رمضان في حضرة الحسين.. يا موحد الأنام (فيديو وصور)
الثلاثاء، 06 يونيو 2017 11:48 ص
مسجد الحسين - أرشيفية
كتابة وتصوير - سارة نور الدين
«اللي عايز سوبيا وتمر الفطار.. خروب.. مانجو.. أفوكادو.. اروي عطشك يا صايم»، إمتلأت طرقات منطقة الحسين وشوارعها الضيقة التي يتزاحم بها الصائمون كل عام، بالباعة الذين يعتبرون شهر رمضان موسمًا للحصول على الرزق والحسنات، من خلال مساعدة الصائمين في توفير احتياجاتهم للإفطار.
شاب صاحب بنية هزيل، يغطي العطش وجهه نتيجة ارتفاع درجات الحرار، وعدم القدرة على تناول قطرات الماء -شهر رمضان بقى- تتخبط خطواته، ويغطي التعب والإجهاد وجهه، إلا أن هذا لا يمنعه عن سعيه لبيع العصائر الرمضانية المحبوبة لدى المصريين خاصة في ساعات الإفطار.
«عصير رمضان يا بهوات.. الأذان على وشك النداء.. ساقع ومثلج ويروي عطش الصايمين».. كانت تلك هي كلمات محمد عادل، للنداء على الصائمين حتى يتوافدون عليه لشراء العصائر الرمضانية، لافتًا إلى أن شهر رمضان له طقوسه وعادته الخاص، وتشتهر منطقة الحسين باحتضان الباحثين عن الروحانية الرمضانية.
على الجانب المقابل لندائات «محمد»، بائع العصير، بدأ الجميع يسمع صوت متعاليًا، قد لا يكون له معنى، ولكن بعد لحظات، أدرك المتواجدين أن الصوت صار من مسجد الحسين.. «ده صوت ميك المسجد.. حد بيشغل الميك.. قرآن قبل الفطار»، كلمات خرجت من ألسنة المتواجدين في محراب الروحانية بقاهرة المعز -منطة الحسين- قبل أن تتسارع خطوات المرة، وكأن ماراثون أطلق سافرت بدئه المسجد، دفع الجميع للتدافع والبحث عن المحال التي توفر الإفطار.
كانت قد مرت ساعات طويلة لم يتمكن شخصان متجاوران من سماع أنفسهم، إلا من خلال النداء بأصوات متعالية -كأنك بتنده حد ساكن في الخامس وأنت في الدور الأول- ذلك نظرًا لتوافد العديد على الحسين والانتشار في شوارعه وطرقات الضيقة، التي تجذب الألاف يوميًا خاصة في شهر رمضان الكريم. ولكن ما أن بدأ مسجد الإمام الحسين في بث آيات القرآن الكريم، حتى أصبح المكان أشبه بصحراء لا يوجد بها بشرًا «أنها لحظة انتظار الإفطار يا قوم».
ومع انتشار هذا الهدوء، إلا أن الأجواء الرمضانية لم تتوقف في منطقة الروحانيات الرمضانية -الحسين- حيث بدأت المحال التي تعرض «الفوانيس الرمضانية، والياميش، والمكسرات، والعصائر، وأدوات الطقوس الرمضانية»، في فتح أبوابها، حتى تحافظ على جمهورها من الراغبي في عيش الأجواء الروحانية التي يشهدها الشهر الكريم بصفة عامة، ومنطقة الحسين بصفة خاصة.





