ليلى مراد.. الحب والألم (الحلقة 8)

السبت، 03 يونيو 2017 12:50 ص
ليلى مراد.. الحب والألم (الحلقة 8)
ليلى مراد
أسرار يكشفها الكاتب الصحفي محمد ثروت

-  تفاصيل مجهولة من عزلة قيثارة الغناء.. وإصابتها باكئتاب بعد فشل أخر أفلامها وملاحقة لعنة إسرائيل لها

- تعرضت لأزمة ثانية بعد هجرة شقيقتها الى أميركا

-   بليغ حمدى أخرجها من العزلة فغنت معه فى التليفزيون ونظراتها زائغة وحزينة

-  كيف صالحتها نجاة الصغيرة بعد أن غنت نفس أغنيتها «ليه خلتنى أحبك»؟ وسر بكائها عند سماع أغنية لأسمهان

رحلة طويلة من الاعتزال والاكتئاب ثم مرض خبيث في القلب عمره عشرين عاماً.  هكذا كانت حياة ليلى  مراد بعد انفصالها عن زوجها الثالث المخرج فطين عبد الوهاب. وهى التي اختارت أن تكون معه بعيدا عن الأضواء الصاخبة. لتعيش حياة هادئة ترعى فيها ولديها أشرف وجيه أباظة وزكى فطين. حياة مجهولة التفاصيل لجمهورها الذى هجرته بمحض إرادتها وفى عنفوان عطائها الفني. وسوف أحاول الكشف عن بعض من تفاصيل تلك الحياة الخاصة، لفنانة لا تزال تشغل الناس بعد نحو 14 عاما من رحيلها. وهى تفاصيل لن يتطرق إليها مسلسل «أنا قلبي دليلى» الذى يحكى سيرتها الذاتية الناقصة، وبه أخطاء قاتلة سوف أتعرض لها فى الحلقات القادمة والتي لا تكتمل إلا برؤية الوجه الآخر من حياتها  بعيدا عن الأضواء .

كانت أولى الأزمات التي تعرضت لها سندريلا الغناء العربي  ليلى مراد عام 1957 ، من جراء حملات النقد العنيفة التي تعرضت لها عقب فشل آخر أفلامها تجاريا «الحبيب المجهول» وكذلك قبل إعلان براءتها من شائعة قاتلة روجها أنور وجدي ليتشفى فيها بعد أن تركته. وهى اتهامها بالتبرع لإسرائيل بمبلغ 50 ألف جنيه مصري فى ذلك الوقت. وقد نصحها الطبيب المعالج أن تأخذ جرعات أكثر من النوم والراحة وأن تنظم غذاءها. وكانت قد أفرطت فى تناول الطعام والشيكولاتة بشراهة وهى فى العزلة. لا تجد ما تفعله سوى سماع الأغاني فى الراديو قبل دخول التلفاز مصر عام 1960.

وقد اضطرت ليلى مراد أن تستأجر شقة مفروشة بعيدة عن منزلها وأولادها الموجودين  فى جاردن سيتى. واستمرت ليلى مراد طوال شهر كامل تعانى من هذه الأزمة النفسية وزاد وزنها وترهل جسمها، وكانت كلما استيقظت أعطوها الحقن لتنام مرة أخرى، واستمرت الحالة المحبطة لشهور، وأنقذها من الأزمة النفسية الطاحنة أولادها أشرف وزكى عندما كانوا يجلسون وهم أطفال صغار ملازمين لها قلقين عليها وهى تنظر إليهم وتداعبهم، فأحبت الحياة مرة أخرى من أجلهم. وأحست أنه لو أصابها مكروه – لا قدر الله، فمن سيقوم برعاية أغلى شيء  لديها .

وبدأت ليلى مراد تتحسن صحتها شيئا فشيئا، حتى تم لها الشفاء وقد ساعدها فى ذلك شعورها بالمسؤولية تجاه ولديها  .

أما الأزمة الثانية التى تعرضت لها ليلى مراد فكانت فى أكتوبر عام 1972 قبل عام واحد من نصر أكتوبر المجيد . عندما هاجرت شقيقتها الصغرى سميحة إلى  الولايات المتحدة، وشعرت ليلى بالوحدة بعد رحيل شقيقها الأكبر ومدير أعمالها إبراهيم مراد، ولم يبق الاشقيقها الملحن والمطرب منير مرادالذى عاش حياة متقلبة وأسلم بعد زواجه من الفنانة سهير البابلى ثم عاد الاى اليهودية وتوفى فى الثمانينات من القرن الماضى .

 لن أعود للفن أبدا:

لم تتوقف محاولات إعادة ليلى مراد للفن ،لكي تعود إليها الحياة ويتدفق الدم فى عروقها وقلبها الذى هصرته المآسي. فقد حاول عدد من المنتجين بعد اعتزالها أن يغرونها بالعودة إلى السينما كسابق عهدها. ومن أشهر تلك المحاولات محاولة المنتج  رمسيس نجيب إقناعها  بتمثيل دور «أم عبد الحليم حافظ» فى رواية لاحسان عبد القدوس بعنوان «دعنى لولدي» وقبل توقيع  العقد، عدل رمسيس نجيب عن الفكرة لأسباب لم يعلنها وربما لأن ليلى نفسها رفضت إلحاح أصدقائها  بالعودة فى دور أم، وأحست أن ذلك سيناقض صورة السندريلا لدى الناس. كنجمة متألقة وجميلة ورمز للرومانسية والحب والتحدي وليس مجرد دور من أجل إخراجها من عزلتها. والغريب أن العمل توقف التصوير فيه وهو فى المهد، رغم ترشيح الفنانة فاتن حمامة لتقوم  بالدور مكان ليلى مراد. نتيجة بعض الخلافات الإنتاجية .

وكانت المحاولة الثانية لإخراج ليلى مراد من عزلتها، عندما قام المنتج فاروق الملثم بمقابلة ليلى مراد فى شقتها وعرض عليها بطولة فيلم «المتمردة» أمام الفنان الراحل أحمد زكى وإخراج  ساحر السينما عاطف الطيب. ولكنها رفضت الفكرة من الأساس  .

كانت الأدوار التي تعرض على ليلى مراد نمطية تراعى سنها وتذكرها بعزلتها، ولذلك كانت ترفض هذه النوعية من الأفلام .

سعت ليلى مراد للعودة إلى السينما والغناء عن طريق فكرة فيلم استعراضي غنائى ضخم فى عام 1964. وقد أعدت ليلى مراد خطة لهذا العمل وذهبت بها لأول مرة إلى الأديب الكبير عبدالحميد  جودة السحار رئيس مؤسسة السينما فى ذلك الوقت «التابعة لوزارة الثقافة قبل إلغائها»، وعرضت عليه الفكرة فرحب بها، ووعدها بالنظر فى الموضوع باهتمام ولم يرد عليها لمدة عام، فيئست ليلى وقررت عدم الاستجابة لأية مغريات مهما كانت، للعودة إلى السينما والغناء .

ووضعت ليلى مراد شروطا قاسية للعودة منها ألا تتناول الأعمال الدرامية أى جزء من حياتها الخاصة منذ دخولها مجال الغناء؟ وأن تكون حرة فى اختيار أدوارها التى تناسبها وعدم فرض أية أدوار عليها وهو ماحدث عندما عرض الفنان الكبير كمال الشناوى ،عندما عرض على ليلى مراد أن تقوم ببطولة عمل من إنتاجه الخاص بعنوان «طريق الدموع». ولكن ليلى مراد عندما علمت بمشاركة ليلى فوزى أرملة أنور وجدى رفضت على الفور القيام بالدور، وأكدت أنها لايمكن أن تلتقى مع ليلى فوزى أبدا. رغم إيمانها بأفكار المشروع الذى يحكى قصة  أنور وجدى من دور كومبارس إلى قمة النجومية «فتى الشاشة الأولى».

عجيب أمر ليلى مراد.. إنها بعد كل مافعله أنور وجدى ضدها لاتزال تحبه، وتلقبه بالحبيب المجهول بعد وفاته.

وتفسر الكاتبة «صافيناز كاظم» حقيقة تعلق ليلى مراد بطيف أنور وجدى فى السينما رغم ماحدث من جراء أفعاله نحوها قائلة إن «ليلى مراد لم تغن جيدا في السينما إلا أمام عبدالوهاب. وأنها لم تمثل بكامل لياقتها الفنية إلا عندما كانت تمثل أمام أنور وجدي».

في هذا الوقت بالذات كان عبدالوهاب قد اعتزل الغناء في السينما. وفي الحفلات العامة. وأصبح ملحنا أكثر منه مطربا وحتى عندما كان يغني فإن هذا كان يجري في الاستديو بعيدا عن الجماهير وكان قد توقف تماما عن تقديم الأفلام الغنائية وهذا معناه انتهاء عبدالوهاب المطرب. فأمام من كان يمكن أن تغني؟

وقد حاول الملحن الكبير بليغ حمدى إخراج ليلى مراد من عزلتها بالغناء فأقنعها بالظهور فى برنامج تليفزيونى فى السبعينات  أذاعته إحدى الفضائيات اللبنانية مؤخرا، وليلى تجلس وهى تردد وراء بليغ والمطربة سوزان عطية. «يامسافر وناسى هواك». وبدت ليلى مراد غير التي  يعرفها جمهورها من جمال رائع وروح مصرية ضاحكة، فقد ظهرت ليلى مراد وهى تغنى بصعوبة ونظراتها زائغة وحزينة وقد تهدلت ملامحها وبدت أكبر من سنها الحقيقى  

 صلح مع نجاة:

لم تكن ليلى مراد فى عزلتها تفتح لأى انسان يطرق باب شقتها بسهولة، وكانت الخادمة حذرة فى ادخال أى شخص الى منزل ليلى هانم مراد، كما كانت تناديها، وقد حدث أن الفنانة الرائعة نجاة الصغيرة، اخترقت على ليلى مراد عزلتها فى بدايتها. وفوجئت ليلى مراد بوجود نجاة، وكان مشهدا مؤثرا عندما احتضنت نجاة مدام ليلى وقبلتها وهى تدمع، واعتذرت لها عن مواقف سابقة بينهما قبل اعتزال ليلى مراد الفن.

وتعود القصة  بين ليلى ونجاة إلى عام 1955 قبل اعتزال ليلى مراد للفن فبعد ان غنت ليلى أغنية «ليه خلتنى أحبك» فى فيلم الحبيب المجهول  بإحساس رائع وأداء عال وقد كتبها مأمون الشناوي بعد طلاقها من أنور وجدي وكانت ليلى مراد في دوامة الطلاق حزينة، فغنت الأغنية وهي تبكي وجلست في الاستديو بعد ان غنتها- من المرة الأولى تسجل  وهي تبكي ونحن «نهدئ فيها» كما قال كمال الطويل وغنتها بإبداع رائع لا مثيل لهوبعد ان نجحت الأغنية والتف المستمعين يستمعوا لمحبوبتهم وهي تبكي حبيبها، طلب كمال الطويل من ليلى مراد ان تسجلها في الإذاعة «وكان يرأس  قسم الغناء بها» ووافقت ليلى مراد ولكن عندما عرضت الاغنية على لجنة اختيار الكلمات اعترضت على جملة فين تهرب من ذنبك.. لأنها قد تفسر بطريقة لا أخلاقية! فقال مأمون إذن نجعلها فين تهرب من حبك؟

ولكن عندما علمت ليلى بذلك رفضت أن تغير حرفاً واحد وقالت أنا سأغنيها كما غنيتها في الفيلم وعبثا حاول الطويل إقناعها ولكن بدون فائدة

وهنا قال الطويل كنت من المهتمين بصوت نجاة ومن المتبنيين لإنجاحه فعرضت عليها الأغنية ووافقت وغنتها أيضا ولكن ليست في جمال غنوة ليلى مراد لان نجاة كانت في بدايتها وليلى مراد في عز مجدها الغنائي  

ولو رفضت نجاة الأغنية سأبحث عن صوت آخر أسجل به الأغنية، وقال ان ليلى زعلت مني ولكن أخبرتها أنني لا استطيع ان ادفن الحاني في الأفلام. لأنه فى ذلك الوقت  لا يمكن أن تأخذ شريط السينما للإذاعة حتى تعرض منه أغنية ولذلك اشتهرت الغنوة بصوت نجاة لأن الإذاعة عندها التسجيل بصوت نجاة إلى أن تطورت واستطاعت الحصول على تسجيل الأغنية من الفيلم.

ويقول  الناقد الكبير كمال النجمي: انني عندما علمت بأن سبب عدم غناء ليلى مراد «ليه خلتني أحبك» في الإذاعة هو تعنت لجنة الاستماع ذهبت إلى الشاعر محمود حسن إسماعيل  مسؤل الاستماع  غاضباً وقلت له لماذا منعتم الأغنية بسبب كلمة ذنبك ماهذا التعنت؟ فأجاب ضاحكا: لا تلومني أنا  بل كل اللوم يقع على صديقك الشاعر صالح جودت فهو الذي رفض أن تسجل الغنوة بكلمة ذنبك. فضحكت ودهشت وتعجبت لأن الشاعر صالح جودت له قاموس من المعاني في كلمات أغانيه وأشعاره أقوى وأفصح من أغنية «ليه خلتني أحبك».

أحزان أسمهان :

ويروى الناقد عادل حسنين فى كتابه الموسوعى عن ليلى مراد أنها كلما سمعت أغنية للمطربة الراحلة أسمهان كانت تتذكر على الفور مأساة حياتها عندما توفيت فى حادث غامض  وتتذكر حالها وعزلتها فتقول، كما نقل عنها حسنين «إننى لا أكاد أغمض عينى و تتراءى لى تلك الصورة المؤلمة و تنشط أحاسيسى نشاطاً عجيباً.. ألقانى أحن إلى الغناء الباكى بل كثيراً ما غنيت وبكيت و أنا أذكر تلك الصورة المؤلمة.. وتلك النهاية المروعة لذلك الوجه والصوت الجميل.. و تتراقص أمام عينى وفي مخيلتى عبارة واحدة «أن الفن لهيب.. يحرق من يقترب منه.. و لكنه يحترق به أيضاُ».

ورغم التشابه بين  حياة  أسمهان وليلى مراد إلا أن مكانة ليلى  كانت رفيعة عند الجمهور وفي تاريخ الغناء العربي.

فرغم أن  أصول المطربتين غير مصرية، فليلى مراد مغربية الأصل، وأسمهان، واسمها الأصلي آمال الأطرش، من جبل الدروز في سوريا، إلا أن ليلى مراد هي الوحيدة التي تمصرت تمصرا تاما كما كان يشعر المستمع بأنها لا تغني بل تتكلم أو أنه يمكن لأي إنسان أن يغني مثلها فكان صوتها يطرب له عامة الناس، كما كان يطرب جمهور الصالونات.. وهي في هذا كله لم يتذبذب مستوي نجاحها بين ملحن وآخر بداية من داود حسني، وزكريا أحمد، وحتي منير مراد، وبليغ حمدي، مروراً برياض السنباطي، ومحمد عبدالوهاب، ومحمد القصبجي، ومدحت عاصم، ومحمد فوزي، وغيرهم، علي الرغم من اختلاف هؤلاء في مدارسهم الفنية الموسيقية وأساليبهم اللحنية. بخلاف أسمهان التى انتقد  البعض  طريقة غنائها  لبعض الكلمات، ومخارج الحروف عندها مثل حرف الراء على سبيل المثال، والبعض الآخر وصف صوتها بأنه لا يبلغ جميع القرارات في السلالم الموسيقية .

 وليلى مراد أعلنت بصراحة اعتناقها الإسلام بعد ان ولدت في أسرة يهودية وتمسكت تماما بمصريتها ، أما أسمهان فظلت تحمل الجنسية السورية طيلة حياتها ولم تحصل يوما على الجنسية المصرية، ثم ان أقامتها في مصر لم تكن، مثل إقامة ليلى مراد، إقامة نهائية بدليل أنها تركت مصر عندما تزوجت من ابن عمها الأمير حسن الأطرش لتقيم عنده في السويداء بسوريا عدة سنوات قبل أن تعود بعد ذلك إلى مصر لتموت وتدفن فيها، فمصريتها إذن لم تكن بلا حدود، ان جاز التعبير، كما كانت مصرية ليلى مراد، ذلك أن هذه الأخيرة ولدت في مصر ونالت جنسيتها ورفضت رفضا قاطعا أن تغادرها لا إلى المغرب، حيث أصل العائلة، ولا إلى اسرائيل التي عرضت عليها ان تأتي اليها معززة مكرمة  وتحصل على جواز سفر دبلوماسى. وقد رفضت ليلى مراد كل هذه المحاولات الإسرائيلية الخبيثة، وعاشت تفتخر بمصريتها حتى موتها.

والغريب أن نجم ليلى مراد وأسمهان  لمع في وقت واحد تقريبا وانطفأ في وقت واحد أيضا، فإذا كانت ليلى مراد قد ولدت في 17 فبراير سنة 1918 واعتزلت الغناء سنة 1955، وهي في السابعة والثلاثين، فإن عمرها الفني لم يزد في واقع الأمر على عشرين عاما، ويمكن قول ذلك، والى حد بعيد، انه يقترب من عمر أسمهان . فقد عاشتا في مصر في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضى، في الفترة الذهبية للغناء والسينما التي سبقت ثورة يوليو عام 1952، ومن اللافت ان هذه الثورة مهدت لأفول نجم الاثنين، أو ان أفول نجم ليلى مراد  كان بسبب ثورة يوليو 1952، فالزمن الجميل للفن في مصر ومعه الحياة الحلوة الرغدة، كان قد بدأ ينسحب رويدا رويدا مع ثورة يوليو ليحل محله زمن آخر. ليس زمن ليلى مراد. زمن حاولت ليلى  مراد أن تتكيف معه وتغنى للثورة، مثلما غنت أم كلثوم وعبدالوهاب.. ولكن الظروف والشائعات وحياة الثوار والتحولات الاجتماعية الجديدة واختفاء عصر أولاد الذوات لصالح الطبقة العاملة. كان يهيىء ليلى مراد إلى طريق مسدود.. فلاغناء إلا للجيش والثورة والقومية العربية. وانتهى عصر السرايات وحفلات القصور التي كانت ليلى مراد أهم نجومها حتى الإذاعة فضلت مطربة صغيرة واعدة عليها فى أغنية تحكى قصتها ومأساتها وكتبت لليلى مراد فقط وليس لأحد غيرها.. وأي حصار نفسى أقسى  من ذلك الحصار  .

فلم يكن هناك بد من الاعتزال ..

ويقول المؤرخ المعروف د. عبالمنعم الجميعى الأمين العام للجمعية التاريخية المصرية حينما اعتزلت ليلي مراد الغناء، كانت في قمة تألقها ونضارتها الفنية حتي تضمن لفنها البقاء في ذاكرة المستمعين، وأن يتجدد جمهورها جيلاً بعد جيل، وبالرغم من محاولات البعض إقناعها بالرجوع عن قرار اعتزالها فقد تمسكت برأيها. وهكذا استولت ليلي مراد بنت الزمن الجميل علي كل أحاسيس المصريين وأطلقت في قلبهم حنيناً مميزاً جعل صدورهم تتفتح نحو حب الحياة، خاصة أن أغانيها كانت بمثابة عقد الورد الجميل الذي زينت به صدر السينما الغنائية.

وفاء أهل الفن  

 الساعة الرابعة قبل فجر يوم 21 نوفمبر 1995، استيقظت ليلى مراد ولم تضئ الأباجورة، فسقطت على وجهها ونقلت إلى المستشفى، حيث أسلمت الروح لبارئها،فى مستشفى مصر الدولى بالدقى.  وتكلفت إجراءات جنازتها ودفنها حوالي 30 ألف جنيه دفعها أولادهاأشرف وجيه أباظة وزكى فطين عبدالوهاب، ولم يذهب للعزاء في منزل الفنانة الراحلة سوى النجمة ليلى علوي التى تسلمت جائزة تكريمها من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 1998 .

رغم أن ليلى مراد فى حياتها وبعد اعتزالها كانت وفية لأصدقائها جميعا .. فلماذا انقطع الوفاء عنها وتركها أصدقاؤها تعانى الوحدة والعزلة  واذا كان نفس الشىء قد تكرر مع الراحلين العظيمين الفنانين  فؤاد المهندس وأحمد مظهر وغيرهما  من الفنانين .. فقد تحققت نبوءة ليلى مراد فإلى الحلقة القادمة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق