نوستالجيا رمضان الحلقة 5: الكنافة «إيموشن قلب»

الأربعاء، 31 مايو 2017 09:24 ص
نوستالجيا رمضان الحلقة 5: الكنافة «إيموشن قلب»
كنافة
عمرو حسين

في هذه الحلقات نقدم لكم ذكرياتنا مع شهر رمضان عبر السنين، كثيرٌ من الأمور تغيرت، ليبقى منها فقط الذكرى، التي سنستعيدها معكم كل يوم طوال الشهر الفضيل.

باقية هي كما كانت دائمًا، الحلوى الأشهر في شهر رمضان المعظم، "الكنافة" أحد أبرز الحلوى الشرقية وأكثرهم ارتباطًا بشهر رمضان، لكنها لم تَسلَم من العبث هي الأخري.

 

نعود للبداية، منذ عصر معاوية بن أبي سفيان، الذي قيل عنه أنه أول من قُدَّمَت له الكنافة كطعامًا للسحور، لتمنع الجوع عن من يأكلها، ومن هنا كان ارتباطها وثيقًا بشهر الصيام، وعلى مدار العصور التالية كانت الكنافة حاضرة كأهم حلوى للصائمين.

 

الكنافة حاضرة حقًا لكن الذكريات ترتبط بشيء لم نَعُد نراه في شوارعنا، الشعبية منها على وجه الخصوص، فمن منّا ينسى هذا البناء الأسطواني الذي كان ينتصب أمام محال الحلوى قديمًا، ليقف فوقه صانع الكنافة ممسكًا بوعاء مثقوب مملوء بالعجين السائل، ثم يَمّد يده بشكل دائري كي تخرج هذه الحلوى بشكلها المعروف فوق الصاج، هذه هي ما كنا نسميها "الكنافة البلدي"، والتي كانت هي الأشهر في مصر من عقود طويلة قبل أن تظهر الآلة.

 

مع تطور الآلات ظهر ما يسمي بـ"الكنافة الشعر" وهي الكنافة ذات الخطوط الرفيعة التي تشبه الشعيرات، والتي تنتجها الآلات وليست أيادي الحلواني، وشيء فشيء اختفت الكنافة البلدي بطريقة عملها المميزة وبهذا الوعاء الذي حلم الأطفال بالإمساك واللهو به يومًا، واختفى "الصنايعي" الذي ذهبت مهنته سدى.

 

لم تكتف الكنافة بالتطور إلى هذا الحد، فبعد تطور صنعها جاء تطور إعدادها للأكل، وانتقل ثمن شراءها من جيوب الجميع إلى جيوب الأغنياء.

 

ظهرت تنويعات مختلفة من الكنافة المختلطة بحلوى أخرى.."الكنافة بالمانجا" كانت إحدى الظواهر التي توقف أمامها الكثيرون، أسعارها بلغت عنان السماء، والافتتان بها كان حد الجنون، وأصبحت الكنافة بشكلها الجديد "ترند" ينتقل بين حسابات مواقع التواصل الإجتماعي.

 

الآن نأكل الكنافة، وسنظل نأكلها كأكثر الأطعمة ارتباطًا برمضان، لكننا لن ننسى هذه الذكريات القديمة المرتبطة بها، والتي لم تَعُد موجودة، وندعو الله أن تبقى كما هي دون تغيير جديد..بأسعار جديدة.

1458
 
132239_660_Untitled-1312
 
أفران-الكنافة-البلدي-بالإسماعيلية-رمضان-بمذاق-الماضي.1870

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة