التدخل الأمريكي بالأزمة القطرية.. الجميع في خندق الإرهاب!

الأربعاء، 07 يونيو 2017 11:05 م
التدخل الأمريكي بالأزمة القطرية.. الجميع في خندق الإرهاب!
هشام السروجي

دخول ترمب على خط أزمة القطيعة بين قطر وعدد من الدول العربية والإسلامية، ودعوته تميم بن حمد إلى زيارة البيت الأبيض، في محاولة ظاهرها السعي للمصالحة بين أطراف الأزمة وباطنها، يحمل عددا من السيناريوهات التي تفرضها معطيات العلاقة بين واشنطن والدوحة.
 
العلاقة الاستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية أعمق من أن تقف بسببها واشنطن حائرة بين تأييد المقاطعة أو رفضها، فالحفاظ على المصالح الأمريكية وتنفيذ استراتيجية واشنطن في المنطقة، ووجود قاعدة انطلاق عملياتية واستخباراتية تحمل الولاء كل الولاء للبيت الأبيض، أدوار تقوم بها قطر وتأتي في مقدمة المصالح الأمريكية.
 
الدوحة نجحت في دور اللعوب بمهارة، ما مكنها من الإمساك بكل أطراف الخيوط المتقاطعة والمتناقضة، فهي الدولة العضو في منظمة التعاون الخليجي، وفي الوقت نفسه العلاقات القوية مع العدو الأول للخليج «طهران»، هي الدولة التي تحارب ضمن صفوف التحالف العربي في اليمن، وتدعم الحوثيين في الخفاء، تدعم التنظيمات المتطرفة في سوريا لإسقاط بشار وتربطها علاقات وثيقة بإيران، وغيرها من المتناقضات التي تمارسها عن طيب خاطر لتحقيق الأهداف الأمريكية في المنطقة.
 
تعليقات وتصريحات ترمب خلال الوهلة الأولى من أزمة قطر، كشفت أن كفة قطر تتساوى مع دول المقاطعة مجتمعة، ليس للوزن القطري في الإقليم بقدر الانبطاح والدور القذر الذي تمارسه في تحقيق أهداف السياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط.
 
أن يعرض ترمب على تميم زيارة البيت الأبيض، في ظل أزمة غضب عربي وإسلامي متصاعد !، يعلم جيدًا ساكن البيت الأبيض أنها مغامرة سياسية، لكنه يدرك تماما المكاسب التي يحققها من وراء قطر.
 
التسريبات التي خرجت للقادة القطريين على وسائل الإعلام العربية اليومين الماضيين، قد تكون صادمة لغالبية الشعوب العربية وخاصة الخليجيين، حيث تؤكد حجم المؤامرة التي تديرها الدوحة ضد العواصم الخليجية، وكذلك قوة العلاقة بينها وبين المنظمات الإرهابية، وضعها هذا في موقف لا تحسد عليه، وثبت بالقرائن الممارسات القطرية الحمقاء.
 
حسنا.. الأكيد إذا أن الإدارة الأمريكية لا ترغب في إنهاء الأزمة، أو الاكتفاء بالقطيعة وتعزيز الشقاق، ترمب قرر القضاء على كل التنظيمات المتأسلمة والقوى الإقليمية الداعمة لها، ما يشير إلى احتمالية أن تتبع زيارة قطرية للبيت الأبيض خروج معلومات مضادة عن دول أخرى ترعى التنظيمات في المنطقة العربية، هذه المعلومات قد تغيَّر قواعد اللعبة وتضع الأطراف الأخرى في دائرة الاتهام، ما يمكنه من وضع قواعد لعبة جديدة تتطابق مع أهدافه في المنطقة، دون اللجوء إلى تقديم تنازلات أو عقد تحالفات جديدة تقوم على مبدأ المنفعه المتبادلة.
 
الخلاصة في اللعبة الشهيرة (فرق تسد).. ضرب أطراف الأزمة ببعضهم لتحقيق أكبر عائدا يصب في كفة ترمب، الذي يعاني من هشاشة الشعبية، هو الأمل التي تعول عليه إدارته، للإعلان عن تطهير المنطقة من القوى الراعية للإرهاب، ولن يستطيع تحقيق ذلك دون خسائر، إلا في حالة سيولة المعلومات والمعلومات المضادة، التي تضع الجميع في خندق دعم الإرهاب.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق