حقوق الفقراء في رمضان

الخميس، 01 يونيو 2017 02:04 م
حقوق الفقراء في رمضان
صبرى الديب يكتب:

كل عام وأنتم جميعا بألف خير.. فقد أهل علينا شهر رمضان المعظم هذا العام في ظل ظروف اقتصادية قاسية للغاية، تختلف كثيرا عن كل السنوات السابقة، حيث تعانى أغلب الأسر المصرية من ظروف قاسية، أدت بها إلى عجز غير مسبوق عن تدبير أقل القليل من احتياجاتهم المطلوبة خلال الشهر الكريم، بسبب الارتفاع الرهيب في أسعار كل السلع والخدمات، ولجوء الدولة إلى سياسات اقتصادية خفضت بمقتضاها قيمة العملة المحلية، ورفعت بمقتضاها أسعار كل شيء، فى الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار كل الخدمات، من ماء وكهرباء وغاز ومحروقات، نتيجة لسياسات ترى الدولة أنه بمقتضاها سيتم علاج خلل اقتصادي نتج عن سياسات خاطئة تم إتباعها في عهود ماضية، أرى أنه لا مجال لنفيها أو تأكيدها الآن.
 
إلا أن التابت والمؤكد، أن أغلب الأسر المصرية تمر خلال الشهر الكريم بأزمات، وهو بالطبع ما لا يرضى أحد، وهو ما يحتم على كل قادر في هذا الشعب ضرورة مديد يد العون بما يستطيع للأهل والأقارب والجيران والأصحاب، ليس من باب المن، ولكن من منطلق مسئولية اجتماعية أمرنا بها الله، وقد يؤدى إهمالها إلى عواقب اجتماعية وخيمه، قد تنتشر معها جرائم السرقه والقتل والدعارة تحت ضغط الحاجة، في الوقت الذي يوجد فيه بيننا من الأفراد والهيئات والمؤسسات والاتحادات والنقابات والشركات، من يستطيع تدبير ذلك من بنود الرفاهية والحفلات الإفطار التي لا تنقطع طوال أيام رمضان، داخل كل قطاعات الفنادق والنوادي النهرية والمراكب، والتي يصل إجمالى ما ينفق عليها ـ دون مبالغه ـ إلى "مليارات الجنيهات".
 
حتى لا يتصور أحد اننى أبالغ في أمر تلك المليارات التي تنفق على حفلات الإفطار، والتي من الممكن أن تقي الملايين شر الحاجة، وتهافتهم المهين وراء "كرتونه" تعالوا معا نحسبها على مستوى القاهرة الكبرى فقط.
 
فلو افترضنا أن القاهرة تحوى فقط على "300 قاعة" في فنادق خمس نجوم، والنوادي النهرية والمراكب العائمة، ـ والعدد بالفعل يزيد عن هذا بكثيرـ وان تلك القاعات محجوزة لحفلات إفطار طوال أيام الشهر الكريم، وضربنا عدد القاعات في عدد أيام الشهر الكريم، فسنجد أنه يتم إقامة نحو 9 الأف حفل إفطار في العاصمة فقط،
 
وإذا تصورنا إنه طبقا للأسعار المعلنة، إنه ما يتم إنفاقه على الحفل الواحد يتراوح ما بين مليون ونصف مليون جنيها ويزيد.. وضربنا عدد الـ 9 الأف حفله في نصف مليون جنيها فقط "500000 جنيها في 9000 حفل" فسنكتشف انه يتم إنفاق 4.5 مليار جنية على حفلات الإفطار في القاهرة الكبرى في رمضان.
 
أقسم انه لو أقدمت تلك الجهات على منح كل عامل بسيط داخل تلك المؤسسات "5الاف جنيه" وترفعت عن بذخ حفلات الإفطار لأدخلت السعادة على قلوب ألاف الأسر التي لا تجد بالفعل ما تشترى به طعاما في الشهر الكريم.
 
أؤكد انه ما انزل الله من فريضة إلا وكان لها حكمة أثبتت الأيام صحتها، وعندما فرض الله فريضة الزكاة والمن، كان أحد أهدافها القضاء على كثير من الأمراض الاجتماعية المشُينة في المجتمع
فلنبدأ جميعا دون تردد فى تلك الأيام المباركة، بالمبادرة بإخراج ما أمرنا به الله، وحماية الأهل والأصحاب والأقربون والجيران، وكفايتهم شر الحاجة، تلبيه لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: "الخير فى وفى امتى إلى يوم القيامة""
 
وكل عام ونحن جميعا بألف خير وصحة وعافيه، وكفانا الله وإياكم شر الحاجة، وأعاده علينا وعليكم بألف بالخير واليمن والبركات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة