«ومن الحب ما قتل».. فتيات انتحرن بسبب العشق

الجمعة، 26 مايو 2017 11:00 ص
«ومن الحب ما قتل».. فتيات انتحرن بسبب العشق
جثة - أرشيفية
إسلام ناجي

لم يخل "الأصمعى" أن بيت شعر واحد سيتسبب فى إنتحار عاشق قبل عشرات السنين، عندما رد على استفساره، قائلاً "إذا لم يجدا صبرا لكتمان أمرِه .. فليس له سوى الموت ينفع"، لينتهج المئات بل الآلاف من العشاق نفس السبيل كل عام بعدما عجزوا عن إيجاد حلٍ لآلامهم المستمرة الناتجة إما عن خيانة أحبائهم أو رفض أهلهم إتمام الزواج، معتقدين أن الموت هو سبيلهم الوحيد للخلاص من وجع الدنيا، ليسقطوا شهداءًا فى سبيل الحب.
 
"لعب عيال"
لم يشفع لهما حبهما عند الأهل ليوافقوا على زواجهما، فصغر سنهما وقف عائقًا أمام تحقيق حلمهما الرومانسى، وتتويج عشقهما العفيف بعقد القران، وجعل الجميع ينظر للأمر كـ"لعب عيال"، ومشاعر فى طريقها للزوال مع الوقت، فعندما طلب الشاب من والده مرافقته لطلب يد محبوبته سخر منه، وهزأ من تفكيره العاطفى، وطالبه بالإنتباه لدروسه وإنهاء الثانوية العامة أولاً قبل التفكير فى أى شىء سواها، ومع ذلك حدد موعد لمقابلة والد حبيبته.
لم يختلف موقف والد العروس كثيرًا، فهو أيضًا قابل طلب الشاب بالسخرية والرفض، ونصحه بالإعتناء بدراسته، ولما وقفت ابنته أمامه تصارحه بحقيقة مشاعرها تجاه الشاب، نهرها عن وقاحتها وتعدى عليها بالسب والضرب، وهددها بالحبس فى المنزل إن لم تنهى علاقتها بحبيها المزعوم، فلم ترضخ الشابة لتحكمات والدها، وقررت إنهاء حياتها للحاق بعشاق العالم أمثال روميو وجوليت، وتناولت مبيد حشرى.
 


ابن الجيران

 
وقعت "ندا" فى حب جارها، وفاض قلبه لها عشقًا، وتمنى أن يجمع الله بينهما على سنة رسوله أمام خلقه جميعًا، فتقدم لخطبتها من والدها، الذى رفض العريس نظرًا لصغر سن نجلته وحرصه على تعليمها، فالحسناء لم تبلغ الخامسة عشر بعد، وأصر الأب على رفضه القاطع رغم محاولات الشاب العديدة لخطبة حبيبته، ولم يلين قلبه أمام دموع صغيرته "ندا"، التى هددته فى مناقشتهما الأخيرة بالإنتحار إن لم يقبل بخطبتها لجارها الحبيب.
لم يهتم "محمد" لتهديدات صغيرته، وإعتبرها "كلام فى الهوا"، سيضحكوا عليها جميعًا بعد عدة سنوات عندما تكبر الطفلة، وتدرك ما فعله والدها، تشكره على تفكيره فى مستقبلها إلا إن الوقت لم يسعفها لتنضج كفاية وتفهم حقيقة مشاعر والدها تجاهها، فـ"ندا" نفذت تهديداتها، وألقت بنفسها من شرفة حجرتها بالطابق الحادى عشر، لتسقط قتيلة على إحدى أرصفة منطقة المندرة قبلى بمحافظة الأسكندرية بعد إصابتها بكسور وجروح وكدمات بمختلف أنحاء جسدها.
 
زفاف الحبيب
تعرفت "ليندا" على أحد الشباب أثناء عملها كممرضة بمستشفى بلقاس العام بالدقهلية، فتعلق فؤادها به، وظنت أنه يبادها المشاعر نفسها خاصة وأنه وعدها بالزواج، وأقسم لها مرات ومرات على ولعه الشديد بها حتى أنه تقدم لخطبتها ومن والدها ليؤكد لها حسن نيته، ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن، فالأب لم يوافق على زواج أبنته من الشاب لجهله بأصول نسبه، وأخلاقه، فهو يتمنى عقد قران نجلته على ابن عملها.
 
لم تستلم الشابة العشرينية لقرار والدها المتعسف، وأصرت على تمسكها بحبيها الذى خذلها، وكسر قلبها، وتقدم لإحدى زميلاتها بالمستشفى، وحدد موعد زفافهما دون إعلامها، فأحست "ليندا" بنيران الخيانة تلتهم فؤادها، وتحطم روحها خاصة بعد أن رأت نظرة الشماتة فى عيون والدها، وقررت الإنتقام من الجميع، وتحميلهم وزرها إلى يوم الدين، وتناولت حبة غلة سامة، لتغط فى نوم عميق لن تفيق منه إلا يوم الحساب.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة