حكايات عن استدعاء السيارات

السبت، 10 يونيو 2017 12:00 م
حكايات عن استدعاء السيارات
سيارة
شريف على

لا شك في أن إستدعاء السيارات لإصلاح ما يظهر فيها من عيوب أمر لا يستثني أحدا بغض النظر عن الإسم أو الجودة فتلك العيوب من الأمور الواردة التي لا تستحي الشركات العالمية من الإعلان عن إكتشافها وإصلاحها تحاشيا لحدوث ما لا يحمد عقباه. والواقع أن الشركات جميعها لا تسلم من هذا الشر الذي لا مفر منه حتى أن بنتلي المعرفة بسياراتها الفاخرة ذات المستويات العالية من الجودة ودقة الصناعة قامت بذلك أكثر من مرة إحداها لإصلاح عيب بنظام تدفئة المقاعد بعد أن تبين للشركة إحتمال "شواء" هذا المقعد للركاب و في مرة أخرى لظهور عيب في العجلات صارت معه إحتمالات إنفصالها عن السيارة على الطريق واردة. أما فيراري فأستدعت موديل  360 سبايدر ذات مرة لعيوب في الأبواب تؤدى لفتحها دون أن يقوم السائق بذلك. أما أودي فما لا يعرفه أحدا أنه منذ سنوات إستدعت الشركة الكثير من سياراتها لإصلاح عيب قد يؤدي لإحتراق السيارة لو تعرضت لتصادم أمامي.

في كندا والسويد يلقى الكثير من الناس حتفهم نتيجة تصادم السيارات بحيوانات برية عند عبورها المفاجئ للطرق ولهذا تعد قدرة السيارة على تفادي تلك الحيوانات البرية الشاردة من الأمور المهمة خاصة وأن الوزن الكبير والأرجل الطويلة يتسبب بشكل شبه مؤكد في مقتل السائق والراكب الأمامي. بينت تلك الحوادث أن مرسيدس-بنز الفئة A لم تكن قادرة على التعامل مع تلك المواقف الطارئة بشكل مناسب و في البداية أنكرت الشركة وجود المشكلة ثم قامت بالتصرف السليم في تلك المواقف حيث أوقفت بيع الموديل في السويد لفترة وأستدعت 2700 سيارة كانت قد باعتها هناك لتزودها هي والنسخ الجديدة ببرنامج للتحكم في الثبات مع بعض التعديلات على نظام التعليق وبالطبع شعر الجميع بالسعادة و على رأسهم الحيوانات البرية.

أما فورد بينتو فقد كانت محور دعاوى قضائية بالولايات المتحدة في أوائل الثمانينات ظلت مثار جدال واسع في أوساط صناعة السيارات و الرأي العام الأمريكي لفترة طويلة. قدمت تلك السيارة في عام 1971 بنسختين الأولى مدمجة بثلاثة أبواب و الثانية سيدان ببابين. و منذ أيامها الأولى كانت بينتو مصيدة للموت بسبب تصميم مؤخرتها ولإفتقارها لوجود مصد خلفي ولهذا فإن تعرض السيارة لتصادم خلفي كان كفيلا بتمزيق أجزائها الميكانيكية لخزان الوقود و هو ما قد يؤدي في النهاية إلى نتائج مأساوية.

الغريب أن فورد أدركت وجود هذا العيب القاتل منذ البداية ولكنها وجدت أن دفع تعويضات لمالكي السيارات ممن رفعوا دعاوى قضائية كان أرخص من إصلاح العيب نفسه. ولكن مع زيادة أعداد الحوادث إضطرت الشركة لإستدعاء الموديل و إصلاح العيب الذي لقى 27  شخصا مصرعهم بسببه.

بالنظر إلى مبيعات الموديل التي زادت عن مليوني سيارة لم يكن رقم الضحايا كبيرا بمقاييس تلك الفترة. المفارقة الحقيقية في الأمرهو أن مهندسي فورد خططوا لتجهيز الموديل بوسادتين هوائيتين أماميتين وبحماية مطاطية لخزان الوقود و هو ما كان سيجعل من الموديل أكثر السيارات أمانا على الطريق بدلا من اللقب الذي أطلقه الناس عليها "كآلة شواء تسع لأربعة أفراد".

تعرضت شيفروليه ماليو لمشكلة مماثلة نجمت عنها دعاوى قضائية وصدر حكما من محكمة أمريكية بعد أدلة مقنعة تفيد بأن الشركة وضعت خزان الوقود خلف المحور كي تخفض تكاليف الإنتاج و تزيد أرباحها دون النظر إلى سلامة الركاب. في الواقع كانت ماليبو – مثل موديل بينتو – عرضة لإنفجار خزان الوقود في حالة حدوث تصادم خلفي . و في عام 2000 قدرت مذكرة داخلية أن الخسائر الناجمة الوفيات بسبب هذا العيب كلفت جنرال موتورز حوالي 240 دولارا لكل سيارة أنتجتها من الموديل على أساس أن التعويض عن كل ضحية أمريكية بلغ 200 ألف دولار.

ورغم المطالبات العديدة بإستدعاء السيارات المعيبة إلا أن جنرال موتورز قاومت تلك المطالب و أتفقت على تمويل اللأبحاث المعنية بالسلامة مقابل عدم إرغامها على إستدعاء المودل و إصلاح ما به من عيوب.

الطريف أن المذكرات الداخلية لجنرال موتورز تبين أن مهندسي الشركة قاموا بتعديلات في التصميم لتوفير المزيد من الحماية لخزان الوقود في حالة وقوع تصادم و لكن وجدت الشركة أن هذا التعديل سيكلفها حوالي تسعة دولارات لكل سيارة و لهذا لم تقم بإدخاله على الموديلات المعيبة.

مشلكة مختلفة تعرض لها موديل أودي TT الشهير بعد أم كثرت حوادثه في فترة ما بألمانيا و زادت أعداد ضحايا تلك الحوادث نتيجة سوء الأداء عند إجتياز المنعطفات على سرعات عالية. و لكن كان تعامل أودي مع الموقف جيدا حيث قامت بإستدعاء طوعي للموديللإدخال بعض التعديلات عليه و منها تجهيزه بسبويلر خلفي لتوفير المزيد من الثبات للموديل على السرعات العالية علاوة على زيادة سمك القضبان المضادة للدوران في الأمام وخفض سمكها في الخلف وتم تطبيق تلك التعديلات فيما أنتج من هذا الموديل فيما بعد.

Auto Recalls (1)
 
 
Auto Recalls (2)
 
 
Auto Recalls (3)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق