الحرب القادمة بين روسيا والناتو فى البادية السورية

الإثنين، 12 يونيو 2017 02:00 م
الحرب القادمة بين روسيا والناتو فى البادية السورية
عبدالفتاح على يكتب:

ليس بعد الضياع إلا التيه، ولن تلد أنثى الضبع أسدا، ولا يشب الشايب إلا على ما شاب عليه، هذا باختصار الوصف الوحيد للأزمة القطرية الخليجية، التى هى فى الحقيقة تطور طبيعى لسياسة الشيكات، لكن فى اتجاه مختلف، عن الهدف السعودى الذى رسخ لهذه السياسة، ووضع محدداتها وأطرها وقواعدها.

الأزمة القطرية نتيجة طبيعية لسياسة الشيكات

روسيا تستطيع اجتياح دول البلطيق فى يومين لكنها سترد على الحلف بالقرب من قاعدة التنف السورية المحتلة

لا أدافع عن التلميذ النجيب فى مدرسة سياسة الشيكات، لتحصد ما زرعه الشيطان، لكنى أجد نفسى مهتما أكثر بقضية هى فى حقيقتها أخطر، وأشد قلقا من تلك الزوبعة المصنوعة.
 
أتحدث عن انضمام جمهورية الجبل الأسود لحلف الناتو، والتى هى فى الحقيقة كدولة لا تمثل ثقلا فى الميزان العسكرى الغربى، ولا تمثل تهديدا للدفاعات الروسية، لكنها تعكس الإصرار على اعتبار روسيا عدوا، يجب مواجهته.
 
انضمام الجمهورية اليوغسلافية القديمة، التى تعامل الرئيس الأمريكى ترامب مع رئيس وزرائها بقلة احترام فى اجتماع الناتو الأخير قبل أسبوع، للحلف، يجعل ساحل البحر الأدرياتيكى يدين بالولاء التام للناتو.
 
جيش الجمهورية البلقانية لا يتعدى 2000 فرد، بالمعنى العسكرى، لا يتجاوز تعداد كتيبتين، وبالتالى فإن انضمام تلك الدويلة التى يبلغ عدد سكانها 650 ألفا، يمثل فى جوهره عبئا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا على دول الناتو التى يشكو أعضاؤها الكبار من الإلحاح الأمريكى بزيادة نفقاتهم فى ميزانية الحلف.
 
الرد الروسى كان سريعا، وعلى لسان الرئيس فلاديمير بوتين، بقوله إذا ما اندلعت حرب بين روسيا والولايات المتحدة، فلن يبقى أحد على قيد الحياة، الناتو يبحث دوما عن عدو خارجى لتبرير وجوده. 
 
وهذا يعنى أن من يخطو خطوة نحو حافة الهاوية، سيجبر الآخرين على التراجع، والتفكير فى نهاية الكون، أو اللعب بعيدا عن المواجهة العسكرية، وإن كان لها حظوظ فى الواقع.
 
فى اليوم التالى لإعلان انضمام الجبل الأسود للناتو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن اعتراض طائرة حربية أمريكية، كانت تحلق بمحاذاة الساحل الروسى، فأجبرتها على الابتعاد.
 
المواجهة الجوية الصامتة، بين روسيا وأمريكا، انتهت بحسم روسى، وسرعة استجابة أقلقت الأمريكان، ويبدو أنها كانت الهدف الأساسى من عملية، وصفها قائد السلاح الجو الروسى، بأنها، خطوة غير مسبوقة.
 
ورغم التوسع الحاصل لحلف الناتو، فإن التقديرات العسكرية الحديثة تقول، إنه سيكون الخاسر الأكبر فى أى حرب مستقبلية مع روسيا.
 
مجلة فوربس حاورت خبراء عسكريين مختلفين وسألتهم سؤالا واحدا، عن توقعات نتيجة إقدام الروس على خطوة فى اتجاه حافة الهاوية، فكانت الإجابة بالإجماع، فى حال قررت روسيا مهاجمة دول البلطيق فيمكنها احتلالها بالكامل خلال يومين.
 
هذه التقديرات بنيت على أساس قدرة حلف الناتو على الاستجابة (البطيئة)، لأن الجبهة التى يسعى الحلف لتوسيعها تعانى من ضعف شديد.
 
لكن فى حقيقة الأمر، لن يجرؤ الروس على الإقدام على هذه الخطوة، التى توقعتها مجلة فوربس، لكن ردهم سيكون بعيدا، وأغلب الظن أنه سيكون فى سوريا، وهو ما يعجل به الأمريكان بالضربة الأخيرة للتحالف الدولى على الجيش السورى بالقرب من قاعدة التنف التى تحتلها أمريكا فى شرق البادية السورية.
 
فى نهاية الشهر الماضى أعلن الحلف انضمامه للتحالف الدولى ضد داعش فى سوريا، وبعدها بأيام قبل عضوية الجبل الأسود التى تبعد 1500 كم من الساحل السورى، ونفذ بالفعل ضربات ضد الجيش السورى.
 
الحدود بين الناتو وروسيا لم تعد تقع فى أوروبا، هى الآن فى البادية السورية، ومن هناك سيكتب مصير الحلف، على الرقعة الأوروبية، وسيدفع العالم ثمن الرد على التهور.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق