سر مباحثات الـ60 دقيقة بين «شكري» و«لافروف».. موسكو والقاهرة إيد واحدة

الإثنين، 29 مايو 2017 02:55 م
سر مباحثات الـ60 دقيقة بين «شكري» و«لافروف».. موسكو والقاهرة إيد واحدة
سامح شكرى وزير الخارجية المصرى
أميرة عبد السلام

جولة مباحثات رسمية جمعت بين وزير الخارجية سامح شكرى ونظيره الروسي سيرجى لافروف استمرت للأكثر من 60 دقيقة كان ملف أمن الطيران وعودة السياح الروس إلى القاهرة حجر الزاوية خلال المناقشات والتى استعرض فيها الطرف المصرى كافة الإجراءات الخاصة بتأمين المطارات وحرص البلدين على استئناف الطيران المباشر بين مصر وروسيا فى أقرب فرصة ممكنة.

جهود محاربة الإرهاب استحوذت علي جانب كبير من مباحثات وزيريّ الخارجية ومتوقع أيضا أن تستحوذ على مناقشات وزراء الدفاع فالعلاقات الإستراتيجية بين مصر وروسيا والحرص علي دفعها قُدما خلال الفترة المقبلة هى النوأة الأساسية التى انطلقت على أثرها جلسة المشاورات الموسعة بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الروسي سيرجي لافروف في إطار اجتماعات صيغة 2+2 بين وزيريّ الخارجية والدفاع في البلدين التي تشهد القاهرة أعمالها حاليا.

المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية قال إن المشاورات بدأت بترحيب شكري بنظيره الروسي، مؤكدا علي الطبيعة الخاصة لصيغة 2+2 التي تفعّلها روسيا مع ست دول فقط من بينها مصر، والتي تعتبر الدولة العربية الوحيدة التي فعّلت روسيا معها هذه الصيغة، وهو ما يعكس خصوصية العلاقات بين مصر وروسيا وعمق الشراكة بينهما في شتي المجالات.

جدد وزير الخارجية التزام مصر بتعميق التشاور والتنسيق مع روسيا، لاسيما فيما يتعلق بالقضايا والأزمات الإقليمية في ظل تعقد المشهد الإقليمي، وهو ما يتطلب تضافر جهود القوي الدولية والإقليمية من أجل الخروج من المأزق الحالي.

وزير الخارجية استعرض خلال اللقاء ملامح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبناه الحكومة المصرية، وما تم إنجازه حتي الآن من إجراءات اقتصادية غير مسبوقة، مشيرا إلي ما يحظي به هذا البرنامج من ظهير شعبي علي الرغم من صعوبة الإجراءات التي تم اتخاذها حتي الآن.

كما أكد الوزير شكرى علي اهتمام مصر بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع روسيا بشقيها التجاري والاستثماري. ومن جانبه، أشار وزير خارجية روسيا إلي اتفاق عام 2009 للتعاون الاستراتيجي بين البلدين كأساس للعلاقات الثنائية، مشيرا إلي أهمية تحديث هذا الاتفاق وتعزيزه خلال المرحلة القادمة ليعكس عمق وإستراتيجية العلاقات بين البلدين كما تناول الوزيران ملف أمن الطيران، حيث استعرض وزير الخارجية الإجراءات والجهود التى قامت بها السلطات المصرية من أجل تعزيز أمن المطارات لتوفير الحماية الكاملة لمواطنيها ولكافة ضيوف مصر، وفى مقدمتهم السائحين الروس، حيث أكد الوزيران علي حرص البلدين على استئناف الطيران المباشر بين مصر وروسيا فى أقرب فرصة ممكنة.

وحول مواقف البلدين تجاه القضايا الإقليمية، استعرض وزير الخارجية جهود مصر المتواصلة مع كافة الفرقاء في ليبيا بهدف تقريب وجهات النظر بينهم، وإحلال الأمن والاستقرار في الدولة الشقيقة، مشيرا إلى مركزية اتفاق الصخيرات ووجود توافق ليبي حالي على أهمية إدخال بعض التعديلات على الاتفاق لتحقيق التوافق الوطنى الكامل حوله. كما تطرقت المشاورات إلى تطورات الأزمة السورية، حيث أعرب شكري عن تقدير مصر للدور الروسي في إنجاح مسار الآستانة، وتطلع مصر لأن يؤدي هذا المسار إلي وقف شامل لإطلاق النار وتعزيز مسار المحادثات السياسية. وفيما يتعلق باليمن، اتفق الجانبان علي أهمية الحل السياسي، وضرورة تعزيز الجهود الإقليمية والدولية في هذا الاتجاه. كما تطرق الوزيران إلي القضية الفلسطينية والانخراط الأمريكي الإيجابي لإحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث أشار الوزير الروسي إلي أهمية تنشيط دور الرباعية الدولية مرة أخري لدعم تلك الجهود.

وأردف المتحدث باسم الخارجية، أن جهود محاربة الإرهاب استحوذت علي جانب كبير من مباحثات وزيريّ الخارجية، حيث قدم الوزير الروسي تعازيه في ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم بالمنيا، معربا عن ثقته في قدرة الدولة المصرية علي التصدي لمثل هذه الأفعال الإرهابية التي لن تفلح في شق اصطفاف الشعب المصري في مواجهة الإرهاب، مجددا دعم بلاده الكامل لمصر في مواجهة هذه الهجمة الإرهابية الشرسة. كما أشاد بالدور المصري في التصدي لظاهرة الإرهاب الدولي من خلال عضويتها بمجلس الأمن، خاصة بعد اعتماد الإطار الدولي الشامل لمكافحة الفكر المتطرف الذي قدمته مصر لمجلس الأمن مؤخرا.

وقدم شكري شرحا للرؤية المصرية الشاملة لمحاربة الإرهاب وفقا للخطاب الأخير للسيد الرئيس أمام قمة الرياض الأمريكية العربية الإسلامية، مشيرا إلي ضرورة عدم الانسياق وراء مصطلحات مضللة وغير دقيقة مثل التطرف العنيف، باعتبار أن التطرف بكافة روافده يمثل أساسا فكريا لجميع الأعمال الإرهابية التي شهدتها أنحاء متفرقة من العالم مؤخرا. وأضاف بأن مصر عازمة على التصدي بقوة للجماعات الإرهابية.

 

واختتم المستشار أبو زيد تصريحاته، مشيرا إلى أن محادثات شكرى ولافروف تطرقت أيضا إلى التنسيق فى المحافل متعددة الأطراف، حيث تناول الوزيران نتائج الاجتماع التحضيري الأول الذي عُقد في فيينا مؤخرا للإعداد لمؤتمر المراجعة الخاص باتفاقية منع الانتشار النووي، حيث أعرب شكري عن تطلع مصر لدعم روسيا باعتبارها إحدي الدول المودع لديها الاتفاقية، وإحدى الدول الثلاث الراعية لقرار 1995 بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، مطالبا روسيا بوضع أفكار ومقترحات محددة لتنفيذ قرار ١٩٩٥.

الدكتور أحمد فؤاد أنور أستاذ السياسة بجامعة الإسكندرية علق على تلك الزيارة وأكد أ " السياسة هي فن الممكن، ومن الخطأ أن يتم وضع كل الرهانات على جواد واحد، ودبلوماسية 30 يونيو بقيادة الرئيس تتبنى دوما سياسات خارجية متوازنة قائمة على تنويع مصادر السلاح وتنسيق مع روسيا ومع الولايات المتحدة دون مبالغة، مما يحقق قدرا من المناورة، ووصول المسئولين الروسيين رفيعي المستوى يدل على أن هناك أمور فنية عاجلة يتم بحثها، وهو ما أراه امتدادا طبيعيا للقمة العربية الإسلامية الأمريكية، وما تم على هامشها من لقاء للرئيس المصري بنظيره الأمريكي، ثم حث الرئيس السيسي -بعد حادث المنيا- لنظيره ترامب بأن يدعم جهود مكافحة الإرهاب بشكل شامل، وهو ربما ما يعني خطوات عقابية تجاه قطر فقط، بل ربما المطالبة بإجراءات ضد دول إقليمية وأوروبية أخرى تدعم الإرهاب إعلاميا، وتوفر لقادة الفكر الإرهابي ملاذات أمنة وترفض تسليمهم

أرى كما قال "أنور" أيضا أن الزيارة تكتسب أهمية مضاعفة بعد التوجه المصري لحماية حدودنا من الخارج وهي معركة تحتاج دعم فني ومعلومات متجددة وأيضا دعم سياسي. مع الوضع في الاعتبار أيضا أن الملف الفلسطيني والتوجه الأمريكي الرامي لاستئناف مفاوضات السلام يحتاج كذلك الدعم روسي. فضلا عن ملفات تعاون اقتصادي كثيرة لا تزال مفتوحة، ولم يتم حسمها.

فالمعارك الكبرى تحتاج تفعيل كل الأدوات الممكنة والمتاحة وعلى هذا أحسنت الدبلوماسية المصرية حين عززت اتصالاتها بالجانب الأمريكي في ظل الإدارة الجديدة وأبقت على علاقات متميزة مع الجانب الروسي أيضا بما له من ثقل وتأثير في سوريا بشكل خاص وبها معاقل لإرهابيين يخسرون ويفقدون أراضٍ بشكل يومي ولذا يخشى أن يتم تصدير هؤلاء الإرهابيين لمصر بشكل أو بآخر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق