بحث جديد يوضح كيفية التصرف عندما يسئ الآخرون المعاملة

الأربعاء، 31 مايو 2017 10:12 م
بحث جديد يوضح كيفية التصرف عندما يسئ الآخرون المعاملة
اضرار اساءه المعامله
وكالات

تنص المعايير الاجتماعية السائدة والمتفق عليها، علي أن يحترم الأشخاص البالغون حقوق بعضهم البعض في اتخاذ قراراتهم الخاصة والحفاظ على استقلال شخصياتهم، حتى داخل العلاقات الوثيقة.
 
قدم بحث جديد للباحثة آن ديلي بجامعة كونيتيكت بالولايات المتحدة ، حلولا لكيفية تصرف الإنسان عندما يسئ الآخرون معاملته أو ينتهكون حدوده الشخصية.. و تقول الباحثة آن ديلي: نحن عادة نتحمس عندما يضع الآخرون لأنفسهم حدودا صارمة فيما يتعلق بقدرتهم على كبح جماح أنفسهم، والحد من رغباتهم، والإحجام عن التصرف بشكل معين، وتحمل حالات الإحباط، ولكننا نعترض عندما يحاول الآخرون وضع حدود لمنع الآخرين من اختراق المساحة الخاصة بهم.
 
ويوضح البحث أنه يتم استخدام مصطلح "الحدود" في مجال علم النفس للإشارة إلى الخط الفاصل، وهذا يعني أن هناك حاجة إلى أن يكون هناك نوع من الأسوار، حتى وإن كانت أسوار مرنة، لتحمي هوية الإنسان واستقلاله الذاتي.. ويشير البحث إلى أنه عندما يسئ شخص ما معاملتنا، أويقلل من احترامنا، فإن ذلك علامة على أن ذلك الشخص قد قرر أن حدودنا الشخصية لا تستحق الاحترام".. وتشرح ديلي أن تلك السلوكيات قد تتضمن على سبيل المثال تكليف الشخص بمهام ليست ضمن متطلبات وظيفته، أو التطفل والتدخل في شؤونه الشخصية ، أو توجيه كلاما لا يجب أن يقال.
 
وتقول ديلي: تشكو النساء من الامتيازات التي يتمتع بهاالذكور، على سبيل المثال، عندما يفترض الرجال أن لهم الحق في أن يسألوا النساء عن أمور شخصية، وهو أمر لا تقوم النساء بعمله أبدا تجاه الرجال.. وتضيف دايلي في بحثها، يعكس سلوك عدم احترام الحدود الشخصية، الفرق في القوة «حيث يشعر الرجال بأن لديهم الحق في التدخل في حياة المرأة»، ولكنه يمكن أن يعكس أيضا عدم تعلم هؤلاء الرجال من آبائهم وأمهاتهم ما هى الحدود مع الآخرين حيث أن الآباء والأمهات أنفسهم كانوا متطفلين ومتحكمين.
 
ويثبت البحث أن الخطوط الواضحة للحدود تفصل بين ماهو المشروع عما هو غير المشروع، وتفصل المتوافق عليه عن الإكراه، وتفصل عدم الاستغلال عن التعدي على الملكية، وتفصل الخيال عن الواقع.
 
ومن هذا المنظور، فإن الحدود موجودة في كل مكان في العلاقات الإنسانية، ورغم أن بعض الحدود تعتبر مناطق رمادية واسعة، ولكن مفهوم الحدود ينطوي دائما على فكرة الفصل.. وتقول ديلي في بحثها أن الناس يواجهون في حياتهم اليومية، مثل هذه التجاوزات غير المرغوب فيها وغير المقبولة طوال الوقت.
 
فأحيانا عند مقابلة شخص لأول مرة، يبدأ في وقت مبكر من الحديث، طلب الإجابة على بعض الأسئلة التطفلية للغاية مثل: ما الذي أدى إلى طلاقك؟، لماذا لم تنهي دراستك الجامعية، كم تكسب من المال؟ وجميع تلك الأسئلة تبدو غير مناسبة نظرا للمرحلة المبكرة للعلاقة، ما يجعل الإنسان يتملل ويحاول تجنب الإجابة.
 
كما يؤكد البحث الجديد الذي قامت به ديلي أن مثل هذه التصرفات تثير داخل الشخص شعورا بانعدام الأمان، وتتساءل ديلي لماذا يشعرالإنسان أنه من الضروري عليه الامتثال للطلبات غير المناسبة وغير الملائمة؟، وتقول إن الأمر المهم هو أن يستفيد الإنسان من تلك المواقف في التوصل إلى فهم أعمق لما يحدث مع الآخرين وما الذي جعلهم أدى ينتهكون استقلاليته واحتياجاته.
 
ويخلص البحث إلى أن قدرة الشخص على إدراك ذلك التجاوز غير المرغوب فيه ،هو الخطوة الأولى نحو تأكيد حقه في السيطرة على حياته ، وخصوصياته، وحريته الشخصية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة