إذن فتميم هو الزعيم الحقيقى لداعش والنصرة والقاعدة والإخوان!

الثلاثاء، 13 يونيو 2017 12:00 م
إذن فتميم هو الزعيم الحقيقى لداعش والنصرة والقاعدة والإخوان!
محمد حسن الألفى

ليس سرا، وقد انفضح ما لم يكن سرا، بل كان تواطؤا بالصمت أو بالصبر، أو بالحكمة، أن الولايات المتحدة الأمريكية، ذهبت إلى قمم الرياض الثلاث، قبل أسبوعين تقريبا، وتحت يد ترامب معلومات توثيقية كاملة عن الدور القطرى المؤكد والمسجل والموثق فى تمويل أعداء أمريكا

 

أيضاً أعداء السعودية وأعداء البحرين وأعداء الكويت، وأعداء الإمارات، وهى بعد عضو فى عائلة الخليج العربية ومجلس تعاونها الأمنى الاقتصادى فضلا عن الدور القطرى القاطع والموثق فى تمويل الإرهاب ضد الشعب المصرى والدولة المصرية، فى الفترة قبيل مؤامرة الخامس والعشرين من يناير٢٠١١، وحتى حادث القتل المروع لإخوتنا المسيحيين فى المنيا ٢٠١٧، وحتى أيام هيلارى كلينتون، وهى وزيرة للخارجية فى عهد أوباما، لم تتردد فى إظهار مدى التلاعب القطرى فى مكافحة تمويل الإرهاب رغم توقيع قطر على بيان جدة عام ٢٠٠٩ لوقف ومكافحة تمويل الإرهاب، هو تاريخ طويل إذن، تعلم به أمريكا، كما تعلم به الشقيقات السعودية والإمارات والبحرين، وبالطبع تعلم به مصر وشعبها، الدولة المكتوية بحقد ومليارات الأسرة الإرهابية الحاكمة فى قطر، ولكم شكت مصر ونادت واصطبرت، ولم يستجب لها إلا المغفور له حبيب المصريين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذى كبح جماح تميم فى يوليو ٢٠١٤، لكن الولد تحايل وتلاعب، وظلت قناة العدو القطرى تمارس التحريض والتشكيك ضد ثورة الثلاثين من يونيو، مات الزجر السعودى بوفاة خادم الحرمين الملك عبدالله، وارتفعت وتيرة العمليات الإرهابية بتمويل قطر الإرهابية، داخل مدن مصر فى القاهرة والدلتا والإسكندرية والصعيد وسيناء بالطبع، وعاش الإرهابيون أسعد أيامهم مع تميم فى فترة الريبة السياسية والأخوية بين الرياض والقاهرة، وبقى الوضع معقدا وتفاقم، بدس قطرى متصل ضد الرئيس السيسى، حتى وقع ما لم يكن فى الحسبان، منذ زيارة ولى ولى العهد محمد بن سلمان إلى واشنطن واجتماعه بترامب والمسئولين فى وزارتى الخارجية والدفاع ومسئولى الأمن القومى، ويمكن القول إن هذه الزيارة التى تم الإعداد لها بامتياز، كانت فصلا فارقا فى الموقف السعودى، ومعه الخليجى، فى التعامل مع الدور القطرى، وضرورة فصله أو كشفه فيما يتعلق بروابطه مع إيران، ومع داعش ومع النصرة ومع القاعدة ومع إسرائيل ومع تركيا، ومع الإخوان المكروهين المرفوضين بضراوة فى الإمارات على وجه الخصوص، والمسيطرين فى مجلس النواب الكويتى، فى تلك الزيارة عرضت المواقف موثقة، ورسمت ملامح الاتفاقات والصفقات، ولا يجوز أن نتصور أن مصر كانت بعيدة معلوماتيا عن كل هذا الملف المعقد الذى يمس الأمن القومى العربى فى مقتل. 
 
وهكذا فإن مصر حين قررت قبول دعوة الرياض، لم تكن ضيفا فحسب، بل كانت القاهرة هى النائب العام، وكانت كلمة الرئيس السيسى بمثابة عريضة الاتهام الموثقة بالمنطق وبالمعلومات، وكان الرئيس بقوة أدائه وثقته بصدقية ما يطرحه من تساؤلات واتهامات يمثل منصة النائب العام العربى، ولا أقول المصرى، ولعل تعليق خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز كان كاشفا مؤيدا لكلمة مصر مؤمنا عليها، فقد قال: «إننا معكم وسندعمكم بكل قوة»، من هنا يجوز لنا أن نمضى فى التحليل خطوة أعمق وأبعد لنقول بطمأنينة علمية، إن مؤتمر قمم الرياض كان محاكمة غير معلنة، رغم أنها استمرت على الهواء لثمانية وأربعين ساعة، لقطر وللنظام القطرى، ولإيران التى كان تميم مندوبها الحاضر عنها، يومها لاحظ الناس دخول أطقم الاستضافة بأقداح الشاى والقهوة، وانتشروا، فى عز إلقاء الرئيس لكلمته القاضية الكاشفة، لكن الرجل كان ثابتا، لم يتشتت، ولم يتلفت، ووضع العالم العربى أمام مسئولياته والمجرم حاضر بينهم تحت لافتة دولة قطر، ورغم أن قرار الدول الخليجية العربية ومصر والمالديف وموريشيوس بقطع العلاقات البرية والجوية والبحرية والدبلوماسية قد وقع يوم الاثنين الماضى، فإن الوقائع التى سبقته كانت أسبوع إهدار دم قطر - النظام، بعد أن أظهرت الوثائق والتسجيلات جاسوسية تميم وخيانته لأمته العربية وأهله الأقربين فى منظومة مجلس التعاون الخليجى، واليوم ومع ثلاث تغريدات كاشفة للرئيس ترامب، فإنه يمكن تأكيد ما ذهبنا إليه فى السطور أعلاه من أن قمم الرياض كانت فعلا محاكمة غير معلنة لنظام تميم، فقد قال ترامب صباح الثلاثاء الماضى، إنه حين كان يلقى كلمته وتحدث عن ضرورة وقف تمويل الإرهاب فإن الحضور من القادة أشاروا ناحية تميم! 
 
كأنما يقولون.. امسك الممول الأول للإرهاب، تغريدات ترامب أوضحت أيضا أن بوسع دول الخليج ومصر المضى قدما فى تأديب تميم، واعتبر هذه الإجراءات بداية النهاية للرعب الذى يمثله الإرهاب.
 
ثم جاءت التغريدة الثالثة ليقول فيها إنه من الجيد تطبيق نتائج قمم الرياض فيما يتعلق بتمويل الإرهاب، هو إذن يبارك ما جرى، وفى هذا فإن وسائل إعلام أمريكية منها الـCNN نسبت إليه الفضل فى الموقف الخليجى تجاه قطر، لماذا؟!
 
لأنه عارض ورفض موقف وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاجون معا، ومضى مناصرا لقرارات المنامة والرياض والقاهرة وأبوظبى، كانت وزارتا الخارجية والدفاع فى إدارة ترامب ترغبان فى اتخاذ موقف المحايد، على خلفية أن بقطر أكبر قاعدة أمريكية فى العالم هى قاعدة العيديد، وأن العمليات الأمريكية التى جرت وتجرى والمزمع حدوثها، تتم من داخل هذه القاعدة الضخمة، وبالتالى فإن إغضاب النظام القطرى، ربما يؤثر على حركة انطلاق الطائرات والقوات لمحاربة داعش والقاعدة، وربما إيران لاحقا إن تعقدت الأمور، لكن ترامب اتخذ قراره المتسق مع توقيعه على اتفاق الرياض بوقف ومكافحة تمويل الإرهاب، ونظن أن ملف قطر سيحمل سريعا إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الأمير الخائن اللاعب بأمن العالم العربى، والغربى، المستهتر السفيه، المبدد لثروات شعبه، كان يمول داعش ويحاربها مع الأمريكان، ويمول الحوثيين الذين تحاربهم السعودية وهو يحارب مع السعودية، ويمول النصرة والقاعدة فى ليبيا ليدمر استقرار مصر، ويؤوى الإرهابيين فى بلاده من الإخوان المسلمين المتآمرين على أمن أشقائه فى الخليج، وكان مع إيران قلبا وهو الموقع على بيان ضدها قلما، هو بحق رجل التناقضات، الشخص وضده، هو أول حاكم عربى يمارس على أمته مرضه الخاص، فكل تصرفاته تؤكد أنه يعانى انفصاما حادا فى الشخصية، ولا نعرف سر العقدة إلا بالبحث والغوص فى تربيته وطفولته وتأثير والدته، أنفق تميم وأسرته مائتى مليار دولار لتخريب وإسقاط مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن، وتحريض إثيوبيا والسودان على مصر، طيلة السنوات العشر الماضية، وأنفق فى بداية عام الربيع العبرى، المؤامرة على تونس وليبيا ومصر ١٠ مليارات، فى ٢٠١١، وانحسرت مع وصول الإخوان إلى ٩ مليارات، وفى عام ثورة الثلاثين من يونيو زيدت إلى ١٢ مليار دولار، لتمويل عمليات ضد مصر وليبيا ودول الجوار. 
 
كان الخليج يعلم، وكنا نتألم، لم يتحرك الخليج إلا حين بلغته الصفعة وأوجعته، فأحس أخيرا كم تألمت مصر وصبرت، على أية حال، فإننا نتمنى أن تمضى هذه القرارات التأديبية إلى نتيجتها الحتمية، إسقاط حكم الأمير الخائن وتقديمه للمحاكمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة