هل تصدق أمريكا في محاربة الإرهاب ؟

الإثنين، 22 مايو 2017 05:17 م
هل تصدق أمريكا في محاربة الإرهاب ؟
أ.د. هدى درويش

أثناء حملته الانتخابية للفوز برئاسة أمريكا، أعلن ترامب أن القضاء على الإرهاب هو قضيته الأساسية، واعتبر الإرهاب والإسلام وجهان لعملة واحدة، كما أعلن أن الحماية الأمريكية لا يمكن أن تنعم بها دولة دون دفع الثمن.

ومنذ حوالي سبعة أشهر وتحديداً في أكتوبر 2016م ظهر ما يُعرف بقانون" جاستا" ومعناه "العدالة ضد الإرهاب"، وفي مارس 2017م أقر الكونجرس الأمريكي هذا القانون ضد المملكة العربية السعودية، وكان الغرض منه ابتزاز المملكة مادياً، باعتبار أن السعودية هي من قامت بهجمات 11 سبتمبر 2001م.

واختار ترامب السعودية كاول زيارة خارجية له، تحقيقاً لمبادئه التي أعلنها من قبل، ونجح في عقد صفقات سلاح بقيمة 450 مليار دولار تتحمل نفقاتها السعودية، وهذه الصفقة تفوق كل الإتفاقيات التي تم توقيعها تاريخياُ، وبذلك يكون ترامب قد حقق أكبر عائد إقتصادي لم يحققه رئيس أمريكي من قبل.

إن الدول التي اجتمعت في الرياض تعلم جيداً أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أطلقت يد إيران في المنطقة، وأن لها علاقات صداقة قوية مع تركيا التي ترعى الإرهاب في سوريا والعراق، كما أن أمريكا هي المستفيدة الأولى من الحروب في اليمن وليبيا، لكن الإعلان عن تشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب، تجاهل الرعاة الرسميون له "قطر  وتركيا" فأفرغ الاتفاق من مضمونه.

ومن ثَم فإن الإعلان بإقامة مركز عالمي لمكافحة الإرهاب والتطرف، سيؤدي بالدول الفاعلة مثل المملكة العربية السعودية ومصر العمل معاً في اتجاه تحويل هذا الموقف السياسي الكبير إلى مؤسسة إقليمية حقيقية والإستفادة من الدعم الأمريكي المعلن، وفي جوهر هذا التوجه الجديد أيضاً، يأتي ضرورة السعي نحو التوافق بين المؤسسات الدينية في الدول التي شملها الاتفاق، وذلك لمعالجة أزمة الخطاب الديني وتنقية التراث الديني، والتخلص من كل الآراء التي تنزع للشقاق والتطرف والفوضى، ثم الدعوة إلى خطاب مستنير يُقر بالتعايش السلمي والإخاء الوطني، والخروج من المفاهيم المغلوطة، وتعميق مفهوم دعم الدولة المدنية التي تلائم العصر من حيث الدساتير والقوانين والقواعد الدولية، وعدم التدخل في شئون أي من الدول الأخرى.

إنه يلزم إعلاء قيم التسامح والتعاون والسلام، والبعد عن التمذهب الديني والسياسي والطائفي، ثم التوجيه الإستراتيجي للإعلام بالكف عن القدح والذم والإساءات للأفراد أو الدول، على أن تتوج تلك الأعمال بعقد مؤتمر ديني جامع وموسع لكل علماء الأمة بلا إقصاء أو استبعاد، وإنهاء العمل في جزر منعزلة لا تخدم الدين ولا تصلح من حال الدنيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق