قائد معركة تحرير الموصل: الجيش المصري الأقوى بالمنطقة وسينتصر على الإرهاب في سيناء.. داعش تستخدم المدنيين دروعًا بشرية.. والتنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة (حوار)

الثلاثاء، 23 مايو 2017 08:23 م
قائد معركة تحرير الموصل: الجيش المصري الأقوى بالمنطقة وسينتصر على الإرهاب في سيناء.. داعش تستخدم المدنيين دروعًا بشرية.. والتنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة (حوار)
الفريق عبد الوهاب الساعدي، نائب رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي
رسالة الموصل-السيد عبد الفتاح

كشف الفريق عبد الوهاب الساعدي، نائب رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، عن تطورات وتفاصيل العمليات العسكرية في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، مؤكدًا قرب انتهاء أسطورة داعش في الموصل، وتحرير المدينة بأكملها من التنظيم، مشددًا في حواره مع «صوت الأمة» في مقر قيادة العمليات بالجانب الأيمن، على أهمية الدور الذي يقوم به الجيشان المصري والعراقي في مكافحة الإرهاب، مطالبًا الدول والجيوش العربية بوضع استراتيجية واحدة متكاملة لمواجهة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تهدد دول المنطقة واستقرارها وأمن المواطنين.

وكشف «الساعدي» تفاصيل الاستراتيجيات والأساليب القتالية، التي يعتمدها تنظيم داعش في معاركه بالموصل، وكيف تواجهها القوات العراقية، وغير ذلك من الأمور في حواره التالي:

 

 الفريق عبد الوهاب الساعدي (1)


· أعطنا نبذة عن جهاز مكافحة الإرهاب، ودوره في معركة تحرير الموصل؟

 جهاز مكافحة الإرهاب كنواة تشكل عام 2004 من فوج كان يسمى فوج 36، ومن ثم توالى التنظيم إلى أن وصل إلى جهاز مكافحة الإرهاب، بشكل متكامل عام 2007، ويتكون من جهاز مكافحة الإرهاب، وقوات مكافحة الإرهاب، وقيادات العمليات الخاصة، كلها ترتبط تحت مسمى جهاز مكافحة الإرهاب، وقد تشكل الجهاز على أساس أنه جهاز أمني استخباراتي لتنفيذ أهداف محددة، وواجبات ذات نوعية عالية، لكنه للظروف التي مر بها البلد وخصوصًا منذ عام 2014، بعد أن دخل الدواعش الأنبار في المرحلة الأولى، تحول الجهاز إلى قتال في داخل المدن، وهو ليس الواجب الرئيسي، لكننا اضطررنا لهذا الواجب للحفاظ على المدن، وبدأنا بالقتال في الأنبار، وتم تحرير مناطق صعبة جدًا فيها، وخصوصًا منطقة الملعب، التي كانت عصية حتى على التحالف الدولي، عندما كان موجودًا، لكننا استطعنا أن نقوم بهذا الواجب، وبعد أن دخل الدواعش إلى الموصل يوم 10 يونيو 2014، وكذلك دخلوا إلى تكريت، أصبحت الرمادي وتكريت والموصل وكذلك أجزاء من ديالى كلها تحت سيطرة المجاميع الإرهابية.

بدأ جهاز مكافحة الإرهاب أول معركة له عام 2015، وبالتحديد في أكتوبر، في معركة تحرير مصفى بيجي، وهناك كانت قطعات من الجهاز متواجدة داخل المصفى معزولة تقاتل بمفردها، فاشتركنا في المعركة، وأنا كنت قائدًا لعمليات صلاح الدين، وتم تحرير مصفى بيجي بالكامل، والمعركة استغرقت شهرًا كاملًا من يوم 17 أكتوبر 2015 إلى 17 نوفمبر 2015،  بعد ذلك بدأنا التحضير لمعركة تكريت، والمعركتان بيجي وتكريت كانتا أول معركة نخوضها باسم الجيش العراقي، فاشتركت قطعات من جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والجيش العراقي، وتم تحرير مركز محافظة صلاح الدين التي هو تكريت، في معركة سريعة ونموذجية خلال خمسة أيام ولم يكن هناك أي تدمير للبنى التحتية، وتقريبًا تم قتل أكثر من 500 من الدواعش، واشتركت أيضًا قطعات من الحشد الشعبي على أطراف تكريت في مناطق الدور والبوعجيل.

بعدها بدأت معركة الأنبار، أو الرمادي خصوصًا، وتم تحرير الرمادي من قبل أبطال الجهاز، بعدها بدأت المعركة الكبرى، التي هي معركة الفلوجة وكنت قائداً لها، واستمرت بالضبط 31 يومًا بعد أن كانت هناك نصائح، وإرشادات من الجميع بأنها معركة صعبة ومعقدة، وستطول وستكون هناك خسائر كبيرة، لكن بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وهمة الأبطال كانت المعركة الأولى التي يشترك بها الجيش وقطعات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، لكن كان دور جهاز مكافحة الإرهاب داخل مدينة الفلوجة، وتم تطهيرها وأعلنت الفلوجة محررة بأقل ما يمكن من الخسائر والدمار.

بعدها بدأت معركة الموصل، وقبلها الجهاز اشترك في معركة "القيارة"، وتم تطهير قاعدة القيارة من قبل أبطال الجهاز وقطعات من الفرقة المدرعة التاسعة، ومن ثم بدأت معركة الساحل الأيسر بالموصل في أكتوبر 2016، وكانت الخطة الموضوعة من قيادة العمليات المشتركة أن هناك محاور لجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والجيش، وكان الدور والعبء الأكبر وتحرير العدد الأكبر من الأحياء هو على قطعات الجهاز، حيث تم تحرير أكثر من 60 حيًا من قبل قطعات الجهاز،  إضافة إلى أحياء أخرى من قبل الشرطة الاتحادية وقطعات الجيش، وتم تطهيرالساحل الأيسر بالكامل والحفاظ على المدنيين حسب التوجيه الصادر من القائد العام للقوات المسلحة،بتحرير الإنسان قبل الأرض وهناك كانت أسبقيات للحفاظ على المدنيين والبنى التحتية، فالساحل الأيسر الآن ينعم بالأمان الكامل.

في فبراير من هذا العام بدأت معركة الساحل الأيمن، أيضًا هناك محاور للشرطة الاتحادية والجيش وجهاز مكافحة الإرهاب. ابتدأنا التحرير حسب الخطة الموضوعة من قبل هيئة العمليات المشتركة، وإلى حد هذه اللحظة .تم تحرير في حدود 33 حيًا من قبل قوات جهاز مكافحة الإرهاب، إضافة الى عدد كبير من القرى تم تطهيرها من قبل قطعات الجيش، وبعض الأحياء الأخرى من قبل الشرطة الاتحادية، وبقيت هناك أحياء قليلة إن شاء الله سيتم تطهيرها ويعلن الساحل الأيمن بالكامل مطهرًا، إضافة إلى العمليات التي يقوم بها الحشد في الغرب باتجاه تلعفر،وخلال هذا اليوم تم قضاء الحضر بالكامل.

 

 الفريق عبد الوهاب الساعدي (3)


·ما الذي يميز معاركم مع داعش.. وهل لدى الدواعش عقيدة قتالية ومهارة؟

نعم لكل معركة، ظروفها التي تختلف من الناحية الجغرافية، وطبيعة السكان والمنطقة، وكذلك أساليب الدواعش ممكن أنها متشابهة في بعض الأحيان، لكنها قد تختلف في أحيان أخرى، مثلًا معركة الموصل اختلفت عن معركة الرمادي، معركة الموصل هناك عدد كبيرمن العجلات المفخخة، إلى حد اليوم في الجانب الأيمن فقط، استخدم الدواعش ضد الجهاز حوالي 180 عجلة مفخخة، بينما في الساحل الأيسر كان الرقم أكثر من 500 عجلة تم تدميرها، لكن في الأنبار لم يكن هناك هذا العدد وكذلك في تكريت والفلوجة، أيضًا في الموصل استخدموا الطائرات المفخخة، لكنها غير مؤثرة بشكل ملحوظ على تقدم القوات، كلها قنابل صغيرة الحجم ممكن أن الموجودين بالشارع يتأثرون.

معركة الموصل اختلفت عن باقي المعارك، لأنه يوجد في المدينة نحو مليون ونصف المليون مواطن، محتجزين ورهائن لدى المجاميع الإرهابية، فأنت عندما تقاتل في المدينة فهذا العدد الكبير من المدنيين يجب أن يكون هناك حفاظ عليهم،ولله الحمد استطعنا أن نخرج المدنيين من كل الأحياء التي دخلنا إليها. 


· هل مقاتلو داعش يقاتلون بشراسة بما يعكس أن لديهم تدريبًا معينًا وإشراف من قيادات لديها خبرات عسكرية؟

الدواعش الموجودون في الموصل هناك منهم محليون، وهناك عرب وهناك أجانب من كل الجنسيات، المحليون هم الحلقة الأضعف في القتال بالمدينة، كونهم بعضهم صغار السن، وبعضهم لم يكن متدربًا في خارج العراق، لكن هناك عرب وأجانب وأيضًا هناك عدد قليل جدًا من الأجهزة الأمنية السابقة، هؤلاء لديهم تصنيع عسكري وخبراء في مجال الاتصالات والطائرات المسيرة والأسلحة وصنع الأسلحة، لقد عثرنا على عدد كبير من الأسلحة وهي مصنعة بشكل كثير من الدول تفتقر إليه، هناك أسلحة مضادة للدبابات حديثة ومتطورة أشبه بالموجودة لدينا نحن كجهاز مكافحة الإرهاب، والمستوردة من قبل الأمريكان وتسمى ( AT4) أيضًا لديهم نماذج منها، ولديهم أشكال عديدة من الصواريخ، وأسلحة قناصة تختلف عما هو موجود.


· وبالتالي هذا يُعقّد من العملية العسكرية؟

 والله هو التعقيد دائمًا في الإعلام، يقولون هذه المعركة سهلة وتلك صعبة، صعوبة وسهلة المعركة تُقاس بالحفاظ على المدنيين وإخراجهم، المفارز الموجودة ليست صعبة على أبطال جهاز مكافحة الإرهاب، أبدًا أي مفرزة لا تستطيع الصمود أمامنا إلا بعض الوقت، لكن عملية إخراج المدنيين هي الصعبة، عندما ندخل إلى حي، ونتمكن من إخراج المدنيين نقول المعركة سهلة، إضافة إلى الإسناد الجوي المتوفر من جانب التحالف الدولي والقوة الجوية وطيران الجيش، لكن التحالف الدولي خاصة الأمريكان لهم دور بارز في المعارك من خلال الاستطلاع والرصد والضربات الجوية الدقيقة باستخدام مختلف الأسلحة.


· يعني إن شاء الله قريبًا سيتم إعلان الموصل مطهرة بشكل كامل؟

 الآن لم يبق في الموصل إلا بعض الأحياء في الجانب الأيمن، وتجاه الجزيرة في تلعفر أيضًا هناك بعض المناطق، وعندما سيتم تحرير الساحل الأيمن سيتم التوجه إليها، ولا تنسى أن مساحة الموصل كبيرة جدًا .


· يقولون إن هذه هي ربما معركة النهاية بالنسبة للتنظيم ولهذا فإنه يقاتل بشراسة لأنها معركة حياة أو موت بالنسبة له ؟

 في البداية كان هناك ممر مفتوح واتجه كل الإرهابيين إلى تلعفر، لكن تم غلق هذا الممر ولم يعد أمام الإرهابيين خيار إما أنهم يقاتلون أو يستسلمون، وهم فكرة التسليم يرفضوها، المحليين يمكن لكن العرب والأجانب يبقوا يقاتلون إلى آخر لحظة إلى أن يُقتل.


· ما أكثر التعقيدات التي تواجهكم في الفترة الأخيرة، مثلاً ضيق الشوارع ووجود المدنيين وبعض الأساليب التي يستخدمها داعش وتعرقل إلى حد ما تقدم القوات ؟

 داعش يعتمد على الأساليب التي تعودنا عليها، التي هي العجلات المفخخة والقناصة وأسلحة المفارز الموجودة ومضادات الدبابات، كما يستخدم الطائرات المُسيّرة، وإذا كان هناك بعض الأساليب فنحن لدينا المضادات لها، عندما استخدم الطائرات المسيرة في الأيام الأولى كان يستخدم يوميًا في حدود 60 و70 طائرة ، توصلنا إلى أجهزة تشويش تسقط هذه الطائرات، فانتهت عملية الطائرات المسيرة، أما العجلات المفخخة فلدينا بعض الأساليب للقضاء عليها والحمد لله أكثر من 95% من العجلات المفخخة يتم تدميرها قبل أن تصل إلينا، ولكن هي في بعض الأحيان تسبب ضررًا للممتلكات، يعني هم كانوا يستخدمون الصهاريج المملوءة بالنفط الأسود وهذه عندما تنفجر تتحول إلى كتل من النيران تحرق شارعًا كاملاً، لدينا الأساليب لمعالجتها، وأساليب داعش معروفة حيث لدينا الخبرة الكافية لمواجهتها فقد صار لنا 4 سنوات نقاتلهم، حتى في الشوارع الضيقة لدينا الخبرة والأساليب التي نستطيع من خلالها إجبار داعش على الخروج من منطقته إلى منطقة أخرى ويتم قتلهم.

 الفريق عبد الوهاب الساعدي (2)


·فيما يتعلق بالمعلومات التي تتوفر للجهاز أنتم تقومون بعمليات اصطياد لقيادات داعش، فمن أبرزهم؟ وما لديكم من معلومات حول مصير أبو بكر البغدادي؟

داعش لديه قادة، لكن القادة يكونون على مستوى مجموعات صغيرة، وعدد كبير لديهم من هؤلاء القادة، أما مسألة الأمراء فهذه تسميات إعلامية أكثر من اللازم والإعلام أعطاها أكبر من حجمها، هم موجودين في مجموعات يقود كل واحدة منها شخص عندما يُقتل فإن أي شخص ينوب عنه. هم يعتمدون على القتال في شكل مفارز وليس جيشًا متكاملاً، نعم تم قتل كثير من القادة ولكن تأثير القادة ليس تأثيرًا كبيرًا في الميدان، فالمقاتل والقائد بنفس المستوى.


·وماذا عن أماكن تواجد أبو بكر البغدادي؟ هل لديكم معلومات؟

 أبو بكر البغدادي أجبن من أن يتواجد في منطقة معارك، تجده في أحد المناطق في الصحراء أو موجود في بعض الخنادق، هو دائماً يبتعد عن أرض المعركة، فقط مجرد إعلام وتصريحات، في البداية قال إذا خسرت الفلوجة سأخرج من العراق، ثم قال إذا خسرت تكريت سأخرج من العراق، والآن التي يعتبرها عاصمته وهي الموصل فقد منها 90% .

 

 الفريق عبد الوهاب الساعدي (4)


·هناك تقارير إنه ربما يكون هرب إلى سوريا؟

 ممكن يكون متواجدًا في الصحراء بين العراق وسوريا، لكن ليس لدي معلومات مؤكدة عن مكانه.


· الجيش العراقي يخوض معركة ضخمة وكبيرة ضد الإرهاب، والجيش المصري كذلك يخوض نفس المعركة في سيناء، ماذا تقول عن دور الجيشين في هذه الحرب ؟ ودور مصر والعراق كدول قوية تكافح الإرهاب وتعمل على الاستقرار في المنطقة؟

كما هو معروف الجيش المصري من أقوى الجيوش العربية في المنطقة بما يمتلكه من خبرات وكفاءات قيادية عالية، وكذلك تجهيزات متكاملة، وبالتأكيد سيهزم الإرهاب، لكن عملية القتال داخل المدن صعبة على كل جيوش العالم دون استثناء فتحتاج إلى خبرة وممارسة، لأنه حتى المعارك التي خاضها الجيش العراقي خاصة في المدن في الحرب العراقية الإيرانية كانت هي معركة المحمرة كانت قتال داخل المدينة، لكن لم يكن هناك عجلات مفخخة وانتحاريين وتفاصيل أخرى كثيرة، ومن خلال هذه المعارك نتمنى من كل الجيوش العربية أن تضع استراتيجية كاملة لمكافحة الإرهاب ولإعداد خطط ودراسات لأن هذه خبرات متراكمة ودروس مستنبطة، حتى يكون بإمكان الجيوش أن تقاتل بكفاءة عالية .

 

 

الساعدي مع الأهالي الفارين من المعارك
الساعدي مع الأهالي الفارين من المعارك

 

الساعدي يتابع العمليات ميدانيًا
الساعدي يتابع العمليات ميدانيًا

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق