بوجاتى تايب 53 ..الأشهر فى عالم السباقات

الأحد، 28 مايو 2017 12:00 ص
بوجاتى تايب 53 ..الأشهر فى عالم السباقات
بوجاتى تايب 53
شريف على

فى عام 1932، كتبت مجلة أوتوكار البريطانية مقالا عن موديل بوجاتى تايب 53 جاء فيه أن هذا الموديل هو أول سيارة سباق تزود بنظام للدفع الرباعى. ويبدو أن محررالمجلة نسي موديل سبايكر رباعى الدفع الذي ظهر فى عام 1903. وكانت تلك السيارة مصممة للدخول فى سباق باريس- مدريد.

 

الصحيح هو أن موديل بوجاتى هو أول سيارة رباعية الدفع تنافس فى سباقات الجائزة الكبرى على الرغم من أن تلك السيارة فشلت فى إتمام السباق. وعلى غير المألوف فى تاريخ شركة بوجاتى، لم تكن تلك السيارة من أفكار مؤسس الشركة إيتورى بوجاتى بل يرجع الفضل فى ظهورها إلى مصمم أيطالي مبدع وغريب الأطوار يدعى جوليو تشيزارى كابا الذي تخرج من كلية الفنون التطبيقية فى تورينو عام 1904 وكان عمره حينذاك 24 عاما. كانت أول تصميمات كابا عبارة عن دراجة نارية مجهزة بمحرك ذى سلندر واحد يعمل بتبريد الماء وعرض التصميم فى معرض تورينو 1905. وفى العام التالي أسس كابا شركة أكيلا أيتاليانا للسيارات. وكانت شركته هي الأولى فى العالم التي إستخدمت رؤوس صمامات مصنوعة من الألومنيوم فى سيارة معدة للإنتاج. وفى عام 1914، إنضم كابا إلى فيات، وفى العشرينيات أصبح مهندسا إستشاريا مهمته تصميم سيارة سباقات ثورية لشركة أيتالا للوفاء بلوائح السباق التى تم إدخالها والتي تقضي بأن يكون المحرك سعة 1.5 لتر. وكان لتلك السيارة نظام تعليق مستقل بالكامل وهيكل وشاسيه صنعا من الخشب خفىف الوزن وقد أستوحى كابا كلاهما من تصميمات الطائرات علاوة على تزويد السيارة بنظام للدفع الأمامى ومحرك V12. الغريب أن تلك السيارة لم تشارك فى السباقات ولا تزال تلك النسخة موجودة حتى اليوم ويقال أن سرعتها القصوى بلغت 170 كيلومترا فى الساعة.

 

كانت شركة أيتالا خلال تلك الفترة تعانى من أزمات مالية وكانت ملكيتها على وشك الإنتقال إلى الفرع الإيطالى لشركة فورد . ولكن ذلك لم يحبط كابا الذي طور من أفكاره وعرض على بوجاتى تصميما لنظام نقل سرعات رباعى الدفع. ولاقت الفكرة قبولا من جان الإبن الصغير لبوجاتى. وسرعان ما بدأت التجارب السرية على تلك السيارة فى سبتمبر عام 1931. والثابت أن بوجاتى حاول من قبل تزويد أحد سيارات السباق التى ينتجها بنظام للدفع الرباعى ولكن واجهت السيارة العديد من العقبات.

 

عندما ظهرت تايب 53 فى عام 1932 كانت مزودة بشاسيه مماثل لشاسيه موديل T47 الذي ظهر فى عام 1928 وكان ملائما للغرض من تلك السيارة التي خصصتها الشركة للحلبات الصعبة والطرق المرتفعة. أما المحرك فكان ذى ثمانى سلندرات وشحن تربو بسعة 4972 سى سى وبلغت قوته حوالي 300 حصانا بينما كان نظام التعليق مستقلا للعجلات الأربعة.

 

فى أعقاب الكشف عن تايب 53 بأيام، أمكن لها تحقيق رقم قياسي فى سباق لا توربين لتسلق التلال بقيادة لويس شيرون فى 24 مارس 1932. وقيل عنها حينذاك أنها وحش تقنى ذات قيادة مخيفة تتطلب أن يكون سائقها فى حالة بدنية جيدة.

 

فيما بعد، تبين عدم صلاحية تلك السيارة للمشاركة فى سباقات الجائزة الكبرى، فبعد أن أرسلتها الشركة إلى موناكو للمشاركة فى السباق، تبين أن سمات موديل بوجاتى رباعى الدفع لم تتناسب مع  السائق الشهير ألبرت ديفو الذى لم يكمل سوى 4 دورات قبل أن ينسحب بسبب السخونة الزائدة للسيارة وتلف الفرامل عاد بعدها وشارك فى السباق بسيارة أخرى عانت من مشكلة فى ناقل السرعات وأنهى السباق فى المركز قبل الأخير.  ولكن على ما يبدو كان حظ ديفو أفضل من حظ لويس شيرون السائق الثانى للفريق الذى كاد يسقط فى المياه بالقرب من مرفأ موناكو.

 

زادت الأمور سوءا بعد أن قامت الشركة بإرسال بوجاتى تايب 53 إلى إنجلترا للمشاركة فى سباق شيلسي وولش وكان السائق هو جان بوجاتى. توقع الجميع أداءا مبهرا للسيارة وتحقق ذلك بالفعل خلال مرحلة التجارب حيث حطم جان الرقم القياسي لأسرع سيارة فى الدور التمهيدى. ولكن فى السباق حطم جان السيارة نفسها.

 

المؤكد أن تلك السيارة أنتج منها ثلاث نسخ لم يبق منها سوى واحدة فقط كاملة وهي السيارة التي نرى صورتها هنا أما الثانية فلم يتبق منها سوى الشاسيه وبعض الأجزاء الميكانيكية.

 

قد يكون تصميم تلك السيارة معيبا ولكنها كانت ذات محرك قوى وشاسيه جيد ونظام للدفع الرباعي يجعلها أول سيارة خارقة عصرية. ورغم أن إيتوري بوجاتى لم يكرر تلك التجربة مرة أخرى طيلة حياته، غير أنه بعد ستين عاما ظهرت سيارة أخرى تحمل مواصفات شبيهة بفضل المستثمر الأيطالي رومانو أرتيولى الذي أشترى الشركة عام 1987 وكشف فى حضور النجم السينمائي الفرنسي الشهير آلان ديلون عن نسخة تجريبية لموديل جديد لبوجاتى مزود بنظام للدفع الرباعي أطلق عليه إسم EB110. وكان أرتيولى حريصا على إبراز الصلة بين تلك السيارة الجديدة وموديل تايب 53 من خلال عدد خاص من مجلة كان يمتلكها إحتفلت بستين عاما على نظام الدفع الكلي وظهرت فىه السيارتان جنبا إلى جنب. وفى وقت لاحق أقام مالك الشركة الجديد حفلا فاخرا فى قصر فرساي دعا إليه 1700 من أبرز نجوم المجتمع فى العالم. وأعلن أرتيولى بعدها أنه تلقي 400 طلبا لشراء الموديل الجديد ولكن المرجح أن المصنع لم ينتج سوى ربع تلك الكمية. وفىما بعد إنتهت القصة نهاية مأساوية عام 1995 بعد أن أغلق المصنع أبوابه. وبإغلاق المصنع إنتهت مغامرة بوجاتى الثانية فى عالم الدفع الرباعي.


 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق