«رمضان» يرفض انكسار المصريين: الهزيمة والنصر في يوم واحد

الأحد، 04 يونيو 2017 06:33 م
«رمضان» يرفض انكسار المصريين: الهزيمة والنصر في يوم واحد
نصر اكتوبر
كتب- حسن شرف

وكأن الأيام تأبى أن يشعر الشعب المصري بمرارة الهزيمة، وطعم الانكسار، مفارقة من مفارقات الزمن، وهي أن يلتقي يوم العاشر من رمضان، وهو اليوم الذي يحتفل فيه المصريون، بعيد النصر الأعظم في التاريخ الحديث، الذي حققته العسكرية المصرية« أكتوبر 1973»، في الثانية ظهرا، قبل 44 عاما، بيوم الـ6 من يونيو، وهو اليوم الذي تعرض في الجيش المصري، لهزيمة يونيو عام 1967.
 
اندلعت حرب الأيام الستة، في 5 يونيو 1967 بين إسرائيل من جهة وكل من مصر، الأردن، وسوريا من جهة أخرى، بتعاون مع قوات عراقية التي كانت مرابطة في الأردن، وكانت الحرب ذروة للأزمة التي بدأت في 15 مايو 1967.
 
اعتبرت إسرائيل أن الأحداث التي تلت حملة سيناء عام 1956 تشكل تهديدًا لأمنها سواء جهود الزعيم الراحل، جمال عبد الناصر ونشاط سوريا ضد المستعمرات الإسرائيلية على الجبهة السورية وأمام الجبهة الأردنية وقرار مؤتمر القمة العربية 1964 في القاهرة بتحويل مياه نهر الأردن في كل من سوريا ولبنان وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965.
 
606025_0
 
 
وعلى ذلك بدأ تخطيط إسرائيل لشن الحرب على العرب مع مطلع عام 1967، في ظل تواطؤ خفي ظاهره عدوان ضد سوريا حيث أبلغ وفد سوفياتي مصر أن إسرائيل حشدت 11 لواء على الحدود السورية، وإعلان مصر تدخلها لمساندة سوريا وما تلاها من أحداث ، ويمكن القول إن الأحداث تصاعدت بوتيرة متسارعة في الجانبين منذ منتصف مايو 1967 مع ما رافق ذلك من قرارات وأحداث مهمة ذات صلة بالحرب التي أصبحت واقعا صباح الخامس من يونيو.
 
من 1967 إلى عام 1973، 6 سنوات، هي عمر الهزيمة التي أبى فيها الشعب المصري وجيشه، الاستسلام، فكانت حرب الاستنزاف التي لم تقل في أهميتها عن حرب النصر عام 1973.
 
حتى جاءت ساعة الصفر، في العاشر من رمضان، وعبرت 220 طائرة مصرية الساعة 2.05 ظهرا يوم السادس من اكتوبر، قناة السويس على ارتفاع منخفض لضرب الأهداف الإسرائيلية بسيناء، وحققت الضربة هدفها بنجاح وخسرت مصر 11 طائرة فقط، منها طائرة بقيادة عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات.
 
1
 
 
في نفس الوقت قام أكثر من 2000 مدفع من مختلف الأعيرة على طول الجبهة بقصف مواقع الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشرقية لقناة السويس ـ سيناء ـ واستمر القصف 53 دقيقة، كما قامت قوات الجيش الثاني المصرى بقيادة اللواء سعد الدين مأمون وقوات الجيش الثالث بقيادة اللواء عبد المنعم واصل بعبور القناة على دفعات متتالية على أنواع مختلفة من الزوارق المطاطية والخشبية.
 
ونجح سلاح المهندسين المصري بعمل أول كوبري ثقيل في حوالي الساعة الثامنة مساء، وبعد 8 ساعات أي حوالي الساعة 10.30 قاموا بعمل 60 ممر بالساتر الترابي على طول الجبهة وإنشاء 8 كبارى ثقيلة، و4 كباري خفيفة، وتشغيل 30 معدية.
 
 
2
 
وخلال ثلاثة أيام فقط، هي 10، 11، و12 رمضان 1393 هجرية، استطاع الجيش المصري، تحطيم أسطورة «الجيش الذي لا يُقهر»، وسقط خط بارليف، وتم  تحرير مدينة القنطرة شرق بعد معارك دامية بين الجيش المصري والإسرائيلي على طول الجبهة شرق القناة.
 
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، في دخول الحرب يوم 8 أكتوبر مع إسرائيل ضد مصر وسوريا، ووصل مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية، إلى إسرائيل ومعه تقارير وصور لمواقع القوات المصرية بالقمر الصناعي، إلا أنه فشل الهجوم الإسرائيلي المضاد يوم 8 أكتوبر وأسر العقيد عساف ياجوري أشهر أسير إسرائيلي.
 
3
 
وفشلت القوات الجوية الإسرائيلية في تدمير شبكة الدفاع الجوي المصرية، التي استخدمت صواريخ سام بأنواعها المختلفة بكفائة، وسقوط عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية، وصل إلى 50 طائرة خلال الثلاث أيام الأولى.
 
وبعد أيام صرخت جولدا مائير:«أنقذوا إسرائيل»، حتى وعدت أمريكا بتعويض خسائرها يوم 9 أكتوبر، والتي بلغت أكثر من 400 دبابة و50 طائرة.
 
وبنهاية يوم 9 أكتوبر وصل الجيشين المصري الثاني والثالث على عمق 15 كيلومتر داخل سيناء.
 

 

اقرأ أيضا:

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق