الجدار المتهالك

الأحد، 28 مايو 2017 11:00 ص
الجدار  المتهالك
زوج قاسي
كتبت بسمة البحرى

ذهبت إلى الشيخ باكية تشكو إليه أهل زوجها الذى أقعده المرض مشلول الجسد واللسان، فهو لم يعد يملك إلا أن ينظر إليها بعينين عاجزتين تصرخان ندما وطلبا للسند والسماح، بعد أن عاشت معه سنوات طوال كان يمتلك فيها الصحة والمال، ولكنه لم يذقها فيها إلا ذل الإهانة وصنوفاً شتى من العذاب، ضاع كل شيء بفعل إخوته الظالمين. 
 
فلمَن تلجأ وهى وحيدة وضعيفة وليس لها سواه؟، وكيف تسترد بهشاشتها وتهالكها حقه المسلوب كصحته وإرادته، فهى عندما ذهبت إلى إخوته مطالبة بحقه المسلوب أوسعوها ضربا وسبا صائحين فيها (أنى لك بهذه القوة والجرأة؟ أتراك قد نسيت عندما كنا نخلصك من بين يديه قبل أن تلفظى أنفاسك من الضرب؟).
 
فهل هذا ذنبه إذن على ظلمه وقسوته معها؟ أم تراه ذنبها هى لخضوعها وارتضائها الإهانة والمذلة طوال سنواتها معه؟ 
 
وهل كانت تتوقع من نفسها أن تشفق عليه وتظل بجانبه عندما يسقط مريضا فقيرا؟ بل وأن تبذل ما فى وسعها كأداته الوحيدة لاسترداد أمواله المنهوبة، رغم كل ما ذاقته منه من قسوة وظلم.
 
وهل هى حقا ما زالت تحبه وتشفق عليه وتريد مساعدته بعد ما أضاع شبابها دون كلمة طيبة أو لمسة حنان، أم هى تخشى أن تتصور طريقها خاليا منه وتخشى وحدتها دونه، فتؤثر التعلق بجسده العاجز وعينيه الذليلة المليئة بدموع الندم؟
 
وهل تكفيها تلك الدموع العاجزة المستجدية لتسامحه وتساعده وترفض التخلى عنه فى شدته؟ 
 
ليته ينطق فيجيب عن سؤالها الذى تصرخ به فى وجهه كل يوم: (هل توقعت يوما وأنت تسخّر قوتك وجبروتك فى إذلالى وتحطيمى أنك بذلك تحطم جدارك الوحيد؟
 
صيدلانية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق