«أخفت وجهها».. زوجة سائق الميكروباص تطلب الخلع

الثلاثاء، 30 مايو 2017 12:22 م
«أخفت وجهها».. زوجة سائق الميكروباص تطلب الخلع
مشاجره_أرشيفية
منال عبداللطيف

وقفت أمام محراب العدالة تترصد نظرات المارة.. تبحث عن مهربًا لتدخل القاعة الموقرة دون أن يلحظها أحد المارة.. اخفت وجهها -عن طريق الإيشارب- حتى لا يتعرف عليها الأهل والجيران. كانت خطواتها الهادئة توحي بأنها تتقدم خطوة إلى الأمام وتعود 10 خطوات إلى الخلف.
 
استقرت أقدامها، أمام إحدى قاعات محكمة «الزنانيري». واتكأت على إحدى الجدران، ثم تعالت «الهمهمة، والغمغمة، والنهيب». وبدأت سيدة العقد الثالث التي تتهرب من أنظار المحيطين بها، تصبح محط أنظار الجميع، وما بين الأصوات العالية وسيل الدموع الذي لا يتوقف، تسارعت أيدي «ليلى»، لتمسح عينها تارة، وتكتم أنفاسها تارة آخرى. أملًا في ألا يلحظها أحد. وتغمرها نظرات الشفقة.
 
وقفت «ليلى» -التي بلغت من الجمال أوسطه- تنتظر أن يسألها سيف العدالة -قاضي محكمة الأسرة بالزنانيري- عن سبب تقدمها بدعوى خلع ضد زوجها، خاصة وأن زواجها لم يتجاوز الثلاث سنوات، كما أن لديها طفلًا لم يبلغ الحلم.
 
«المرة دي مش هكدب واضحك على نفسي، ولا هقول زي ما كنت بقول لكل الناس.. كل الحكاية إني كان نفسي اتزوج زي باقي البنات، والمشكلة أن سني كان كبر.. ياعني أنا كسرت الـ30 وكنت لسه متزوجتش.. وبعد ما فقدت الأمل في الزواج، لقيت شاب كل ما يشفني يبصلي من بعيد.. صحيح عدت فترة طويلة ومكنش حتى بيحاول يكلمني، بس قدر يخليني أرجع أحلم تاني بأن في حد شكله بيحبني وإني هتزوج وهحقق حلمي زي كل البنات».. تقول ليلى سيدة العقد الثالث.
 
كانت تلك الكلمات بمثابة العودة إلى جولات الألم والشقاء التي عاشتها مع زوجها «م.ع»، 37 عامًا، سائق مايكروباص، فبعد أن رُسم على فرحة نجاحها في تحقيق حلم الزواج، وبعد أن خدعها الكلام المعسول والرومانسية الزائفة، بعدة أشهر عرفت الزوجة المكلومة مصير حياتها مع «سائق الميكروباص».
 
«بعد كام شهر من الزواج، كلهم كانوا حب ولعب.. بدأت أحوال زوجي تتبدل من غير أسباب، وكل شوية يضربني بسبب أو بدون سبب، ومن خوفي إني أخسر بيتي سكت وكنت بسيبه يمد أيده عليٌ ومعرفش حد علشان أحافظ على بيتي. ولكن في النهاية فاض بيٌ الكيل، فقررت إني أعمل مشكلة علشان زوجي يبوح ويقولي هو بيعمل كده ليه.. ولكن المرة دي تعدى عليٌ بضرب مبرح أمام أبني، والجيران، والدنيا كلها اتفرجت علينًا وسعتها تأكدت أنه ولا بيحبني ولا عمره هيحافظ عليٌ أو على أبني.. وهنا قررت الجأ إلى القضاء».. بهذه الكلمات أكملت «ليلى» قصتها. قبل أن تعد بالذكريات.
 
«لسانها تلعثم.. كلماتها تقطعت.. دموعها أغرقت القاعة الموقرة.. وصرخاتها المكتومة لم تتوقف.. النهيب تعالى.. والنفاس تقطعت»، ولسان حالها: «ليه ياربي.. أنا كان نفسي أعيش زي باقي البنات، كل اللي كنت محتاجاه إني أحب واتحب، كان نفسي زوجي يحب بيته زيٌ كان نفسي يحب أبنه ويحاول يحافظ عليه»، استدركها حضور الموجودين وتوقفت قليلًا ثم بدأت تنظر لسقف القاعة الموقرة صارخة: «أنا السبب.. مافيش حاجه اسمها حب، كله كدب، أنا اللي كنت بكدب على نفسي علشان احب واتزوج.. وفي الأخر طلعت بدور على وهم».
 
واختتمت «ليلى»: «اكتر حاجة تعبتني أن بعد كل الضرب اللي ضربهولي.. زوجي لم يفصح عن أسباب تعامله معي ومع أبنه بهذه الطريقة»، لافتة إلى أنه لم يحاول صلحها خلال فترة غيابها عن المنزل والتي تجاوزة العام، مشيرة إلى أنها تزوجت منذ نحو 3 سنوات، عاشت مع زوجها عامًا، وخلال الفترة السابقة عادة إلى بيت زوجها، وحاول أخاها الصغير، ووالدتها إصلاح الأمر إلا أنهرفض دون إبداء أسباب، وهو ما دفع سيدة العقد الثالث إلى اللجوء إلى القضاء بالقضية رقم (214) خلع، ضد زوجها «م.ع»، سائق الميكروباص.


اقرأ أيضا
متقوليش ده من لحمى ودمى.. "منال" وافقت على الجواز العرفى من ابن عمها وفى الآخر "خلع منها وقطع الورقة"

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة