اهربى لبيت خالك

الأحد، 11 يونيو 2017 06:00 م
اهربى لبيت خالك
بكاء

مشكلتى أن عائلة أبى كلها فى شجارات قديمة أدت لتفكك العائلة وكرههم الشديد للآخر وعائلة أمى بصراحة أحسهم منافقين لأنهم بيتكلموا عن الدين وما بيعملوش بيه وده مخلينى أكرههم بشدة، بيقدسوا الفلوس وعمرهم ميطلعوا صدقة أو يحنوا على فقير، يحاسبونى على لبسى رغم إنى محجبة وهما مبيصلوش. 
أمى متوفاة وأنا عمرى خمس سنين وعانيت لحد ما بقى عندى اتناشر سنة من غياب أبى المتواصل وتعذيب عائله أبى لى بالضرب الشديد كأنهم ينتقمون من أبى فى شخصى.
 
ومن بعد عمر اتناشر سنة أبى بقى دايما قاعد معانا بس كنا نعانى بصعوبه أكبر  بسبب عصبيته الشديدة وعدم علمنا بكيفية تحضير الطعام لأننا أطفال ومفيش حد بيساعدنا بحاجة، وغير كده أبى كان دائم الشجار معى بالذات وأختى كانت بطنش أى كلام بيقوله ليها لكن أنا مش بقدر أعمل زيها، وكل يوم أصحى على بكاء وأنام على بكاء لحد ما نظرى ضغف ولبست نظارة لكن أبى لم يكف عن كلامه وكان يقول لى كلام يجرحنى بةده مثل «الله ياخدك ويارب تموتى وارتاح منك» مش عارفة إذا كان كل الآباء بيقولوا كده ولا أنا حساسة وما بتحملش كلمة، بس هو بيقولى كل يوم الكلام ده.
 
مش مشكلة المهم أنا دايما بحاول اخلى شخصيتى مرحة واجتماعية جدا وكنت بفرح كل اللى حواليا لعل حد ييجى فى يوم يفرحنى، أنا 18 سنة دلوقتى ولكن منذ بدأت الثانوى واتغيرت بشكل جذرى حتى روحى أحسها ماتت وحصل لى مشاكل كثيرة هذه الأيام حتى ذهبت لدكتور مخ وأعصاب فقال إنى مش كويسة ولازم أروح لدكتور نفسى وروحت والدكتور قالى إنى عندى اكتئاب مش فاكرة نوعه إيه لكن بدأت اتعالج من ورا أهلى لغاية الدكتور ماقالى لازم أقولهم وبصراحة كنت بحس انى بتحسن بالتدريج بسبب العلاج وبعض الحاجات اللى الدكتور قالى اعملها المهم قلت لأختى الأول وهى بدأت تساعدنى. 
 
ولكن بعد مدة اخدت فلوس درس معايا كتيرة ووقع تلت ترباعها منى وبابا افتكر انى سرقتهم لأنى وانا صغيره كنت بسرق بس الدكتور قال لى إنه كان عقلى بيعوض اللى مفقود عندى بالطريقة دى، المهم ضغط على اختى وخلاها تقوله على كل حاجة وراح قال لعمى كبير العائلة، عمى ده قاسى جدا كان بيعذبنى كتير وأنا صغيرة ودايما كان بيضربنى بحزام مسخنة على النار وكان مؤلم بدرجة لا يتخيلها أحد، المهم عرف ومنعنى من الذهاب للدكتور ومن العلاج وبابا راح قال لعمتى اللى هى برضو لا تقل قسوة عن عمى وكان هيقول لخالتى والتى لا تقل قسوة عن الاتنين اللى فاتوا وأى حد بيزورنا بيفضحنى وانا من ساعه ما وقفت العلاج وانى اروح عند الدكتور وانا تعبت اكتر من قبل ما اروح عند الدكتور وحالتى بقيت أسوأ بأربع مرات وبقيت بجرح فى جسمى وبفكر فى الانتحار اكتر ما بتنفس، مافيش حاجة فى حياتى مخليانى متمسكة بالحياة لكن أنا مش عايزة انتحر مش عايزة أموت كافرة مش عايزة الدنيا كلها تبقى ضدى.
 
للأمانة مفيش غير خالى سعيد اللى عايش فى مصر الجديدة واحنا فى المهندسين باطلبه على التليفون واحكى له، وهو متعاطف معايا لدرجة انه طلب منى اعيش معاه ومع اسرته ومراته ست كويسة وبناته صحباتى ولكن المشكلة انى خايفة افاتح والدى يرفض ومش عارفة اعمل ايه شكلى هسقط فى الثانوية العامة. 
 
ولما بصلى مش بعيط ولا بحس انى ارتحت ولو شويه مع العلم الفتره دى بصلى بخشوع عمرى ماجربته فى حياتى مش حاسه انى بتحسن مش عارفه اعمل ايه وكل ما اقول لبابا انه كده فضحنى يقولى احسن علشان تحسى على دمك وهما فاكرنى انى بمثل وانى مش مريضه قولولى اعمل ايه ارجوكم ساعدونى بأى طريقة مش عارفة اروح فين واعمل إيه وهل لو عشت مع خالى غصب عن والدى ابقى عاصية لأبويا؟ وهل ممكن أن أنجح لو ذاكرت وانا تحت الظروف دى.
 
كل ده كوم وحكايتى مع الحب كوم تانى عرفت ولد من الفيسبوك بس مش واثقة فيه وشكله بتاع بنات ياترى هاتفيدنى علاقتى بيه ولا اقطعها؟
اليائسة «ن. م»

عزيزتى «ن. م»
سلامتك يا ابنتى من اليأس افتكرى الآية الكريمة «وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ».
 
وفى الكتاب المقدس جاء «لم تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين، الذى لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا».
 
ارى ان تتجهى إلى الله اولا بالدعاء ثم تتناولى العلاج ولو بدون علم اسرتك، ويمكنك الاستعانة بخالك ليذهب معك للطبيب وليقنع والدك بضرورة تغيير معاملته لك ولأختك فكثير من الناس يعتقدون بجهل ان التربية الخشنة العنيفة هى التى تفيد أولادهم فى المستقبل غير مدركين كم العقد والمشاكل النفسية التى تحفرها تلك المعاملة فى نفوس الابناء والبنات.
 
لن أقول لك اصبرى فالإنسان له طاقة محدودة، اذهبى إلى خالك لتعيشى معه ولو بدون رضا ابوك حتى تتمى تعليمك وتعملى لتنفقى على نفسك. 
أما بالنسبة لعلاقتك بشاب الفيس فلن تفيدك كثيرا ركزى أفضل فى علاجك ومذاكرتك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق