جنت على نفسها ..."قطارش"

السبت، 10 يونيو 2017 12:44 م
جنت على نفسها ..."قطارش"
عادل السنهوري يكتب:

لم تدرك قطر بأن آخرة اللعب بالنار حريق يلتهم من يعبث به وهو غير قادر على إطفاءه. لم تدرك أيضا بأن هناك فارق كبير بين أحلام الفيلة الضخمة و وواقع امكانات النمل الضئيلة. فلا وجه للمقارنة أو المقاربة. وعندما تحاول النملة أن تلهو  مع الفيل فلن يشعر بها وسوف يصبر عليها حتى تتجاوز حجمها الصغير الى مناطق مؤذية عنده وبالتالى سوف يضطر فى النهاية الى " فعصها" ودهسها وهو فى طريقه يمضى.. ووقتها لا تلوم النملة القتيلة سوى نفسها.. فقد جنت على نفسها النهاية المحتومة.
 
فى المقولة الشهيرة  " "على أهلها جنت براقش" وهي من المقولات الشهيرة في جلب الشؤم، لا فرق بين " براقش كلبة العرب التى جلبت الخراب والموت والهزيمة والدمار لقومها، وبين قطر امارة ارهاب العرب.
 
رواة المقولة الشهيرة يذكرون أن قوم من العرب فى القديم كانت لديهم كلبة اسمها براقش وعندما هاجمهم الأعداء اختبأوا ولم يعثر عليهم الأعداء فقرروا الخروج من القرية وفرح أهل القرية بعد أن تأكدوا أن العدو لن يتمكن منهم.
 
الكلبة براقش عندما رأت أن الأعداء بدأوا بالخروج بدأت بالنباح، حاول صاحبها أن يسكتها ولكن دون جدوى، فكانت براقش هي من دل الأعداء على القوم، عندما سمعوا نباحها علموا أن أهلها هناك، فجاؤوهم واستباحوهم وقتلوها، فتحولت براقش الى مثل. وجنت على نفسها وأهلها.
 
واذا كانت " براقش" نبحت ودلت الأعداء على مكان اختباء قومها، فقطر قررت أن تتحول الى أكبر مكان يتجمع فيه الإرهابيون والى أكبر نقطة تمركز إقليمية داعمة وممولة للإرهاب وإثارة الفتن ونشر الخراب في جيرانها وإخوانها العرب من خلال الدعم الموسع للجماعات والتنظيمات والمليشيات المسلحة التى حرقت ودمرت وقتلت وفجرت وروعت الآمنين وخلفت مئات الشهداء.
 
أزمة قطر أنها حاولت أن تلعب دورا سياسيا واقليميا أكبر من حجمها وقدراتها كدولة ليس لديها مقومات الدولة الحقيقية وظنت أن الأموال يمكن أن تصنع لها ثقلا سياسيا وتاريخيا على حساب دول كبرى فى المنطقة. وعندما فشلت فى لعب هذا الدور لجأت الى اللعبة الخطرة بتمويل ودعم جماعات وتنظيمات مسلحة لهدم الدول الوطنية فى المنطقة وتهديد الأمن القومى للدول التقليدية الكبرى واعتقد حمد بن جاسم وولده وعصابة المستشارين من حولهما أن بامكانهم تبوأ مكانة دول مثل مصر أو السعودية ونجحوا الى حد ما فى تمويل ما يسمى بثورات الربيع العربى والدفع بجماعة الاخوان الارهابية الى المشهد. اللافت أن قطر اندفعت بقوة الى الأحضان الايرانية ووقعت معها اتفاقات عسكرية فى الوقت الذى انضمت فيه الى التحالف العربى فى اليمن.
 
اللعب على المتناقضات أوقع حمد وخلفه تميم فى المحظور. فالتحالف مع ايران جاء على حساب العلاقات مع دول مجلس التعاون وعلى حساب سوريا الحليف لايران.
 
لم تستطع قطر ممارسة لعبة الخداع وعندما سقط القناع المزيف انكشفت الحقائق ولم يعد لدى دول الخليج طاقة على الصبر على الدويلة النشاذ فى المنطقة التى أصبحت منصة للتدخل فى الشئون الداخلية لجيرانها حتى سحبت دول الخليج سفرائها من الدوحة فى 2014. وكان ذلك الانذار شديد اللهجة لتميم قطر الذى تعهد بعدم التدخل فى الشئون الداخلية لكنه حنث بالوعد والعهد. وركن فى سياسة دعم الارهاب على ايران وتركيا وبعد سقوط الاخوان فى مصر بدأ فى دعم الجماعة الإرهابية بالمال والسلاح لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار فى مصر فى سيناء وفى ليبيا. حجم الأموال التى قدمتها قطر تقدر باكثر من 64 مليار دولار..!
 
قرار قطع العلاقات من مصر والسعودية والبحرين والامارات وليبيا واليمن كان مبرره واحد وهو إلى إصرار دولة قطر على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار والتدخل فى الشئون الداخلية وتمويل ودعم جماعات الارهاب.
 
القرار كان يعني أن " الكيل طفح" من قطر و أن الوقت قد حان للتأديب والعقاب وحصار قاعدة الإرهاب فى الدوحة.
 
فهل تتحمل قطر العقاب والحصار العنيف عليها. ربما لاول مرة يعاني شعب خليجي بشكل مباشر من اجراءات اقتصادية واغلاق الحدود البرية مع السعودية يعنى أن أكثر من 50% من المواد الغذائية علاوة على مواد الانشاءات والبناء لن تمر عبر الحدود السعودية. واغلاق المجال الجوى سيكلف قطر الكثير اضافة الى الخسائر الاقتصادية الاخرى.
 
ليس أمام تميم طريق للخلاص سوى التنحى أو الهروب فلن يثق فيه أحد بعد الآن فقد جنى على نفسه بأفعاله مثل الكلبة " براقش".    
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق