل عام، وأنهم مصرون على إقامة موائد الرحمن كعادتهم كل عام رغم ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية.
 
وأعلن عضوا مجلس النواب، أحمد فرغلى ومحمود حسين، تضامنهما مع مقيمى موائد الرحمن، وطالبا المحافظ بالتراجع عن القرار، الذى سيؤدى إلى مزيد من الغضب فى أوساط رجال الأعمال ومحبى الخير فى المحافظة.
 
وأمام غضب رجال الأعمال تراجع اللواء الغضبان عن قراره، وأعلنت صفحة المحافظة أن الموضوع حدث فيه لبس عند البعض، وأن ما حدث كان مجرد نصح وإرشاد لأصحاب الموائد لتوجيه جهودهم ومنع سرقة المواد التموينية المدعمة.
 
وذكرت الصفحة أن المحافظة سوف تنظم معارض توفر فيها كل السلع الغذائية بأسعار مخفضة، حتى يتم منع السرقة فى الشهر الكريم ووصول الدعم إلى مستحقيه، مشيرة إلى أن المحافظ قرر إنشاء لجنة لجمع الزكاة من أهالى المدينة لتوجيهها إلى مصارف أخرى تتعلق بالأعمال الخيرية والمجتمعية بدلا من احتكارها من جانب المتسولين، الذين يفترشون الشوارع والميادين، قبل عيد الفطر وتفعيل دور الشرطة لمواجهة ظاهرة المتسولين فى بورسعيد سنويا خلال الشهر الكريم.
 
فيما ظهر اللواء الغضبان فى عدد من برامج «التوك شو»، وقال إن تصريحاته عن إلغاء موائد الرحمن بالمحافظة فُهمت خطأ، وإنها كانت مجرد اقتراح منه على فاعلى الخير ورجال الأعمال فى المحافظة، حتى يتم إيقاف نزيف سرقة السلع التموينية المدعمة، دون التطرق إلى طريقة تنفيذ المقترح، أو أن المحافظة أم جهة أخرى هى التى تقوم بجمع الوجبات من رجال الأعمال وفاعلى الخير لتوصيلها إلى المحتاجين فى رمضان فيما عُرف بـ«وجبات العفة»، ما سبب تضارب أكثر فى ماهية التصريح الذى نفاه المحافظ تماما، خاصة أن محافظة بورسعيد تشتهر بإقامة عدد كبير من موائد الرحمن وتظهر فيها طوابير المترددين على هذه الموائد.
 
الست محسنة، أربعينية تعيش فى بورسعيد، قالت لـ«صوت الأمة»، إنها تعول 3 بنات بعد وفاة والدهن فى حادث بإحدى دول الخليج، وإنها اعتادت كل عام اللجوء إلى مائدة رحمن قريبة من منزلها لتسد جوع بناتها، اللاتى تبلغ أكبر واحدة منهن 15 عاما، لقلة ذات اليد، وارتفاع الأسعار.
 
وتضيف أنها تنتظر الشهر الكريم بفارغ الصبر ولا تتردد فى الذهاب إلى مائدة الرحمن، وأنها لا تعرف إذا تم إلغاؤها أين تذهب هى وبناتها الصغيرات.
 
فؤاد الملا، الذى يشكو قلة ذات اليد بعد ارتفاع الأسعار، قال إن موائد الرحمن فى رمضان تنقذه هو وأسرته، حيث اعتادوا الذهاب إليها للإفطار كل أيام الشهر الكريم، مضيفا: «لو لغوا المائدة مش هنصوم، أمال هنفطر منين والأسعار نار ومحدش عارف ياكل حتى»، على حد وصفه.
 
أخيرا سواء قصد محافظ بورسعيد التصريح بإلغاء موائد الرحمن أو لم يقصده فإنها تبدو خطوة غير جديرة بموافقة رجال الخير والأعمال، والأهم أنها غير جديرة بالمحتاجين وقليلى ذات اليد، الذين يقفون بالطوابير فى شوارع المحافظة كما ذكر المحافظ بنفسه، الذى ألقى بالفكرة ثم نسى التفكير فى كيفية التنفيذ واستيعاب كل هذا العدد من المحتاجين.. هل قصد المحافظ أن يُجند سيارات وطاقات المحافظة فى توزيع وجبات الإفطار على المحتاجين؟.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة