بدموع متحجرة وقلوب دامية..

شهودالعيان وأقارب ضحايا إرهاب المنيا يحكون تفاصيل مشاهد الرعب والموت غدرا

الثلاثاء، 06 يونيو 2017 11:00 ص
شهودالعيان وأقارب ضحايا إرهاب المنيا يحكون تفاصيل مشاهد الرعب والموت غدرا
جنازة شهداء حادث المنيا الإرهابى
كتبت ماريان ناجى

احدى الناجيات: ابنى «بيشوى» رفض نطق الشهادة فأطلقواعليه وابلا من الرصاص

الأب برنابا فوزى: رحلات الدير مستمرة ومن نفس الطريق ولن يرهبونا

 

ما زالت أشباح الموت تسكن الشوارع والبيوت والجدران، ما زالت مشاهد جثث الأشقاء والأمهات والآباء لا تفارق أعين أهالى ضحايا حادث المنيا الإرهابى الذى راح ضحيته 29 شهيدا واصيب 25 آخرون، أهالى الضحايا يروون لـ«صوت الأمة» التفاصيل المفجعة لما عايشوه وما زالوا يعيشونه .
 
بدموع متحجرة قالت والدة الشهيد بيشوى صادق عن الحادث: «لا أدرى إلى الآن لماذا حدث هذا ؟ خرج علينا ملثمون ونحن فى الطريق إلى دير الأنبا صموئيل المعترف، هيئتهم توحى بأنهم مجموعة من الإرهابيين، أمطرونا بالطلقات العشوائية، وكانت ابنتى تقول « أبانا الذى فى السموات بصوت عالٍ» خوفا منهم، فوجهوا السلاح لضربها ولكن بيشوى ابنى تدخل وقال لهم حرام عليكم دى طفلة صغيرة سيبوها كفاية أنا، فقالوا له «قول الشهادة وهنسيبها» رفض بيشوى قول الشهادة فقاموا بضربه بعدة طلقات فى رقبته وصدره، ورمى بيشوى جسده على جسدى وعلى جسد أخته حتى يأخذ الطلقات النارية بدلا مننا وبالفعل دفع بيشوى حياته ثمنا لى أنا وأخته وزوجة عمه أيضا، ولم أصدق أن بيشوى استشهد الا عندما أحتضنته وظهرت دمائه على ملابسى فى الإسعاف ولم أخلعها حتى تشبع ملابسى بدمائه لأننى كنت أريد أن أحتضن دماءه وكأنه موجود معى ولم يفارق الحياة. هانى جمال أحد أصدقاء الشهيد بيشوى قال : «تلقيت الخبر وكنت وقتها بالكنيسة وكنت أتمنى وأنا فى الطريق لموقع الحادث أن يكون الخبر كاذبا، وعندما وصلت كانت الجثث على الأرض والمشهد لا يوصف، ولم يكن هناك إلا شخص بجلباب أبيض يحاول مساعدة الشهداء وأحد رهبان الدير يصور الحادث.
 
أضاف هانى : «وقعت عينى على الشهيد «سامح محسن» وهو أول من نزل من الأتوبيس وأول من ضربوه بالنار، وكان بيشوى «فيه الروح عندما وصلت له»، ولولا تأخر الإسعاف كان بيشوى من الممكن أن يعيش فهو صديق طفولتى وكان يعمل «ترزيا» واتصل بى تليفونيا قبل الرحلة بيوم وقال لى أريد أن العب معك كرة القدم  «هات كل أصحابنا وتعالى»، وبالفعل ذهبنا إلى أحد الملاعب ولعبنا كرة القدم وبعدها قال لى إنه ينوى الذهاب إلى الدير بعد ساعات قليلة فى رحلة عائلية، رفضت وقولت له « بلاش يا بيشوى»، ولكنه رفض ولم ينشر موعد الرحلة على الإنترنت أو الفيسبوك كما أشيع».
 
صموائيل شقيق الشهيد هانى عادل قال : اتصلت بى أختى وقالت لى كلمتين فقط «الحق كلنا اتضربنا بالنار» وهذه المنطقة ليست بها شبكة جيدة للاتصال، وكنت فى هذا الوقت فى الكنيسة فخرجت مسرعا ومناديا بأسماء أخى وأقاربى فى الشارع بصوت مرتفع، وسارع أهالى القرية بالتجمع وأخذنا أكثر من سيارة وذهبنا لموقع الحادث، ورأيت أخى وأقاربى وهم غارقون فى دمائهم، ولم أستطيع أن انطق بكلمة من الصدمة.
 
« كيرلس» صديق آخر للشهيد هانى عادل قال : كان هانى صاحب ابتسامه جميلة، وكان متسامحا بشكل غريب، ولكن ما هو ذنب الأطفال أن يروا أمهاتهم وآباءهم وهم يضربون بالنار أمام أعينهم ؟.
 
 «إلياس» عم الشهيد ناصف ممدوح قال : «ناصف من قرية دير الجرنوس مركز مغاغة بالمنيا، والسيارة كان بها عمال بناء والسائق «عايد حبيب تواضروس» كان يصطحب ابنيه وبعد أن قتل الإرهابيون السائق أمام أعين «ماركو ومينا» أبنائه،  أراد أحدهم أن يقتل أولاده فقال له زميله «اتركهم» وبالفعل جرى ماركو إلى مدق رملى وأخذ محمول والده وقام بالاتصال بعمه ويدعى «وحيد حبيب تواضروس» وقال له «أبويا مات وكل اللى هنا ماتوا» ثم فصلت شبكة التليفون.
 
شهداء  مغاغة بقرية دير الجرنوس 7، بحثنا عن ماء فى مستشفى مطاى العام « لتغسيل الجثث» ولم نجد وقمنا بتوصيل «الخراطيم» من البيوت المجاورة للمستشفى حتى نستطيع تغسيل الجثث.
 
أضاف «الياس» : البعض يقول إن تغيير اسباب الوفاة فى الشهادات كان الهدف منه سقوط حق الشهداء فى التعويضات والبعض يقول إن تزوير الشهادات جاء كرد فعل لما فعله شباب القرية من الاعتراضات والهتافات عندما رأوا أقاربهم وأصحابهم جثثا هامدة.
 
القس داوود غطاس أيوب راعى كنيسة مارجرجس بنزلة حنا بالفشن ببنى سويف قال : كل من استشهدوا أولادى وخدام فى كنيسة مارجرجس، وكل من فى قريتنا لديهم شجاعة للاستشهاد بعد هذا الحادث والكنيسة ستنظم رحلات فى غضون الأيام القليلة المقبلة إلى نفس دير «الأنبا صموئيل» ومن نفس الطريق الذى وقع فيه الحادث الأخير، غالبية الشهداء كانوا صايمين بدون مأكل أو مشرب حتى يأكلوا بعد حضور القداس فى دير الأنيا صموئيل ولكنهم لم يصلوا بل وصلوا إلى الله وليس الدير .
 
 الأب برنابا فوزى حليم راعى كنيسة مارجرجس بنزلة حنا قال : لا أصدق هذا الحادث إلى الآن، وأعرف كل من استشهدوا بشكل شخصى، وهذا الحادث دفعنا إلى الإصرار على أن تقدم كنيستنا شهداء أكثر وأكثر، ونعمل على ترتيب رحلات أخرى لأديرة كثيرة وخاصة دير الأنبا صموئيل ولا نخاف الموت مهما أرهبنا الإرهاب بجرائمهم اللاانسانية ضد أقباط مصر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة