الحقائق تتكشف.. «قطر» دعمت «داعش» لتبرر الوجود الإيراني في المنطقة
الإثنين، 05 يونيو 2017 03:00 م
داعش - ارشيفيه
هشام السروجي
التحركات العربية ضد الممارسات القطرية، وسط اتهامات قطعية لدعمها المنظمات الإرهابية مثل داعش، والقاعدة، وجماعة الإخوان، أصطدم بواقع أكثر غرابه، حينما خرجت إيران معلنه عن دعمها الكامل لإمارة قطر، ومساندتها فى إزمتها السياسية والاستراتيجية، بل ومدها بالسلع الغذائية عبر الموانئ الايرانية، في واقع يكشف قوة العلاقة وعمقها بين البلدين.
الحيرة سيدة الموقف بين المواطنين العرب، إيران تساند قطر في الوقت الذي تدعم فيه قطر اعداء ايران داعش، والقاعدة في سوريا، والعراق واليمن، فكيف جمعت الإمارة الصغيرة بين هذين المتناقضين في وقتٍ واحد، بل إنها شاركت في التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، هذا التحالف الذي يقاتل جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
لم تكن لتستطيع إيران من التواجد التوسعي في سوريا، واليمن، والعراق، دون وجود المبرر الاستراتيجي الذي يمكنها من التحايل على المجتمع الدولي، وما هو أعظم من مبرر محاربة الإرهاب نيابة عن العالم، والتصدي لهذه التنظيمات الإرهابية، التي زرعت الرعب في قلوب المليارات من البشر حول العالم.
مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى، قالت فى تصريحات لـ«صوت الأمة»: دائمًا ما كان تحرك التنظيمات المسلحة في سوريا، والعراق، يصب ضمن الاهداف الإيرانية، ويمكنها من السيطرة الفعلية على مساحات جغرافية جديدة، فكل الأماكن المحررة في سوريا، والعراق، أصبحت مرتع للميلشيات الإيرانية، سواء الحرس الثوري الإيراني أو الألوية والتفسير الأقرب للواقع، أن قطر كانت توجه التنظيمات الإرهابية حسب ترتيبات معده مسبقًا مع القيادة الايرانية في المنطقة العربية، متمثله فى قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، حيث تدير التنظيمات معاركها على الأراضي التي تستهدف ايران السيطرة عليها، ومن ثم تنسحب او تنهزم فتصبح في يد الميليشيات الإيرانية.
وأضافت المصادر: أن قطر كانت تعمل وفق أجندتها الخاصة، التي استخدمت هذه الميليشات في تحقيق أهداف ومصالح دولية، كان في مقدمتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وتتوازن في خدمة الهدف الإيراني في نفس الوقت، وفي العامين الأخيرين من ولاية رئيس الولايات المتحدة، أصبحت طهران محور الإهتمام القطري وتحقيق أهداف النظام الإيراني هو ما يشغل بال القصر الملكي القطري.
ويوضح المصدر أن النظام السوري أدرك تلك الحقيقة في وقت مبكر من الأزمة السورية، لكن الأوضاع المعقدة داخل سوريا أجبرته على التعاطي مع تلك الحقائق، بمنطق قدر أخف من قدر، لكن المعارك التي خاضها الحرس الثوري وحزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية، كانت تقاتل ضمن أهداف سياسية ايرانية، الأمر الذي افتضح لدى الأجهزة المعلوماتية الدولية، فترة التفاوض الايراني الامريكي لتوقيع الاتفاقية النووية بين البلدين، فحين كاتن تتعثر المفاوضات، كانت تتقدم التنظيمات المسلحة مقابل تراجع ايراني، وعندما تحقق طهران مكسبًا في المفاوضات كانت تتقدم الميليشيات الشيعية أمام التنظيمات الإرهابية المتشددة في سوريا والعراق.
وأكمل المصدر، تكشفت تلك الحقائق امام مصر منذ البداية، ورغم الموقف المصري الرافض للتدخل الخارجي في الشأن السوري، لم تتوافق الرؤى المصرية الايرانية مطلقًا في الاستراتيجية العسكرية في المنطقة، حيث ترى مصر أن الوجود الايراني فى سوريا، هو أحد أوجه التدخل الخارجي في الشأن السوري، ولا يمكن الكيل بمكيالين فيما يخص الأمن القومي العربي والإقليمي.