فوضى الفتاوى والإسلاموفوبيا.. نائب رئيس مجلس علماء إندونسيا يتحدث لـ«صوت الأمة»

الثلاثاء، 06 يونيو 2017 02:15 م
فوضى الفتاوى والإسلاموفوبيا.. نائب رئيس مجلس علماء إندونسيا يتحدث لـ«صوت الأمة»
الدكتور ينهار إلياس، نائب رئيس مجلس علماء إندونسيا
هناء قنديل

أكد الدكتور ينهار إلياس، نائب رئيس مجلس علماء إندونسيا، التي تعد أكبر دول العالم الإسلامي، من حيث عدد السكان، أن الأزهر الشريف هو المسؤول عالميا، عن مواجهة التطرف، والطائفية؛ باعتباره المؤسسة الإسلامية التعليمية الأهم، والأبرز في العالم.

وأوضح إلياس، الحاصل على بكالوريوس في علوم الفلسفة الإسلامية، وواحد من أهم علماء الإسلام في بلاده، في حوار مع "صوت الأمة"، أن ظاهرة الإسلاموفوبيا، شهدت انتشارا كبيرا خلال الفترة، الماضية؛ بفعل الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم داعش ضد الآمنين في أوروبا، مشددا على أن هذه الهجمات تعد سلاحا قويا في يد أعداء الإسلام تساعد على هدم وجوده خارج البلاد العربية، وإلى الحوار.

18685520_1815221438794647_481532203_n (1)

يبدو من المناسب أن تكون البداية عن الشأن الداخلي في بلادكم فنود أن نتعرف على طبيعة عمل مجلس علماء إندونسيا؟

مجلس علماء إندونيسيا له دور رئيس، في التوعية الإسلامية للشعب، فمنذ تأسيسه عام 1975، وهو متواجد في كل أقاليم ‘ندونسيا، وله تمثيل يضم عددا كبيرا من المنظمات، والجمعيات؛ بهدف حماية الأمة الإسلامية، من العقائد الفاسدة، والأفكار الهدامة، فنحن نعاني من ظهوربعض الأشخاص من ذوي العقيدة الفاسدة، ويمتلك المجلس برامج لمواجهة هذا التطرف، والغلو اجتماعيا ودينيا.

ما ابرز التحديات الدينية التي تواجه إندونسيا؟

نحن رابع دولة في العالم من حيث عدد السكان، الأغلبيتا مسلمين، إلا أننا نواجه حملات دعائية من أعداء الإسلام، الذين يريدون تشويه صورة ديننا السمح الوسطي، في الوقت الذي لا يوجد فيه إعلام إسلامي غير طائفي، يقدر على مواجهة الاتهامات، والافتراءات على الإسلام.

ما المعوقات التي تواجه المسلمين في إندونسيا؟

88 % من الإندونيسيين مسلمين؛ لذا فمشكلتنا ليست مشكلة أقليات، لكنها تكمن في ظهور بعض الفرق  الأحمدية، المحلية، التي تمتلك آلاف الأتباع بين الطلاب، ومنهم من يدعي النبوة، كما أن  بعض المنتمين، لديانات أخرى مثل: المسيحيين، والهندوس، يعكرون صفونا بإصرارهم على عدم تنفيذ أي عمل في يوم عيدهم، فيتسببون فى تعطيل الحياة، رغبة منهم في إخضاعنا لسيطرتهم، ونحن رغم كثرة المناسبات، والأعياد الدينية، لا نعاملهم بالمثل.

كيف ترى تأثير الإرهاب وداعش والـ"إسلاموفوبيا" على المسلمين بالمجتمعات التي تضم  أقليات؟

في ظل موجات الإرهاب المتلاحقة، التي تجتاح العالم وانتشار داعش، وجدت بعض الدول ضالتها في إقامة مؤتمرات، وندوات لمناقشة الظاهرة الإرهابية، مما نتج عنه الـ"إسلاموفوبيا" بعد ربط الإرهاب والعنف والوحشية بالدين الإسلامي، أما في  رأيى فداعش يهدم الإسلام، وكان سببا في تحول البعض عنه، واعتناقهم مذاهب أخرى، واستغله خصوم الإسلام والمتربصون، ضد الإسلام، كما إعلام الأعداء متميز في صناعة الافتراءات، والكذب، وتزييف الحقائق، وموجه من قبل المسلمين العلمانيين، وهؤلاء لا يقلون خطرا على الإسلام من غيرهم.

وماذا ينقص المسلمين في إندونيسيا أو غيرها ليؤدوا أدوارهم؟

تركيز الاستثمار في أيادي الأجانب، وبالتالى فرص العمل، عرض المسلمين للتمييز، والتآمر رغم  الحصول على الكثير من الاتفاقات التي تسمح بمنح المسلمين حقوقهم، لكن القطاع الاقتصادي للأمة الإسلامية، أدخل غير مسلمين؛ فتآمروا على المسلمين وميزوا بينهم، وبين غيرهم في العمل، والتوظيف؛ حتى لا يحظى المسلم بعمل مصرفي، أو كموظف في أي من المشاريع الاستثمارية، وهو على عكس ما كان متوقعا.

كيف تنظر إلى مخاطر ما يوصف بأنه فوضى الفتاوى في العالم الإسلامي؟

 بالفعل يشهد العالم الإسلامي، فوضى خطرة من الفتاوى، التي أصبحت آفة العصر، سبب لانتشار الأفكار، والآراء المتطرفة، والتكفيرية، مطالبا بإيجاد آليات تمنع انتشار هذا النوع من الفتاوى، والاقتصار بها على الجهات الرسمية فقط.

كيف يمكن تقييم دور الأزهر في نشر الإسلام؟
الأزهر الشريف مؤسسة عالمية موثوقة، لها الآلاف من المريدين، والمحبين الذين تربوا على أيدي علمائها، وهو ما نراه واضحا جليا في إندونسيا، إذ يكن الإندونيسيون للأزهر، ولمصر محبة خاصة، وخالصة، كما أنه خرج للدنيا أجيالا متشبعة بالفهم الوسطي الصحيح للإسلام، وله دور كبير حماية الشباب المسلم من الانضمام للتنظيمات الإرهابية، عبر ترسيخه لمبادئ التربية الصحيحة، والتوعية بمساوئ هذه الأفكار الضالة، وإنارة العقول بمعارف الإسلام، وسبل تطبيقها، حتى يمكن مواجهة ظاهرة التكفير والتعصب، والطائفية

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق